اتخذ البنك المركزي التركي سلسلة قرارات تستهدف دعم الاستقرار المالي علي خلفية التراجع السريع في قيمة الليرة أثر تصاعد التوتر مع الولاياتالمتحدة. تعهد البنك المركزي للبنوك العاملة في تركيا بتوفير كافة أنواع السيولة اللازمة. مشيرا إلي أنه سيوفر 10 مليارات ليرة و6 مليارات دولار و3 مليارات دولار من الذهب. قرر البنك المركزي أيضا إتاحة استخدام اليورو كعملة معتمدة لمقابلة احتياطات الليرة إلي جانب الدولار. لآفتا إلي خفض نسب متطلبات احتياطي الليرة 250 نقطة أساس لجميع فترات الاستحقاق وسجلت الليرة التركية أدني مستوي لها أمام الدولار منذ عام 2001. إذ سجلت 7.24 ليرة للدولار الواحد. نتيجة مخاوف المستثمرين المتعلقة بمحاولة أردوغان التدخل في الشأن الاقتصادي. وتفاقم الأزمة بين أنقرةوواشنطن. أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوييش أوغلو أن علي أمريكا أن تعلم أنها لن تحقق أي شيء عن طريق التهديدات والعقوبات. فيما زعم أردوغان أن تراجع الليرة التركية ناجم عن مؤامرة سياسية. وليس نتيجة ضعف مؤشرات اقتصاد البلاد. قفزت عقود مبادلة الائتمان التركية لأجل خمس سنوات من 78 نقطة أساس إلي 529 نقطة أساس. حسبما أظهرت بيانات من آي.إتش.إس ماركت. وعقود مبادلة الائتمان هي أداة أساسية يستخدمها المستثمرون للتأمين ضد الاضطرابات المالية. أعلنت وزارة الداخلية التركية أنها ستتخذ إجراءات قانونية ضد مئات الحسابات علي وسائط التواصل الاجتماعي "التي تحفز الانهيار المستمر لليرة التركية". قالت الوزارة إنها شرعت في إجراء تحقيقات قانونية ضد 346 حسابا علي السوشيال ميديا "نشرت محتوي يحفز سعر صرف الدولار". في الوقت نفسه توقعت صحيفة فايننشيال تايمز أن يلجأ رئيس تركيا رجب طيب أردوغان لطلب مساعدة مالية من قطر لإسعاف الليرة في خلافه المتصاعد مع نده الأمريكي دونالد ترامب لكنه سيخضع لطلبه لاحقا. قالت الصحيفة البريطانية ان أردوغان سيلجأ لقطر في خلافه الحالي مع الرئيس ترامب. علي خلفية قضية احتجاز القس الأمريكي أندرو برونسون في تركيا وهي القضية التي تسببت في اندلاع أزمة دبلوماسية بين البلدين أسفرت عن فرض واشنطن عقوبات علي أنقرة. أضرّت بعملتها الوطنية وجعلتها تخسر الكثير من قيمتها. أضافت فايننشيال تايمز أنه علي الرغم من مكابرة أردوغان وتمسكه بموقفه والهبوط الحاد الذي تشهده الليرة التركية أمام الدولار إلا أنه سيرضخ للمطالب الأمريكية في نهاية المطاف وسيضطر صاغرا للإفراج عن القس الأمريكي الذي يحتجزه بحجج واهية لأن الاقتصاد التركي لن يتحمل العقوبات التي فرضها ترامب الأسبوع الماضي. والتي ستؤدي إلي خروج المستثمرين الأجانب من السوق التركية. أوضحت "فايننشيال تايمز" أن أردوغان سيلجأ إلي حليفه الرئيسي في المنطقة وهي قطر للبحث عن دعم اقتصادي في هذه الأزمة كما أنه سيضطر إلي تخفيض مستوي العلاقات مع دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي يعتبر ذا أهمية استراتيجية للغرب وعلي رأسه الولاياتالمتحدة.