هواية اقتناء الحيوانات المفترسة من كلاب بول دوج وتماسيح وافاعي وأسود ونمور تحولت إلي موضة مما يثير الاستفزاز ويؤكد علي مدي الاستهانة بسلامة الناس فقد أصبحت تمثل خطراً جسيماً وتهديداً حقيقياً ورغم تبريرات محبيها بأنها حرية شخصية لكنهم لا يدركون ان حريتهم تنتهي عند حرية الآخرين. في البداية يقول أحمد محمد للأسف انقسم المجتمع إلي نصفين الأول يكافح من أجل توفير أبسط ضروريات المعيشة لأسرته ويدرك جيداً ان البلاد تمر بمرحلة فارقة يجب ان يتكاتف الجميع حتي نستطيع عبورها وجزء آخر لا يهمه إلا البحث عن كل ما يستفز مشاعر الآخرين آخرها موضة اقتناء الحيوانات المفترسة التي تهرب في أحيان كثيرة وتثير الذعر بين المواطنين. وتضيف مرفت جاد أن اقتناء الحيوانات غير الأليفة داخل المنازل ظاهرة دخيلة علي مجتمعنا وتقليد أعمي لثقافات أخري وما نراه اليوم هو جانب ترفيهي قد يكون له انعكاسات خطيرة جداً علي الجميع لذلك يجب ان يتم اتخاذ اجراءات حازمة حيال مقتني هذه الحيوانات ورغم هذا يجب ان نعترف ان ظهور بعد الفنانين مثل محمد رمضان وغيره ممن يعتبرون قدوة للكثير من الشباب وبرفقتهم هذه النوعية من الحيوانات يجعل الأمر في غاية الصعوبة بل وينذر بتفاقم أكبر للظاهرة. ويتفق معها محمد حسن قائلاً: لابد من صدور قانون ينظم حيازة الحيوانات سواء المفترسة أو حتي الأليفة والتي أصبحت موضة ليس فقط في الأوساط الراقية بل وصل الأمر للمناطق الشعبية وللطبقة المتوسطة كذلك فالشباب يتباهون باقتناء الكلاب المتوحشة ويهددون المارة والأطفال ويسخرون من الكبار في صورة مقززة تثير استياء كل من يراها لذلك يجب تقنين هذا المشهد والا شاهدنا بعد ذلك النمور والأسود تطل برؤوسها من نوافذ السيارات أو تتجول علي الشواطيء والحدائق. ويشير أسامة محمد ان ما نراه هو تجسيد لتقاليد وعادات مستحدثة بدأت تظهر بقوة وهي شغف الكثيرين بالتميز عن غيرهم بفعل كل ما يتجاوز عن المألوف تحت ستار الحرية الشخصية لكن هذه المرة تجاوز الأمر ذلك بمراحل ووصل إلي درجة التعدي علي حقوق الآخرين ويشكل خطورة بالغة لأن وجود حيوان مفترس من تماسيح وأفاعي في أي منزل لا يشكل تهديداً لسكان المنزل فحسب انما هو تهديد لكل سكان المنطقة لأن هروب هذا الحيوان وعدم السيطرة عليه هو أمر وارد وقد حدثت أمور مشابهة في مناطق مختلفة من العالم وحدث في مصر بالفعل عندما هربت التماسيح إلي ترعة المريوطية وهددت أمن وسلامة سكان المنطقة. وعلي الجانب الآخر يقف المدافعون من محبي هذه الحيوانات يقول ياسين وائل اقيم في القاهرة الجديدة ولدي حديقة خاصة بالمنزل وأهوي منذ الصغر اقتناء الحيوانات وكانت البداية مع الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب ومع حرصي علي مشاهدة القنوات التي تتحدث عن البيانات المختلفة والحيوانات الغريبة تطور الأمر سريعاً وأصبحت اعشق اقتناء كل ما هو مثير وغير مألوف مثل الثعابين والفئران البيضاء والسناجب والتي أقوم بشرائها من سوق السيدة عائشة وهي متاحة للجميع ولا يوجد أي قانون يجرم شراءها أو تربيتها لذلك يعد الأمر حرية شخصية مثل اختيار نوعية المأكل والملبس طالما انني لم اتعد علي حرية الآخرين أو ازعجهم بما أفعل. ويشاركه الرأي عادل إبراهيم ما الضرر من اقتناء أي نوع من الحيوانات داخل منزلي فهي هواية مثل غيرها كالتزحلق والقفز بالمظلات فكلاهما رياضة وهواية مبتكرة وخطيرة ولكن تقتصر الخطورة علي من يمارسها فقط ونفس الأمر مع تربية الحيوانات فالأمر متعة وحرية يمارسها بعض الأفراد في إطار مغلق طالما ان الحيوان تم التعامل معه في حدود أنظمة الحماية والأمان وتم وضعه في أماكن مؤمنة محكمة الغلق ولم اتعد به علي الآخر. الدكتور طلعت السروجي عميد معهد الخدمة الاجتماعية سابقاً يري ان هذه الظاهرة نتاج طبيعي للايقاع السريع والتغيرات المتلاحقة للغزو الثقافي سواء علي المستوي المحلي والعالمي والذي أثر بشكل أو بأخر علي التنشئة الاجتماعية وأساليبها مما جعل الجيل الجديد وبصفة خاصة الشباب وصغار السن يحاكون ويقلدون ما يرونه من خلال وسائل الاتصال المتعددة والميديا والتي أحدثت طفرة غير متوقعة بحكم من تشبعوا به من مكتسبات من أفلام الرعب والمسلسلات والأغاني السريعة والعنيفة مما أثر سلباً علي رؤية هذا الجيل لمنظور العنف ليروا انه صورة من صور الحماية الذاتية ليصل الأمر إلي درجة تخلي البعض منهم عن القيم والعادات والتقاليد التي تحكم المجتمع المصري ليلجأ الشاب بعدها إلي البحث عن فرض سيطرته وذاته علي الآخرين بصور وأشكال غير مقبولة اجتماعياً مثل استخدام السلاح الأبيض والألعاب النارية وأخيراً الحيوانات المفترسة لذلك يجب علي كل الجهات المعنية بالتربية من مدرسة ومنزل ودار عبادة ان تختار وتنتقي ما يمكن ان يصل لمسامع هذا الجيل الجديد حتي يمكن انقاذه من براثن التطرف الفكري والاخلاقي.