قبل 32 عاما بهر المنتخب المغربي لكرة القدم عشاق كرة القدم في معظم انحاء العالم عندما سطع أسود أطلس في مواجهة ثلاثة منتخبات أوروبية وتوج جهوده بفوز ثمين علي نظيره البرتغالي 3/1 ليتصدر مجموعته في الدور الأول لبطولة كأس العالم 1986 بالمكسيك. لكن المنتخب المغربي "أسود أطلس" سيكون بحاجة إلي الظهور بمستوي افضل كثيرا وبحاجة إلي أيضا إلي مفاجأة من العيار الثقيل للتغلب علي نظيره البرتغالي اليوم في ثاني مواجهة فقط بينهما بالبطولة العالمية. يلتقي الفريقان في الثانية بتوقيت القاهرة علي استاد "لوجنيكي" الشهير في العاصمة الروسية موسكو بالجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في الدور الأول للمونديال الروسي.. ويرفع الفريقان شعارا واحدا هو "لا بديل عن الفوز". المنتخب المغربي لم يعد أمامه سوي الفوز وانتزاع النقاط الثلاث للمباراة إذا أراد إنعاش فرصته في المنافسة علي إحدي بطاقتي المجموعة فيما ستكون الهزيمة بمثابة تأشيرة العودة إلي المغرب صفر اليدين بغض النظر عن مباراته الثالثة في المجموعة أمام نظيره الإسباني. كان المنتخب المغربي استهل مسيرته في البطولة بأداء جيد أمام نظيره الإيراني لكنه فشل في ترجمة هذا الأداء إلي فوز رغم سيطرته علي معظم فترات المباراة ثم استقبلت شباكه هدفا من النيران الصديقة بتوقيع مهاجمه البديل عزيز بوحدوز في الدقيقة الخامسة الأخيرة من الوقت بدل الضائع ليتعقد موقف الفريق لاسيما وأن المواجهة مع إيران كانت بمثابة مفتاح الأمل للفريق.. ومع الخسارة في هذه المباراة . أصبح أسود أطلس بحاجة إلي المعجزة للعبور إلي الدور الثاني من خلال مباراتين في غاية الصعوبة أمام البر تغال بطل أوروبا وإسبانيا بطلة العالم سابقا وأحد المرشحين بقوة للفوز بلقب المونديال الروسي. في المقابل . كان المنتخب البرتغالي استهل مسيرته في البطولة بتعادل رائع يحمل نكهة الفوز حيث سجل النجم الشهير كريستيانو رونالدو ثلاثة أهداف (هاتريك) ليقود الفريق إلي التعادل الثمين 3/3 مع الفريق الإسباني في مباراة تصلح لأن تكون نهائي مبكر للبطولة. لكن التعادل في هذه المباراة سيكون دافعا إضافيا للمنتخب البرتغالي علي البحث عن فوز كبير في مباراة اليوم لاسيما وأنه في حال سارت الأمور بلا مفاجآت في هذه البطولة وفاز كل من المنتخبين البرتغالي والإسباني بمباراتيهما الباقيتين أمام إيران والمغرب وحصد كل منهما سبع نقاط في مبارياته الثلاث بالمجموعة . سيكون لفارق الأهداف كلمة الحسم في تحديد متصدر هذه المجموعة. وبالطبع يتطلع كل من الفريقين البرتغالي والإسباني إلي انتزاع الصدارة من أجل ضمان مواجهة أكثر سهولة مع صاحب المركز الثاني في المجموعة الأولي التي تضم منتخبات مصر والسعودية وأوروجواي وروسيا. كذلك يملك المنتخب البرتغالي دافعين كبيرين آخرين لتحقيق الفوز بنتيجة كبيرة علي المنتخب المغربي حيث يسعي الفريق لثأر دام انتظاره ل32 عاما كما يسعي رونالدو إلي زيادة غلته من الأهداف في المباراتين الباقيتين بالمجموعة عازما علي تحقيق رقم قياسي للأهداف في البطولة الحالية. لكن المنتخب المغربي بقيادة مديره الفني الفرنسي هيرفي رينار واللاعب المخضرم مهدي بنعطية مدافع يوفنتوس الإيطالي ومعه كتيبة من النجوم مثل حكيم زياش وفيصل فجر وخالد بوطيب يدركون أنه لا مجال للبكاء علي اللبن المسكوب وأن مباراة اليوم قد تعني كل شيء وقد تؤدي إلي لا شيء وكان رينار أكد أنه سيعمل جاهدا علي تصحيح الأخطاء والسلبيات التي ظهرت في أداء الفريق أمام إيران والتي حرمت الفريق من هز الشباك رغم بلوغ نسبة استحواذه علي الكرة لأكثر من 60 بالمائة إضافة لنحو دستة تسديدات علي المرمي. فيما تبدو صفوف المنتخب البرتغالي مكتملة تماما . قد يعاني أسود أطلس من غياب اللاعب نور الدين أمرابط الذي أصيب في رأسه خلال المباراة أمام إيران وتحوم الشكوك حول مشاركته اليوم رغم استئنافه التدريبات بشكل فردي.