يتطلع المنتخب المغربى الملقب ب «أسود الأطلسى» إلى محو آثار الصدمة التى عاشتها جماهيره إثر الهزيمة بهدف فى الوقت القاتل فى مباراته الأولى ببطولة كأس العالم، لكنه يواجه اختبارا أكثر صعوبة فى المباراة الثانية حيث يصطدم بنظيره البرتغالى بطل أوروبا. ويلتقى المنتخب المغربى نظيره البرتغالى اليوم على ملعب «لوجنيكي» بالعاصمة الروسية موسكو فى الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية، التى افتتحت منافساتها الجمعة الماضى بفوز إيران على المغرب 1/ صفر وتعادل البرتغال مع إسبانيا 3 / 3. وكان المنتخب المغربى قد أهدر عددا من الفرص التهديفية أمام نظيره الإيرانى وكاد ينهى المباراة بالتعادل السلبى لكنه تلقى صدمة قوية فى اللحظات الأخيرة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للمباراة، عندما حسمت لمصلحة المنتخب الإيرانى بهدف النيران الصديقة الذى سجله المغربى عزيز بوحدوز بالخطأ فى مرمى منتخب بلاده. وجاءت الهزيمة لتهدد آمال المنتخب المغربى بشكل كبير فى الصعود من المجموعة التى تضم البرتغال المتوجة بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) وإسبانيا المتوجة بكأس العالم 2010، والتى تعد المجموعة الأكثر صعوبة فى المونديال (مجموعة الموت). لكن المنتخب المغربى أبدى إصرارا واضحا على استعادة التوازن والتعويض، رغم صعوبة المهمة أمام البرتغال. وقدم المنتخب البرتغالى مباراة مثيرة فى بداية مشواره أمام المنتخب الإسباني، وحقق نجمه الأبرز كريستيانو رونالدو انطلاقة رائعة بتسجيل أول ثلاثية (هاتريك) فى شباك الماتادور الإسبانى فى تاريخ كأس العالم، ليتصدر قائمة هدافى البطولة مبكرا. ويتوقع أن تشكل الثلاثية عاملا تحفيزيا هائلا لرونالدو الذى انضم إلى الأسطورة البرازيلى بيليه والألمانيين أوفه زيلر وميروسلاف كلوزه فى قائمة اللاعبين الذين نجحوا فى التسجيل خلال أربع نسخ من بطولة كأس العالم. وربما يعتمد المنتخب البرتغالى على استمرار تألق رونالدو فى مباراة اليوم، لتفكيك الدفاع المغربى الصلب الذى لم يسمح باهتزاز شباكه بأى هدف خلال مباريات مجموعته فى الدور النهائى من التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال. ويتوقع أن تشهد المباراة أداء مثيرا حيث لم تدع نتائج الجولة الأولى مجالا أمام أى من الفريقين لتحمل الخسارة، كذلك يتوقع أن تشهد صراعا من نوع آخر بين رونالدو المتوج مع ريال مدريد الإسبانى بلقب دورى أبطال أوروبا، وبوحدوز مهاجم سان باولى المنافس بدورى الدرجة الثانية الألماني. كذلك يتصارع رونالدو من أجل أفضل الأفضل فى كل العصور، والذى يتنافس عليه مع غريمه النجم الأرجنتينى ليونيل ميسي، ويبدو رونالدو متقدما على منافسه حتى الآن نحو اللقب، الذى يتطلب اعتلاء منصة التتويج بكأس العالم. وأثنى فيرناندو سانتوس المدير الفنى للمنتخب البرتغالى على رونالدو قائلا إنه لاعب يتمتع «بعقلية مذهلة»، وذلك بعد أن استعرض اللاعب ثقته وقدراته بإحراز الهدف الثالث للبرتغال من ضربة حرة فى الوقت القاتل. ومن جانبه، قال لاعب خط الوسط أدريان سيلفا «إنه (رونالدو) نموذج يحتذى به بالنسبة لنا جميعا، ليس فقط فى اللعب، ولكن فى الطريقة التى يقود بها الفريق. إننا نفخر بالوجود معه فى غرفة تغيير الملابس.» ولا شك فى أن سيناريو مباراة إسبانيا أصاب سانتوس ببعض القلق بشأن مدى اعتماد المنتخب البرتغالى على رونالدو، علما بأن جونزالو جويديس لاعب فريق بلنسية الإسبانى صنع فرصتين تهديفيتين، إحداهما تمثلت فى تمريرة خطيرة وأخرى فى تسديدة، بينما لم يقدم بيرناردو سيلفا وبرونو فيرنانديز المستويات المنتظرة. وقال رونالدو إنه يتوقع «مباراة صعبة» أمام المغرب كما أكد أندرى سيلفا لاعب ميلان الإيطالى أن المنتخب المغربى يضم «لاعبين متميزين، لا يمكننا الاستهانة بهم. وبشكل عام، يتوقع أن يسعى المنتخب المغربى وكذلك لاعبه بوحدوز، بقوة إلى استعادة التوازن بعد سوء الحظ الذى لازم الفريق فى المباراة الأولى رغم سيطرته على مجريات اللعب فى أغلب الفترات وصناعة العديد من الفرص. وقال بوحدوز: الآن أتمنى أن نتمكن من التغلب على البرتغال. نعرف أن لدينا الكفاءة. ولكن علينا التحسن فى المباراة المقبلة. فالمنتخب البرتغالى لن يكون منافسا سهلا بالنسبة لنا. وبعد دقائق من صدمة الهدف فى مباراة إيران، كان بوحدوز 31 عاما قد تلقى نبأ سارا. وأوضح بوحدوز: لسوء الحظ، هذه هى كرة القدم. ولكننى أشعر بالسعادة لأشياء أخري. والآن، أتمنى التغلب على المنتخب البرتغالي.