الكنائس تستعد هي الأخري لاستقبال شهر رمضان والتجهيز لموائد الافطار. تلك الفكرة التي حرص عليها البابا شنودة الثالث قبل رحيله لدعم أواصر الوحدة الوطنية بين الشعب المصري مسلميه وأقباطه. كما تحرص كنائس أخري علي تقديم مساعدات عينية ونقدية للفقراء طوال شهر رمضان دون تفرقة بين مسلم ومسيحي لتكون أكثر فائدة في ظل ارتفاع الأسعار. هذا ما أكده القمص صليب متي ساويرس كاهن كنيسة ماري جرجس بشبرا قائلا: الكنيسة المصرية اعتادت اقامة موائد رحمن لافطار المسلمين غير القادرين وعابري السبيل في اطار حرص الأقباط علي مشاعر اخوانهم المسلمين. ولقد حرصت منذ تولي مسئولية جمعية السلام في شبرا عام 1969 علي اقامة حفل افطار سنوي بالكنيسة. حيث كانت أول مأدبة تقيمها جمعية مسيحية للأخوة المسلمين في مصر. ثم انتشرت الفكرة لتشمل 300 كنيسة علي مستوي مصر تقيم نفس الاحتفال سنويا. وقد أطلقنا عليه هذا العام "يوم المحبة المصري" لما يسوده من محبة وعطاء بين المسلمين والمسيحيين. كما تصدر الكنيسة تعليمات لرعاياها بعدم تناول الطعام والشراب في نهار رمضان كنوع من المشاركة مع المسلمين. ويضيف ميشيل حلمي مسئول الاعلام بالكنيسة الانجيلية بقصر الدوبارة اعتادت الكنيسة علي تقديم موائد الافطار للأخوة الصائمين في رمضان كنوع من المشاركة لاخواننا في الوطن ودعم الود والوفاق بيننا لذا تسمي "مائدة المحبة". كما يتم توزيع مساعدات عينية للمحتاجين دون قيد أو شرط أو السؤال عن الديانة. ولا يمكن وصف السعادة التي أشعر بها كمواطن قبطي عندما يلقي في سيارتي أكياس التمر في موعد الافطار من أخ لا يعرف كلانا ديانة الآخر. وتري رجاء عبدالسميع ربة منزل ان أهم ما يميز المجتمع المصري هو الترابط والوحدة الوطنية التي تجمع المسلمين والأقباط في نسيج واحد. وقد اعتاد كلاهما المشاركة في المناسبات الدينية والاجتماعية المختلفة وتبادل التهاني في الأعياد. وتعد موائد الافطار القبطية التي تنظمها معظم الكنائس المصرية وتستضيف عليها الصائمين المسلمين أبرز مثال علي ترابط هذا النسيج. ويشير وديع فهمي حارس الي أن مصر علي مر السنين لم تعرف التفرقة بين مسلم ومسيحي الجميع يد واحدة في الدفاع عن الوطن وتحمله في أوقات الشدة وسنوات الحرب والتمتع بخيراته أوقات السلام والبناء. وتلك الموائد التي يقدمها الأقباط لاخوانهم المسلمين هي رسالة لكل مغرض ان هذا الشعب علي قلب راجل واحد لن يفرقه أحد. يشاركه الرأي ميخائيل طاهر صاحب كشك مؤكدا: انه اعتاد المساهمة في تقديم خدمة الافطار للاخوج الصائمين من خلال المائدة التي يعدها بعض الأقباط القادرين في منطقة شبرا. معربا عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل الذي يزيد من المحبة والود بين المسلمين والأقباط. ويوضح شنودة صموئيل أعمال حرة ان عمل الخير لا يفرق بين من يقدمونه ومن يقدم اليهم. وفي الغالب لا يقتصر الأمر علي الموائد فقط بل اعتدنا مشاركة اخواننا المسلمين في عاداتهم خلال شهر رمضان. حيث نحرص علي عدم تناول الطعام أمامهم أثناء فترة الصيام ونتشارك الافطار بعد اذان المغرب علي الموائد التي نتبادلها في المنازل ونسهر معا أمام المسلسلات الرمضانية. وتضيف عايدة المنوفي ان هناك جمعيات خيرية قبطية تستعد لاستقبال شهر رمضان بتجهيز شنط بها بعض السلع الضرورية وتوزيعها علي الفقراء عموما دون تفرقة لمساعدة ربة المنزل في تقديم وجبات لأسرتها طوال الشهر في المنزل بدلا من اجبارهم علي البحث عن الموائد.