"قصر الدوبارة" أشهر موائد إفطار الكنيسة.. و"جميل بنايوتي" أكبر مائدة رحمن بشبرا = بالشباب نقدر ترفع شعار "الإنسانية أولا".. و"قطار الخير" و"شنط وفوانيس رمضان" مبادرات مسيحية تحت شعار المحبة بيتر يوزع الوجبات على الصائمين في قنا.. وأبانوب يبهج الأطفال بالفوانيس في بورسعيد -------------------------------------------------------------------------------------- علي الرغم من محاولات الإرهاب لإفساد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ،إلا أن العادات والتقاليد المصرية الرمضانية أجهضت مخططاته وأثبتت للعالم كله أن المصريين نسيج واحد يجمعهم المحبة ولا تفرقهم الفتنة. يؤكد ما سبق حرص كثير من الأقباط علي مشاركة إخوانهم المسلمين الاحتفال بشهر رمضان هذا العام بطريقتهم الخاصة، فالبعض قام بمبادرات لتوزيع حقائب وفوانيس رمضان والبعض الآخر واصل عادته السنوية بإقامة إفطار "المحبة" وموائد الرحمن بمجهوداتهم الذاتية وعلي نفقاتهم الخاصة. في هذا السياق تقوم الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة خلال شهر رمضان من كل عام بتنظيم حفلات إفطار جماعي يومي الجمعة والسبت، وذلك ضمن مبادرة أطلقها مجلس الكنيسة والقس الدكتور سامح موريس راعى الكنيسة منذ عام 2011 وبالتحديد وقت اعتصام الشباب بالتحرير في رمضان. وتعد مائدة قصر الدوبارة التي فكر فيها الشباب المسيحي لمشاركة إخوانهم المسلمين من أشهر الموائد التي تقام تحت رعاية الكنيسة. وتقام المائدة فى الشارع أمام مسجد عمر مكرم ويتوافد عليها شباب وأهالى وعمال من منطقة وسط البلد، وتقوم فتيات وشباب الكنيسة بخدمة الصائمين ووضع الطعام لهم. وقبل أذان المغرب بساعتين يبدأ تجهيز المائدة بإعداد الكراسي والموائد، بينما تصدح مكبرات الصوت بأغاني "رمضان جانا" و"وحوى يا وحوى"، و"أهه جه يا ولاد أهه جه يا ولاد". ويقام الإفطار كل عام تحت شعار مختلف فقد أقيم العام الماضي تحت شعار "كلنا واحد"، ويقام الإفطار هذا العام تحت شعار "مائدة إفطار المحبة الوطنية". وأثناء الإفطار يقوم شباب الكنيسة بتوزيع وجبات جاهزة علي السيارات التي تمر أمام الكنيسة، ويقوم بعضهم بالتجول في الشوارع المجاورة للكنيسة لتوزيع الوجبات علي المارة. جميل بنايوتي اعتاد "جميل بنايوتي" منذ 35 عام علي إقامة مائدة رحمن لإفطار الصائمين والتي أطلق عليها "مائدة الوحدة الوطنية" وهي من أكبر الموائد التي تقام في شبرا، ويشارك فيها أهل المنطقة من الكبار إلى الصغار، ويقوم بإعداد الطعام طباخ مسئول عن المائدة، وتتكون وجبة الإفطار من مشروب رمضاني، واللحم والنشويات وخضار والسلطة والمخلل، وتختتم بالحلويات. وقد قام هذا الرجل القبطي بالتبرع بقطعة من أرضه لإقامة هذه المائدة عليها، وذلك بمساعدة العديد من رجال منطقة شبرا سواء المسلمين والمسيحيين. ولم يكتف "عم جميل" بمائدته الشهيرة ولكنه أضاف لها فكرة جديدة وهي "عمود الأكل" وجاءت تلك الفكرة بسبب أن هناك بعض الأشخاص لديهم عزة نفس شديدة تمنعهم من القدوم إلى مائدة الرحمن، فيقم بإرسال أحد أفراد الأسرة بالعمود إلى هذا الشخص أو هذه الأسرة. كما أوصي هذا الرجل بأن تظل هذه المائدة حتي بعد وفاته لتصبح صدقة جارية على روحه. توزيع الوجبات تحت شعار "وطن واحد.. والإنسانية أولاً" قام أعضاء مبادرة "بالشباب نقدر" بتوزيع وجبات إفطار على الأسر الفقيرة، حيث يقوم فريق العمل بتجهيز وتوزيع الوجبات على مستوى القاهرة الكبرى. وقال أمير سمير المتحدث الرسمي ل"بالشباب نقدر" إنه يشارك في تلك المبادرة عدد من الشباب المصري بدون تفريق بين المسلم والمسيحى لأن هذه حياتنا وعاداتنا المصرية التي لن يفسدها التعصب أو الإرهاب. وأوضح أن المبادرة وهبت وجبات الإفطار هذا العام على أرواح أطفال أتوبيس المنيا الإرهابي وضحايا الإرهاب. وأشار سمير إلي أن المبادرة تقوم علي الجهود الذاتية وتبرعات الأعضاء بدون أي مساعدات خارجية . قطار الخير على رصيف محطة سكة حديد نجع حمادي بقنا، بداية من أذان العصر وحتى أذان المغرب، وقف الشاب المسيحي بيتر حشمت ممسكاً في يده الأكياس المملوءة بالعصائر والمأكولات لتوزيعها على الصائمين المسافرين في رمضان. وقال بيتر حسب ما تداولته بعض صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن فكرته تبلورت منذ 6 سنوات بين مجموعة من الأصدقاء، كنت واحداً منهم واتفقنا على عمل ما يسمى "قطار الخير"، وكنا نجمع تبرعات من بعضنا البعض ونشترى العصائر والبلح ونوزعها على ركاب القطارات التي تتوقف فى محطة السكة الحديد وقت الإفطار، بعد أن لاحظنا استغلال الباعة الجائلين للصائمين ورفع أسعار الوجبات فى وقت الإفطار، وبعدها أصبح هذا النشاط من ضمن أنشطة جمعية "قلب واحد"، والتى نؤديها سنوياً دون إرهاق أو ملل، ويكفينا فرحة الصائمين ونحن نوزع عليهم ما تيسر من إفطار رمضان. وأوضح بيتر أن جمعية "قلب واحد" تضم العديد من الشباب الذى يقوم بتوزيع "شنط وكراتين" رمضان على الأسر الفقيرة. توزيع الفوانيس حرص أحد الشباب القبطي بمحافظة بورسعيد، على توزيع فوانيس رمضان على الأطفال فى مختلف شوارع المحافظة، وذلك لرسم البهجة على وجوههم أثناء الاحتفال بحلول شهر رمضان المبارك. وقام هذا الشاب والذي يدعي أبانوب كرلوس جاد الكريم، هو ومجموعة من شباب بورسعيد بإطلاق مبادرة تحت عنوان "اسعد غيرك". وأوضح أبانوب في تصريحات له إن فكرة توزيع الفوانيس على أطفال المسلمين جاءت منذ أن وقف المسلمون بجانب المسيحيين أمام الكنيسة للتهنئة بالعيد وتأمينها، إضافة إلي قيام بعض المسلمين بتنظيم الوقفات حزناً على الشهداء الذين راحوا ضحية الأعمال الإرهابية فى الكنائس. وأشار إلي انه اشترك مع مجموعة من الشباب القبطي في إطلاق مبادرة "اسعد غيرك" وذلك لتحقيق الفرح لمن لا يعرفوهم؛ مؤكداً أن المبادرة تهدف لإسعاد الغير وإدخال البهجة في نفوس الكبار والصغار. وأكد أن فكرة المبادرة جاءت لتوجيه رسالة إلى الإرهاب للتأكيد أن الشعب المصرى سوف يظل يد واحدة ضد الإرهاب، وأن العمليات الإرهابية التي تقع من وقت لآخر لن تؤثر علي النسيج المصري. وأوضح أبانوب انه اختار الحدائق العامة فى منطقة المنشية وحى شرق والمعدية ليوزع 100 فانوس على الأطفال، مؤكداً انه لم يتلق أي تمويل من أي جهة وأن نفقة شراء هذه الفوانيس من أمواله الشخصية. وتابع "أثناء توزيع الفوانيس كنت أقول لأسر الأطفال أنى قبطى، وكانوا يقابلوننى بالترحاب والفرحة وسعادة، وتلقيت الكثير من العبارات الرقيقة التى تحث على روح المواطنة والحب بين طرفى الأمة المصرية المسلمين والأقباط، ولكنى أحسست أنها صادقة ونابعة من القلوب وليس مجرد مجاملة". عن أجمل الردود التى تلقاها أبانوب، قال "تلقت الكثير من عبارات الثناء على تلك المبادرة والتى شاركنى فيها 5 أفراد". شوارع القاهرة وفي رمضان الماضي قام مجموعة من شباب المسيحيين بتجول في شوارع القاهرة منذ بداية شهر رمضان وحتي نهايته، وكانوا يقوموا بتقديم الإفطار للمارة الصائمين، الذين لا يصلون منازلهم عند موعد الإفطار وقام بعض رهبان الكنيسة بنشر صورة لهؤلاء الشباب علي مواقع التواصل الاجتماعي وذلك للتعبير عن روح الوحدة الوطنية التي يتمتع بها الشباب المصري. وفي رمضان الماضي أيضاً أطلق علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك "هشتاج" تحت عنوان "رمضان السنة دى مسيحى"، وكان ذلك ترجمة للحالة التي عاشتها مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا، حيث يتم مشاركة العديد، من المنشورات والصور منذ اليوم الأول للشهر المبارك. شنط رمضان يحرص عدد من الأقباط خلال شهر رمضان الكريم علي مساعدة الأسر الفقيرة من المسلمين من خلال توزيع شنط رمضان لإدخال البهجة والسعادة عليهم وخاصة في ظل ارتفاع الأسعار. من جانبه أكد النائب جون طلعت عضو مجلس النواب عن دائرة شبرا مصر، أنه يشعر بالسعادة عند حلول شهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى انه يقوم بتجميع شنط رمضان بشكل كبير ويوزعها بمساعدة شباب متطوعين من أهل شبرا. وقامت جميانة ميخائيل، أخصائي موارد بشرية بمحافظة البحيرة، بتوزيع شنطة رمضان علي المسلمين المجاورين لها، وقالت في لقاء لها علي إحدى القنوات الفضائية إن الهدف من ذلك، هو إرسال رسالة للإرهابيين مفادها "أنتم تصدرون لنا الإرهاب ونحن نصدر لكم رسالة محبة من الشعب المصري". وأضافت "إحنا شعب وإيد واحدة، وسنظل كذلك، وأوزع شنطة الخير منذ سنوات ولكن هذه أول مرة أقوم بتصوير الخير الذي أقوم به".