تنفرد مصر بفن الخيامية. أو فن صناعة الأقمشة الملونة عن بقية دول العالم العربي فظهرت الرسوم علي الأقمشة منذ العصر الفرعوني. وازدهرت وتطورت في العصر الإسلامي. حين كانت تتم صناعة كسوة الكعبة الشريفة في مصر حتي منتصف الستينيات من القرن الماضي ثم تطورت وتنوعت مع انتعاش السياحة. لكنها شهدت بعد ثورة يناير تراجعا ملحوظا جعل أصحاب هذه الحرفة يخشون اندثارها. الخيامية من المظاهر الرمضانية الأساسية. فما إن يحل شهر الصيام حتي تزدهر الحركة في شارع الخيامية استعداداً للطلب علي الأقمشة المزينة لاستخدامها في الخيم الرمضانية وفي سرادقات موائد الرحمن. وفي عروض التنورة وفي واجهات المحلات والمطاعم. خلال جولتنا بشارع الغوري وجدنا عم كرم مسعد الذي أكد لنا أن شيوخ هذه الحرفة التقليدية يحاربون اندثار هذا الفن الجميل ببصماتهم الواضحة علي اللوحات المعبرة عن مراحل مختلفة من تاريخ مصر. والمعلقة بمداخل محال وعلي جدران معارض داخل السوق. يضيف عم كرم: أن الموسم يزدهر في شهر شعبان ويقف في أول أيام رمضان. وباقي أشهر السنة فتقتصر الخيامية علي الاستخدام في سرادقات العزاء والأفراح والدعاية الانتخابية. عم كرم. كان منشغلاً بقص ثوب كامل طوله 30 متراً سعر المتر منه 10 جنيهات. كما كان منشغلاً بفصال إحدي السيدات التي تردن عمل الزينة ومفرش للمائدة داخل بيتها. النقوش المزخرفة وجاذبية الألوان تخطفان عيون المشترين الذي لا يتعدي تتزاحم فيه محلات الخيامية. لكنها تشع نوراً وجمالاً وتتراقص فيه الألوان بجوار بعضها البعض. وحالياً دخل عليها نقوش لشخصيات كرتونية شهيرة مثل بوجي وطمطم وفطوطة.