بالفوانيس وتعليق الزينات والانوار المبهجة واذاعة الاغاني الرمضانية ، يستقبل المصريون شهر رمضان المبارك، حيث اصبحت جزءا من الفلكلور المصري، ومن أهم العادات الشعبية التى انتشرت منذ القدم بمصر ثم انتقلت الى عدد من الدول العربية والاسلامية. ويتنافس الأهالي في الأحياء و الشوارع بحجم وجمال زينة الفانوس بشكل خاص، كما يسارعون الى اقتنائه لاسعاد الاطفال أو وضعه في بيوتهم للزينة ، واضفاء الاجواء الرمضانية. ومع اقتراب شهر رمضان كل عام ، ينشط الحرفيون واصحاب الورش في شارع الخيامية بالغورية والدرب الأحمر، وتعمل أياديهم الماهرة فى تصنيع كل أشكال الزينة الرمضانية ، والفوانيس المصنعة من قماش الخيامية الشهير، ومدفع الافطار و الخدديات والنجوم والأهلة باشكالها والوانها المختلفة وعلب المناديل إضافة للخيام الرمضانية. موقع اخبار مصر قام بجولة فى الغورية و شارع الخيامية حيث تنتشر الفوانيس بأشكال متعددة وأحجام مختلفة لمعرفة المزيد عن تلك المهنة واسرارها وفنون صناعة فانوس الخيامية. شارع الخيامية يشتهر بصناعة الخيام واللوحات الجدارية القماشية والزينة بأشكالها المتنوعة وتجد فيه العديد من العمال المهرة، و هو أحد أشهر أسواق القاهرة والذي يقع فى شارع الغورية وقد سمى بهذا الاسم نسبة لتلك الحرفة، فما أن تدخل ذلك الشارع حتى تجد على جنباته مجموعة من الورش التي تخصصت قي هذا النوع من التراث الفنى العريق. وعن أحدث التصميمات لفوانيس رمضان، وفن صناعة فانوس الخيامي يقول عم حسن أحد أرباب هذه الصنعة ان استخدام قماش الخيامية في تصنيع الفوانيس بدأ منذ عامين، لكنه انتشر بشكل أكبر هذا العام". ويوضح: "تبدأ مرحلة عمل فانوس الخيامية بتصميم شكل الفانوس بالكامل من الصاج، ثم قص قماش الخيامية على حسب حجم وشكل الفانوس، ويتم خياطته يدوياً، ثم يتم كسوة الفانوس بشكل نهائي به، مع إضفاء بعض اللمسات عليه، مثل الإكسسوارات والحبال لتزيينه". وأضاف حسن:" أسعار فانوس الخيامية مرتفعة نسبيا نظراً لأنه صناعة يدوية بالكامل" . واوضح عم حسن الصنايعى أن هناك طلبا على فوانيس الخيامية ، خصوصاً لأنه يستخدم كقطعة مميزة من قطع الديكور، لذا كثير من المحلات الكبيرة والفنادق تحرص على اقتنائه لوضعه في واجهة المحلات أو في ساحات الاستقبال". والخيامية هى أحد الفنون التراثية المصرية الأصيلة التي استخدمت منذ عشرات السنين بنقوشها المميزة في تغطية جوانب السرادق في الكثير من المناسبات المختلفة، ونظراً لتميزها وألوانها المبهجة أصبحت الآن تستخدم في الكثير من المناسبات والأغراض الأخرى، من أهمها فانوس الخيامية والذي أصبح من أحدث التصميمات لفوانيس رمضان. وعن أسعار الفوانيس، يقول عم احمد انها تبدأ من 30جنيها وتصل حتى 250 جنيها للفوانيس كبيرة الحجم التي توضع في مدخل الشقة، و فانوس (الخيامية) عبارة عن فانوس صاج يتم كسوته بقماش مطبوع عليه زخارف ومنمنمات إسلامية ورسوم رمضانية ومتوسط سعره بين 120 و150 جنيها ، وهذا يتوقف على حسب حجم الفانوس والموديل والشغل الذي ينقش عليه . " الشباب لا يريد تعلم المهنة و فنونها ، التجارة أصبحت أسهل و أخشى على الفانوس الحقيقي من النسيان"… مخاوف نقلها الينا عم محمد إلا انه يعود ليؤكد "مهنتنا لا يعرفها غيرنا والمنتجات المستوردة دخيلة على التراث ولا مجال للمنافسة". تجار شارع الخيامية اشادوا بقرار رئيس الوزراء بمنع استيراد الفوانيس من الصين ، فقد أكد عمر خليفة وهو تاجر يعمل في هذا المجال منذ 6 سنوات ان القرار في مصلحة انعاش المنتج المحلي لافتا الى ان "العديد من الزبائن تصر على شراء الفانوس المصري بمختلف اشكاله وترفض شراء الاجنبي وخاصة انه من اهم الطقوس الاسلامية " . وأضاف ان فوانيس الخيامية تكتسح الأسواق وتشهد اقبالا كبيرا من الزبائن نظرا لامكانية صنع العديد من الاشكال من قماش الخيامية مثل المفارش، الخداديات، مدفع رمضان، "عربة الفول" ، وحبال الزينة لتزيين الحوائط والشوارع، مما يتيح الفرصة للابتكار والابداع . ولإضفاء الأجواء الرمضانية ، يقوم البعض بتغيير ديكور المنزل عن طريق اضافة لمسات بسيطة وتصميمات خاصة لديكور المنزل ويأتي ذلك عبر اختيار فوانيس تتلاءم مع مساحة المنزل والأثاث الموجود فيه، ووضع مفارش من قماش الخيامية المطرز واليدوي ووضع نموذج من مدفع الافطار في أحد اركان المنزل ليسعد بها جميع افراد الاسرة. وفوانيس رمضان بهجة ينتظرها الاطفال كل عام ، ولهذا يبتكر صناع الفوانيس اشكالا مختلفة ويستخدمون شخصيات كرتونية محببة اليهم ويبدعون في تحميله باغاني رمضانية من اشهرها أغنية " وحوي يا وحوي" ، مرحب شهر الصوم ، كعامل جذب وترويج لمنتجاتهم، بالطبع بالاضافة الى اشكال الفانوس المعتادة والمصنوعة من النحاس والتى تضاء بالشموع والتى لا تزال تحظى باقبال كبير رغم التطور الهائل والتكنولوجيا المتسارعة.
صراع من اجل البقاء يمثل فن صناعة الخيام في مصر أحد الفنون الحرفية المهمة بما له من أصالة تمتد جذورها إلى العصر الفرعوني مرورا بالفتح الإسلامي لمصر حتى العصر الحالي. وتعد مهنة الخيامية من أهم المهن والحرف التي تصارع من أجل البقاء وعدم الاندثار، والاحتفاظ بهويتها في العصر الحالى كفن يدوي يواجه التطور والتكنولوجيا في صناعة النسيج. مراحل تطور الخيامية الخيامية مصطلح مشتق من كلمة خيام، وهو صناعة الأقمشة الملونة التي تستخدم قي عمل السرادقات عن طريق التطريز على أقمشة القطن السميكة باستخدام مجموعة من الألوان الزاهية والخيوط البارزة. وفن صناعة الخيام من أوائل الحرف والأعمال اليدوية التي تعلمها ومارسها الإنسان لصنع مأوى له من القماش، وذلك بعد أن صنع الأكواخ. وقد تطورت صناعة الخيام منذ عهد الدولة الفاطمية، حيث فكر الفنان المصري بإدخال البهجة في مسكنه، فطوّر صناعة الخيام وبدأ يحيكها من أقمشة ملونة مستعيناً بالتصاميم والزخارف العربية القديمة، وأدخل بعد ذلك رسوماً وزخارف مستقاة من المعابد والجوامع والكنائس. كما طور من صنعته وصنع من هذه الحرفة أشياء أخرى مثل الخدودية ومفارش السرير ومعلقات على الجدران. وكان من أبرز من طور هذه المهنة في مصر الحاج حنفي محمد إبراهيم، الملقب بشيخ الخيامية، وقد عرض فنه وتاريخه في عدد من البرامج في القنوات التلفزيونية المصرية والعربية والدولية. و هو فن مصري أصيل وربما يمتد تاريخ هذه المهنة إلى العصر الفرعوني ولكنها بالتأكيد أصبحت أكثر ازدهاراً قي العصر الإسلامي ولا سيما العصر المملوكي. حيث كان العرب الفاتحين يميلون إلى إقامة الخيام للإقامة فيها، ومهما يكن الأمر فإن تلك المهنة تعد من أدق المهن التي تبرز موهبة صانعها وتتطلب أن تتوافر فيه مجموعة من الصفات أهمها الصبر على العمل اليدوي حتى يخرج بلا أخطاء. ومن تحت بوابة المتولي في آخر شارع الغورية وابتداء من مسجد الصالح طلائع الأثري يبدأ سوق الخيامية وهو عبارة عن شارع ضيق قديم قدم التاريخ الذي يحكي أن الخيامية عمرها من عمر الدولة الإسلامية ودخول العرب الى مصر ومنذ فتحها المسلمون منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان. صناعة الفانوس واكبت مختلف العصور، وهى مهنة تتوارثها الاجيال المتعاقبة ، ورغم مرور مئات السنين ، ورغم التكنولوجيا الحديثة، في ظل وجود أجيال الألعاب الإلكترونية والموضة الحديثة، الا ان ذلك كله لم ينجح في زعزعة جذور الفانوس من قلب القاهرة الفاطمية.