اعتبارا من ابريل الماضي, تم تطبيق قرار وزير التجارة والصناعة منير فخري عبد النور بمنع استيراد المنتجات المتعلقة بالتراث الشعبي خاصة التي يتم إنتاجها في ورش خان الخليلي وورش الحرفيين بمصر القديمة ومن بينها ورق البردي وفوانيس رمضان التي كنا نستوردها سنويا بقيمة 60 مليون دولار . الأمر شجع الصناعة المحلية وبقوة, لتجتاح السوق هذا العام ولأول مرة منذ فترة طويلة, الفوانيس الشعبية الملونة, مجسمات عربات الفول ومدفع رمضان وشغل الخيامية, الأهم هو ان كل هذا يحمل علامة «صنع في مصر» وتم تصديره الي عدد من البلاد العربية. في الوقت نفسه أمكن ملاحظة حالة العزوف العام عن شراء ياميش رمضان نظرا لأسعاره الجنونية لنقص الاستيراد والوضع السياسي المتأزم في بعض الدول التي كنا نستورد منها, وليتم استبداله بالفول السوداني والتمر وبالمشروبات الشعبية المصرية الأصيلة كالخروب والكركديه والدوم والتمر هندي. تعد صناعة الفوانيس من الصناعات التي تنفرد وتتميز بها مصر التي خرج منها أول فانوس للنور خلال العصر الفاطمي. فقد كان الحاكم يخرج في ليل شهر رمضان لكي يستطلع حال الناس ويستهل في أول ليله من رمضان والأطفال معه يحملون المصابيح ويمشون وراءه ويشعلونها ليلا لتضيء لهم الطريق، ويقال في ذلك أنها كانت فكرة لصناعة الفوانيس واعتبارها ظاهره بعد ذلك منتشرة في شهر رمضان على وجه الخصوص. وعلي مدى العقود المنصرمة والفانوس المصري يشهد إقبالا ورواجا, إلى أن دخل المنتج الصيني للبلاد، ومع تراجع احتياطي مصر من النقد الأجنبي والاقتصاد المصرى خلال السنوات القليلة الماضية، دفع الي رسم خريطة جديدة للإصلاح الاقتصادي، ومنهجية حكيمة بالسياسة النقدية والتي يعمل عليها البنك المركزي المصرى والحفاظ على سوق الصرف والقضاء على السوق السوداء للدولار. فكان القرار الذي يصب في صالح حماية الصناعة المحلية صائبا خاصة أنة كان مشروطا بدعم الصناعة المحلية لخفض نسب البطالة ودفع النمو الاقتصادي. واليوم نجد كلا من منطقتي السيدة زينب والموسكي مملوءين بكل التجهيزات الرمضانية، والفوانيس المتعددة الأشكال. وغير شكل الفانوس الشعبي المتعارف علية والذي يفضله الكبار وأصحاب المحلات والمقاهي, يتهافت الأطفال هذا العام علي عدد من الشخصيات الكرتونية لشرائها علي شكل فانوس, ومنها شخصية سبيدرمان وسلاحف النينجا والقط توم والسمكة نيمو والخروف شان شيب وهالو كيتي, بالإضافة الي شخصيتي «الكبير أوي» و شقيقة «جوني» الذين يلقون إقبالا شديدا أيضا. هذا مازال فانوس السيسي متصدرا منذ العام الماضي, ويبلغ سعره حوالي 40 جنيه , أما الفوانيس الشعبية الصاج فتتراوح من 30 الي 200 جنيه وفقا للحجم, كما ان الفوانيس الخشبية فلها أيضا أسعار أخرى بحسب ارتفاعها ما بين 2 و 4 امتار تبدأ من 300 إلي 800 جنيه وهذا الحجم في العادة يستعمل في الزينة ووضعه في زوايا المولات و الأماكن العامة. الياميش يدفع فاتورة السياسة انعكست زيادة الجمارك ,ارتفاع الدولار وفارق العملة, ارتفاع الأسعار العالمية علي الياميش والمكسرات. هذا بالإضافة الي زيادة الضرائب المفروضة على البضائع المستوردة والتي تشكل 70% من منتجات الياميش، وكذلك نقص الاستيراد والذي يرجع للوضع السياسي المتأزم في سورياً واليمن وهما المصدر الرئيسي لأنواع من الياميش. فوصل سعر كيلو اللوز هذا العام إلى 130 جنيها، بعد أن كان العام الماضي ب 40 جنيها فقط، كما وصل قمر الدين إلى 45، و كيلو البندق الذي كان ب 50 جنيها وصل سعره ل 160 جنيها. كما وصل سعر عين الجمل الحصى الي 60 جنيهًا للكيلو، والزبيب الغامق ب 28 جنيها, والإيراني منة ب 35 جنية, والمشمشية من 42 الي 54 جنيها حسب الحجم, والتين السوري ب 38 جنيها وجوز الهند الناعم والخشن ب حوالي 27 جنيها. ووصل سعر الفستق والكاجو الي 140 جنيها . والنتيجة كانت استبدال كل هذا بالسوداني بالتمر الشبح حيث سعر الكيلو فيه 14 جنيها. وبات من الواضح أن الأسر المصرية وخاصة البسيطة ومتوسطة الحال تركز الآن علي السلع الضرورية فقط وليس علي السلع الترفيهية أو الكماليات وهذا ما يحدث بالفعل في سوق الياميش والفوانيس بعد ان ارتفعت الأسعار بنسبة تتراوح بين25% و40%.
الخيامية .. موضة 2015 في شارع طويل مواجه لبوابة المتولي يعرف بالخيامية، يمتد تاريخه إلى أكثر من 200 عام يوجد به صانعو الخيام الرمضانية المشهورة والفوانيس الخيامية التى نجحت في اجتذاب جموع المصريين هذا العام لألوانها المبهجة وتصميماتها الجميلة. صناعة الخيامية تتكون من نوعية قماش “البوبلين” و”الدكا القطن” ويتم الرسم عليه ثم مرحلة تنفيذ هذه الرسومات، ويعتبر أهم رسوماتها من العصور الإسلامية والرومانية وأيضاً زهرة اللوتس. وترجع نشأة الخيامية من فكرة شغل كسوة الكعبة في مصر في زمن مضي، وتحولت بعد ذلك إلى عمل الخيام المزركشة للملوك العرب، ثم تطورت ودخلت في شغل الفراشة، ثم شغل الديكور والملابس، ورغم وجود المهنة في السعودية والمغرب وكولومبيا، لكن مصر الدولة الوحيدة التي لها شارع يجتمع فيه أبناء المهنة. وبالرغم من ندرة وحرفية العاملين في تلك المهنة إلا أنهم يوشكون علي الانقراض ويطالبون وزارتي الثقافة والسياحة النيام في العسل بدعم هذه الصناعة الحرفية والحفاظ عليها من الانقراض، عن طريق توفير معارض دائمة لتنشيط هذه المنتجات مع جميع الصناعات اليدوية الأخرى كصناعة الخزف والصدف والأرابيسك. هذا ويشتهر شارع الخيامية بصناعة الخيام واللوحات الجدارية القماشية والزينة بأشكالها المتنوعة وتجد فيه العديد من العمال المهرة، و هو أحد أشهر أسواق القاهرة والذي يقع فى شارع الغورية وقد سمى بهذا الاسم نسبة لتلك الحرفة، فما أن تدخل ذلك الشارع حتى تجد على جنباته مجموعة من الورش التي تخصصت قي هذا النوع من التراث الفني العريق. وتكتسح فوانيس الختامية الأسواق وتشهد إقبالا كبيرا من الزبائن نظرا لإمكانية صنع العديد من الإشكال من قماش الخيامية مثل المفارش، الخداديات، مدفع رمضان، عربة الفول ، وحبال الزينة لتزيين الحوائط والشوارع، مما يتيح الفرصة للابتكار والإبداع. ولإضفاء الأجواء الرمضانية ، يقوم البعض بتغيير ديكور المنزل عن طريق إضافة لمسات بسيطة وتصميمات خاصة لديكور المنزل ويأتي ذلك عبر اختيار فوانيس تتلاءم مع مساحة المنزل والأثاث الموجود فيه، ووضع مفارش من قماش الخيامية المطرز واليدوي. وكل سنة وانتم بخير ورمضان كريم علي مصر وشعبها الأصيل.