تعتبر الخيامية أحد أهم الفنون الرمضانية التاريخية كما أنها تعد إحدى علامات شهر رمضان المميزة منذ الفتح الاسلامي لمصر. فقد ازدهر هذا الفن منذ عام 641ه حتى أصبحت الخيامية ترتبط بكسوة الكعبة المزينة بخيوط الذهب والفضة والتي كانت تقوم مصر في العصر المملوكي بتصنيعها حتى فترة ستينيات القرن الماضي وإرسالها للحجاز قي موكب مهيب يعرف باسم المحمل, وفيما بعد أصبحت تلك الحرفة فنا يتبارى فيه الصناع بمهارة المحترفين لاسيما وأنها أصبحت إحدى الحرف النادرة تتسم صناعتها وطبائعها على مر التاريح بمهارة الأنامل الذهبية للخيام التي تحيك أحد أنواع النسيج المزخرف الملون فى رسومات وأشكال هندسية بارعة. على الرغم من قدم هذا الفن إلا أن فنانى الخيامية وحرفيوها لا يزالون يُتحفون العالم بهذا الفن طوال العام لاسيما مع قدوم شهر رمضان الكريم الذى تزدهر فيه هذه الصناعة، ففي الشهر الفضيل يحتاج البعض لتغيير ديكور منازلهم لإضفاء الأجواء الرمضانية عليها, ولأن الخيامية أحد أنواع الأقمشة التي تستخدم في الفراشة يذهب فنانو الاكسسوارات الرمضانية كل عام إلى عدة أماكن لشراء قماش الخيامية من صناعها المتواجدين في كل من شارع الأزهر وباب زويلة الواقع في آخر شارع المعز وشارع الخيامية بالقرب من ميدان العتبة لشراء هذا القماش المزخرف الذي أصبح يستخدم حديثا في مجال الديكور؛ وتتعدد استخدامات أقمشة الخيامية في الديكور المنزلي وتصميم اكسسوارات المنازل. فأحيانا تستخدم كمفارش وتابلوهات أو فوانيس بينما يقوم البعض باستخدامها على مستلزمات المنزل الصواني والأطباق إلى جانب العديد من الابتكارات التي يمكن أن تصمم من القماش.
يتكون قماش الخيامية من ثلاثة ألوان رئيسية: أحمر وأزرق وأبيض وظهر منه الأبيض والبنفسجي وغيرها من الألوان. يستخدم الخيام لصناعتها عدة أقمشة كلها أقطان مصرية كالتيل والتروكلين والبوبلين, وكانت طائفة الخيامية من إحدى طوائف صناع المنسوجات عبر التاريخ قبل أن تتحول لحياكة وطباعة هذه المنسوجات بما يعرف بفن الخيامية.
أما عن مراحل عمل الخيامية فنجد أن الخيام يتخذ فن التراث الشعبى مصدرا للرسومات ويستخدم القصص فى إدخالها على هذا الفن،فيبدأ بتصميم النموذج عن طريق رسم الزخارف والأشكال على ورق، ثم يقوم بتخريم هذا الورق بالإبرة على الشكل الذى يصممه حسب الأشكال الهندسية الموجودة أمامه، ثم التثريب أو تمرير بودرة التلج أو الطباشير على الفتحات والثقوب لطبع الرسومات على القماش،ثم قص كل شكل من الأشكال المرسومة ويقوم بتطريزها بغرز ضيقة، لتصبح جاهزة للعرض بعد ذلك.
أما أشكال الخيامية فتُستمد من عدة نماذج أكثرها شهرة النماذج الإسلامية كالأحاديث النبوية او الآيات القرآنية,أو الأشكال الهندسية المناظر الطبيعية, ولطالما كانت تستخدم الخيامية فى السرادقات والكشافة وأعمال ورحلات التخييم فى الصحراء وخيام الحجاج، والطرق الصوفية والأضرحة والوسائد والستائر والسجاد، ولكنها فى السنوات الأخيرة انتشرت فى صناعة الفوانيس والاكسسوارات المنزلية كأحد مظاهر الشهر الكريم.