أن فن صناعة الخيامية هو فن أصيل ..ابتدعته وصاغت منه أنامل المصريين مايشبه معزوفات فنية علي الأقمشة أبهرت عيون الناظرين وخلبت ألبابهم من تداخل ألوانها وتناسق أشكالها .. حيث شهد هذا الفن الرفيع أوج ازدهاره في العصر الفاطمي والمملوكي.. كما ارتبط بشكل خاص بكسوة الكعبة المشرفة.. فكانت أقمشة الخيامية الملونة والمطعمة بخيوط الذهب والفضة تلف بها جدران الكعبة ، حيث حرصت مصر علي إرسالها للحجاز خلال موسم الحج علي ظهور الجمال في موكب كان يطلق عليه اسم " المحمل " . وتعد الخيامية إضافة مميزة الي ديكور المنزل نظراَ لأشكالها المميزة وطرزها الخلابة الذي تتفرد بها عن بقية أنواع أقمشة والمفروشات فهي تعد في حد ذاتها منقوشة فنية قيمة تعطي الغرفة سحراً خاصاً من الشرق . في هذا السياق يشير مصطفي جمعة صاحب أحد محال الخيامية في باب اللوق الي أن فن الخيامية من الفنون التي تحتاج الي صبر وأناة ومهارة في آن واحد كونها تعتمد بشكل كبير علي الحرفية والدقة في نسج الخيوط ، موضحاَ أن أشكال الخيامية تتنوع مابين الطراز التراثي والفرعوني والاسلامي، فالاشكال الفرعونية يتم مثلاَ تنفيذها علي قطع ذات حجم صغير كتابلوهات تذكارية، أو لوحات متوسطة الحجم في تصميمات متعددة أشهرها تصميم زهرة اللوتس المأخوذة من جدران المعابد ، بل يتم كذلك تقليد بعض الرسومات الفرعونية من علي صور العملات القديمة ، حيث أشار إلي أنه قام بتجسيد معبد رمسيس علي القماش اعتمادا علي رسومات الجنيه الورقي القديم الذي قام بأخذه وتصويره ثم العمل عليه لتجسيده علي القماش ، كذلك هناك طرازات مستوحاة من التراث المصري بحيث تعكس الفولكلور الصعيدي عبر تصوير الفرق الغنائية المصرية التي تعتمد علي آلات العزف التقليدية مثل الدف والمزمار، كذلك راقص التنورة ، أو عبر تصوير مشاهد مستوحاة من التراث القبلي مثل التحطيب ، و فيما يتعلق بالخيامية الإسلامية ، فهي تماثل في تصميماتها النقوش الموجودة داخل المساجد القديمة بمعني أنه يقوم بأخذ عينات و نماذج من صور النقوش والزخارف الموجودة علي المساجد ، ثم يتم تكبير هذه الصور، ليقوم بعد ذلك بتحويرها بشكل فني علي القماش حيث يتم رسم التصميمات الأولية بعد تعديلها علي الورق ، ثم تدخل مرحلة اختيار الألوان وخلفية الرسم وبعد الاستقرار علي لون وخلفية معينة يبدأ في حياكتها علي قطعة من القماش التي يتم اختيارها . ويؤكد مصطفي أن فترة شهر رمضان تعد إحدي الفترات الذهبية لصانعي الخيامية فبجانب العمل المعتاد في صناعة اللوحات او التابلوهات أو قماش الخيامية، تزدهر صناعة الوسائد الصغيرة المزينة ببعض العبارات الرمضانية مع اسم الشخص نفسه حسب الطلب ، وهي تقوم في الأساس علي استخدام درجات من اللون الأحمر واللون الأصفر الذهبي أو درجات مختلفة من الكحليات ، مثل الكحلي مع البنفسجي أو اللون الأزرق مع الاسود ، وكذلك ألوان مستمدة من البيج والكافيه بحيث تعطي نوعاً من التناسق مع بعضها البعض لإضفاء جمال و إظهار قطعة الخيامية بشكل افضل وكذلك لإبراز الجهد والإتقان في صناعتها . يتابع .. صناع الخيامية لجأوا الي طرق جديدة في صناعتها مؤخراَ عبر إدخال بعض الزخارف المبسطة بين نقوشها لتتماشي مع الأثاث المودرن وهي في الأصل تأتي من المزج مابين الزخارف التراثية القديمة ومابين الالوان الزاهية بحيث تخرج في النهاية قطعة خيامية لها شكل مميز ولها ألوان مبهرة تتسق بصورة جمالية مع غرف الاستقبال بشكل خاص ، ويمكن استخدامها بطريقة جمالية عبر عمل كسوة توضع لوسائد الأنتريه أوللأنتريه ككل و من الممكن كذلك أن يتم توظيفها بطريقة مبهرة في غرفة الطعام عبر استخدام مفرش مطرز بنقوش الخيامية ووضعه علي طاولة السفرة ، و لو أن هناك مثلا عموداً بارزاً في الصالون فمن الممكن أن يتم تعليقه عليه كمنظر طبيعي جميل كما يمكن كذلك استخدامه في غرف النوم عبر وضع ملاءات للأسرة مزخرفة طولياَ أو أفقيا بزخارف الخيامية.