صدر عن مطبوعات مهرجان الإسماعيلية في دورته العشرين كتاب "علي أبوشادي في رحاب السينما والثقافة" للناقد محمود عبدالشكور. وهو الكتاب التكريمي الذي كان سيصدر في حياة علي أبوشادي. ولكن شاء القدر أن يكون كتابا يصدر لرثاء أبوشادي الذي رحل عن عالمنا في فبراير الماضي. ينقسم الكتاب إلي قسمين كبيرين الأول بعنوان "حوار بلا حدود" وهو حوار طويل بين المؤلف والناقد الراحل والثاني بعنوان "بين السينما والسياسة" ويضم مجموعة من المقالات النادرة لعلي أبوشادي والتي نشرت في بعض الصحف وكذلك في نشرة نادي سينما القاهرة وهي مقالات لم يجمعها أبوشادي في كتاب من قبل ويقدمها محمود عبدالشكور في كتابه للقارئ لأول مرة. حكاية أبوشادي مع السينما حكاية طويلة. بدأت منذ أن كان موظفا في وزارة المالية وزميله الناقد الكبير فتحي فرج "1934 2001" ثم ندبه للعمل في وزارة الثقافة واصراره بعد تخرجه في كلية الآداب أن يدرس النقد في أكاديمية الفنون دراسة متخصصة ثم احترامه النقد السينمائي إلي جانب عمله في وزارة الثقافة وتقلده للعديد من المناصب مثل رئاسته للمركز القومي للسينما وللرقابة علي المصنفات الفنية والمجلس الأعلي للثقافة. ويشير محمود عبدالشكور في مقدمته إلي أن جيل الستينيات ومنهم علي أبوشادي بدأ يعتمد علي نفسه وهو طالب يدرس ويعمل في ذات الوقت وهو مالم تعرفه الأجيال اللاحقة لهم. كذلك كان جيلا يحمل رؤية سياسية لمصر والعالم بسبب هول الأحداث السياسية والحروب التي عاصروها منذ 1956 وحتي أكتوبر 1973 وتأثرهم بفكر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. إلي جانب التحولات العاصفة في السبعينات وتأثيرها الكبير علي الشباب في ذلك الزمان. وأشار المؤلف إلي خبرة أبوشادي في ادارة الرقابة علي المصنفات. وكيف انه كان ينتصر للحرية ويساعد المبدع للتعبير عن أفكاره بأسلوب لا ينتنج عنه صدام مع المسئولين. ولذلك وصف أبوشادي نفسه بأنه مثقف في السلطة وليس "مثقف السلطة" وضرب المثل باعتراض وزارة الداخلية علي سيناريو فيلم "أرض الخوف" للمخرج الكبير داود عبدالسيد. وطلب منه أبوشادي كتابة مشهدين لا يقدم عبدالسيد بتصويرهما حتي يمر السيناريو ويحصل علي الموافقة بالتصوير. ويضم الكتاب مقالات أبوشادي عن أفلام: "الظلال في الجانب الآخر" للمخرج الفلسطيني غالب شعث و"سحر البرجوازية الخفي" للمخرج لؤي يونويل و"شئ من الخوف" لحسين كمال و"الكرنك" لعلي بدرخان و"علي من نطلق الرصاص" لكمال الشيخ وغيرها من الأفلام الروائية والتسجيلية أيضا. تحية واجبة لمهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي ورئيسه الناقد عصام زكريا بسبب اهتمامه الواضح بدعم الثقافة السينمائية بنشر عدد من الكتب والدراسات عن حياة وأعمال الكثير من مبدعي السينما.. رحم الله علي أبوشادي.