تأتي الذكري الأولي لرحيل الناقد السينمائي الكبير سمير فريد اليوم. مع صدور كتاب الدكتورة أمل الجمل الصادر عن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية. يقع الكتاب في 7 فصول. وتحدثت المؤلفة عن تأثير سمير فريد في النقد السينمائي الذي جعله في مرتبة يتخطي كونه مجرد باب من أبواب الصحافة إلي تأسيس فكرة النقد بمفهومه الحديث في مصر والعالم العربي. وارتبط اسمه بكل ما هو جاد ومفيد وتقدمي في عالم السينما. وفي فصل بعنوان "السينما وكيف يراها" تشرح أمل الجمل من خلال كتابات سمير فريد كيف كان ينظر إلي السينما بوصفها الفن الأكثر جماهيرية والقادر علي تشكيل وعي المشاهد سواء كان مثقفاً أو من عامة الناس. وهي تستطيع تغيير العالم إلي الأفضل. كان صاحب صوت جريء مقدام يركض من مهرجان إلي مهرجان ويشاهد مئات الأفلام ويكتب عشرات الكتب ويخوض معارك كثيرة من أجل السينما ودورها السياسي والاجتماعي والثقافي. لقد كان سمير فريد رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائي في أنجح دوراته عام 2014 ونجح في جذب الجمهور مرة أخري لمشاهدة أفلام المهرجان وعادت الطوابير أمام المسرح الكبير والصغير بالأوبرا وقال في ختام المهرجان إن عدد رواد القاعات وصل إلي 21 ألف مشاهد وأصدر المهرجان في تلك الدورة 12 كتاباً مجانياً لعدد من نقاد السينما الجادين. وتحدثت د.أمل الجمل عن دعوة سمير فريد لانشاء "سينماتيك" في مصر وهو أرشيف السينما الذي يتيح كنوز السينما والأفلام المصرية القديمة لكل دارس وعاشق للسينما. وقد كان انشاء السينماتيك أحد أحلام سمير فريد التي تمني أن تتحقق طوال حياته. كما دافع سمير فريد في مقالاته ومؤلفاته عن سينما المؤلف وكان يعتقد بأن الفنان من الضروري أن يكون حراً من كل قيد. لأنه المبدع القادر علي خلق لغة السينما الخاصة. لذلك ساند المخرجين الذين يقدمون السينما المختلفة عن السينما السائدة مثل شادي عبدالسلام وسعيد مرزوق وتوفيق صالح وجيل واقعية الثمانينيات مثل داوود عبدالسيد ومحمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة. اعتمدت د.أمل الجمل علي المنهج العلمي في دراستها عن سمير فريد وألقت الضوء علي الدور الكبير الذي قام به في التوثيق للسينما المصرية والعالمية وفي مساعدة التجارب السينمائية الشابة ورؤيته لمستقبل النقد السينمائي والدور الذي يستطيع تقديمه في خدمة الثقافة السينمائية ورفع مستوي الوعي للجمهور. لقد أثبت كتاب "سمير فريد النموذج والمثال" أن النقد السينمائي خسر الكثير برحيل الناقد السينمائي الأهم في تاريخ الثقافة المصرية.