التكريم الحقيقي للناقد الكبير سمير فريد بعد عودته من برلين. ليس في منحه المزيد من الأوسمة والدروع ولكن تكريمه الحقيقي هو تحقيق أحلامه للسينما المصرية وللنقد السينمائي وأول أحلامه هي إنشاء "السينماتيك" المصري أو "دار السينما" أو "الارشيف الوطني" للفيلم الذي يحافظ علي تراث السينما المصرية من الإهمال والضياع. لقد كتب سمير فريد في أكثر من مناسبة عن أهمية إنشاء "السينماتيك" وكيف ان مصر هي البلد الوحيد الذي يمتلك صناعة سينمائية عريقة وليس لديه ارشيفا لمجمل انتاج هذه الصناعة منذ بدايات القرن العشرين حتي اليوم. وكما ذكرت دائما اننا لن نبدأ من الصفر بل سنبدأ دائما بما نمتلك من محاولات جادة لإنقاذ أفلامنا القديمة وعلي رأسها الجهد الذي بذله د.مجدي عبدالرحمن استاذ السينما وخبير الترميم وكذلك لابد من الاستفادة بالخبرة الكبيرة لسمير فريد واطلاعه علي "السينماتيك" في العديد من دول العالم بحيث يضع لنا التصور الكامل لدور وطبيعة عمل واقسام السينماتيك وكل ما نحتاجه هو توفير المكان والبدء في العمل ومن الممكن بعد ذلك الحصول علي دعم مؤسسات سينمائية عالمية لهذا المشروع.. تماما كما فعلنا مع متحف الحضارة الكبير في منطقة الاهرامات. ومن أحلام سمير فريد ايضا الالتزام بالمعايير الدولية في الانتاج السينمائي والصحافة السينمائية واحترام الكلمة المطبوعة وإدراك اهميتها ومنها علي الأقل استمرار صدور سلسلة "آفاق السينما" كل شهر عن هيئة قصور الثقافة والتزام كل صحيفة في مصر بوجود صفحة متخصصة في النقد السينمائي واصدار مجلة متخصصة في هذا المجال تصدر شهرياً بانتظام مثل باقي دول العالم المتقدم كذلك كم تمني سمير فريد ان تعود برامج السينما الجادة مثل "نادي السينما" و"أوسكار" بأسلوب جديد ومتطور.. تكريم مصر لسمير فريد يبدأ بتحقيق أحلامه للسينما والنقد وليس باقامة الحفلات ومنحه الجوائز والتي حصل بالفعل علي أعظمها من أكبر مهرجانات العالم.