عندما يحتاج أحد الباحثين في السينما إلى مادة ارشيفية في تاريخ السينما يذهب إلى هيئة الاستعلامات !!!!!!!! حقيقة وليس خيال، اذهبي الي هيئة الاستعلامات ، تلك الاجابة التي صدمتني من احدي موظفي المركز القومي للسينما عندما طلبت ارشيف عدد من الافلام التي انتجت خلال العشر سنوات الأخيرة، اجابت الموظفة أن المركز توقف منذ عام 2003 عن اصدار الدليل السنوي الذي يحتوي علي مجمل الأفلام الطويلة والقصيرة التي انتجت خلال العام، طبيعي ان تتوقف الجهه المعنية بأرشفة الافلام السينمائية عن اصدار مجرد كتالوج سنوي، بينما تتوقفت وزارة الثقافة عن استكمال مشروع الحفاظ علي اصول الافلام القديمة التي بدأ تدشينه منذ اكثر من ثلاثة أعوام . انشاء "سينماتيك" يجمع كل تاريخ السينما المصرية من اصول نيجاتيف الافلام الي الكاميرات وأدوات التصوير والإضاءة والملابس المتبقية من الافلام القديمة و وافيشات الافلام والصور ، بالاضافة الي قسم لترميم الافلام القديمة ، هو الحلم الذي تحول الي وهم ، قبل الثورة اعلن د. خالد عبد الجليل رئيس المركز القومي للسينما وقتها ان المركز عقد اتفاق مع الحكومة الفرنسية متمثله في المركز القومي للسينما بفرنسا، لأقامة متحف للسينما المصرية علي غرار السينماتيك الفرنسي ،للحفاظ علي أصول الأفلام ، وكان التعاون يتمثل في الاستعانة بخبرات فرنسية حيث حضر بالفعل وفد فرنسي في عام 2010 ، لعمل معاينات لقصر الأمير عمر طوسون بمنطقة شبرا والذي اختارته وزارة الثقافة ليكون مقر السينماتيك،وتعاون اخر جاء من منظمة اليونسكو التي عرضت مساهمتها في ميزانية انشاء السينماتيك و منح العاملين فيه دورات متخصصة في الأرشيف والعرض المتحفي المتخصص، كان من المفترض ان يتم افتتاح السينماتيك بعد عامان من العمل علي انشائه اي في عام 2012، وقد اعلن د. عماد أبوغازي وزير الثقافة في ذلك الوقت عن افتتاح السينماتيك نهاية شهر يوليو 2012، وبالفعل قامت وزارة الأثار بترميم وتحديث قصر عمر طوسون، لكن المشروع توقف تماماً.. ما الذي حدث .. الفكرة جاءت متاخرة بعد ضياع جزء كبير من اصول السينما المصرية ما بين تلف نيجاتيف عدد من الافلام بفعل الاهمال او الوقت وبين تشويه بعض الفضائيات الي اصول الأفلام التي قامت بشرائها، الا ان تلك الفكرة ماتت ودفنت تحت انقاض الظروف الأقتصادية التي تعاني منها الحكومة بعد الثورة، بالرغم من اعلان وزارة الثقافة تخصيص ميزانية انشاء السينماتيك قبل الثورة، حسب تصريحات د. خالد عبد الجليل وقتها : " الوزارة خصصت 60 مليون جنيه لترميم وتجهيز قصر الأمير عمر طوسون بشبرا كمقر للسينماتيك و60 مليون أخرى للتجهيزات والتأثيث، وكان محدد للعمل سنة واحدة للإنتهاء منه ولكن بعد فصل وزارة الأثار عن الثقافة، ذهب مبلغ 60 مليونا إلى ميزانية الآثار وبالتالى توقف المشروع وبقى قرار التخصيص". انشاء سينماتيك للسينما المصرية مشروع قومي لا يقل أهمية عن مشروعات ترميم الاثار، لماذا لا يسعي العاملون في الوزارة لنشر هذا المشروع عربياً ، هناك دول عربية كثيرة بدأت تهتم بصناعة السينما، ويمكن ان تدعم اقامة هذا المتحف علي ان يشمل السينما العربية، هناك ايضا مؤسسات سينمائية اوربية تهتم بالحفاظ علي تراث السينما العالمية، غير مقبول ان تتوقف الوزارة عن استكمال المشروع التي بالفعل انفقت عليه منذ ثلاثة اعوام.