حلوة كانت أو غير ذلك.. فهي تثير فينا أحاسيس كثيرة لمجرد أنها ارتبطت عندنا بذكري. إنها الأغاني التي استمعنا إليها في أوقات جميلة عشناها. فارتبطت بموقف جعلها حبيبة إلينا.. قريبة من قلبنا.. فهذه أغنية دق معها القلب في الحب الأول.. وتلك كانت تنطلق من راديو البيت أيام كان الأهل كاملي العدد. ولم يكن بعض أفراده قد رحلوا عنا. وكانت الحياة رائعة في كنف أب وحنان أم وظل أخوة وبيت العز. وتلك غنوة سمعتها في رحلة مع الأصدقاء. أو جلسة سمر تذكر تماماً تفاصيلها وأنسها والود.. وبمجرد أن تصلك موسيقي المقدمة أو كلماتها الأولي.. تحضرك الوجوه واحداً وراء الآخر. وهناك أغان كاملة المعاني. يكمل ثلاثتها بعضها الكلمة واللحن والصوت. إنها الانسجام تحت أي حالة وحال. وأغنيات تتغير بتغيرنا نسمعها صغاراً فنفهمها بقدر. ثم نستوعبها مع السنوات. وتحضرني "أطفئ لظي القلب بشهد الرضاب.. فإنما الأيام مثل السحاب". وربما نستمتع بها شباباً ونحجبها عن أولادنا مثل أغنية شادية "سونة يا سنسن" التي خرجت من المدرسة تجري لتختلس لقاء حبيبها. ليست زوجته أغنية لم نفهم عيبها إلا متأخراً. وهو ما حدث لي مع قصيدة لا تدخلي لفايزة أحمد. كنت أبكي بالدموع وهي تقول "وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك. وزعمت لي أن الرفاق أتوا إليك. أهم الرفاق أتو إليك. أم أن سيدة لديك تحتل بعدي ساعديك" وبالتدقيق في الكلمات ونضج السنوات يتضح أنه ليس الرجل وحده هو الخائن والآثم. إنها هي أيضاً كانت عشيقة وليست زوجة. فتصبح كلماتها عن الوفاء غير مقبولة أو محسوسة "أنا لست آسفة عليك.. لكن علي قلبي الوفي.. قلبي الذي لم تعرف". وأغنية شعبية غناها المطرب محمد رشدي اسمها عدوية.. لا أدري لماذا اختار الشاعر لها اسم عدوية. لكن كل حبيب حر في حبيبته وكل أب له نفس الحرية في ابنته.. الكلمات تقول "اسمك عدوية يا حبيبة ورموشك شط" والأغنية الثانية تؤكد أن رمش الحبيبة "يفرش علي فدان" وكلها صور لا تحمل أي جمال تخيل أن رجلاً يجلس بجوار الحبيبة ورموشها تمتد لتخترقه وتصل للمارة علي الطريق. سؤال طبي وعمرو دياب عندما غني "قمرين دول ولا عنيك قلبي بيسألني عليك" تثير داخلي الظنون فلو كانت عيناها بلون قمر فالذي سيوجه لها السؤال طبيب عيون لأنها ستشخص "مياه بيضاء". وأكثر ما يبعث في التساؤلات المطربين الذين غنوا أغانيهم وانتقلوا إلي رحمة الله. ماذا سيكون حالهم من كلمات كهذه التي غنتها فايزة أحمد "الجنة اللي في بعدك النار أرحم منها. والنار اللي في قربك هي الجنة بعينها. تكويني أنا برضه حاطفيها". وتمعن في الوصف عن النار "أنا بكرة أفرشها لك ورد يكيد عزالك" والأغنية اسمها جاية لك. وصاحبتها قد ذهبت.. ولأني أحبها أسأل الآن عنها. وأم كلثوم رحمها الله تغني في قصيدة للهادي آدم رحمه الله من أجمل قصائدها أغداً ألقاك.. "وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلاً وغداً ننسي فلا نأسي علي ماض تولي" وغاية أملي أن تكون من أهل تلك الجنة. ياريت.. وعبدالوهاب رحمه الله وأغنيته كل اللي أحبه حواليا من زيي في الدنيا اتهني حتي النجوم ملك إيديا.. أدي النعيم آدي الجنة. وعبدالحليم أيضاً غني للجنة "اسبقني يا قلبي اسبقني ع الجنة الحلوة اسبقني.. وقول لحبيبي أنا جاي علي طول يا حبيبي الحقني قوام الحقني. وأتمني أن يكونوا جميعاً في الجنة.. لأنهم امتعونا بفنهم أم كلثوم وفايزة وعبدالوهاب وحليم.. وكمان حبيبته.