الحوار مع الدكتور مجدي سبع رئيس جامعة طنطا يأتي ساخنا دائما حيث يفيض بالأمل والتفاؤل رغم ما يحمله في صدره من شجون وهموم ومسئوليات تركة مثقلة بالأعباء آلت إليه خصوصا حين يتعلق الأمر بقيادة المنظومة الأكاديمية في إحدي القلاع الجامعية العريقة في قلب الدلتا.. فرئيس الجامعة الجراح مفعم بالأمل والتفاؤل في تحقيق حلمه الوطني بالنهوض بجامعته وأن تجد لنفسها مكانا في قائمة أفضل الجامعات المصرية والعربية وحتي العالمية.. من هنا سارع لعقد اتفاقيات توأمة مع الجامعة الأمريكية بالإمارات والجامعة الزراعية بالصين.. وشارك في حضور المؤتمر الدولي لتصنيف الجامعات علي مستوي العالم الذي عقد مؤخرا في البحرين. وفي خطوة مهمة في طريق تحقيق هذا الهدف حرص د. سبع من اللحظة الأولي علي الوقوف علي الظواهر السلبية بالمنظومة التعليمية فأقام أول جهاز أكاديمي لقياس جودة التعليم في كليات الجامعة. ووسط الصورة المشرقة للأمل والعمل والإنجاز في جامعة طنطا لا يخلو الأمر من سلبيات يدرك رئيس الجامعة أبعادها جيدا ويحرص علي مواجهتها بكل قوة خصوصا حين يتعلق الأمر بضرورة احترام وتنفيذ أحكام القضاء وهذا ما حدث في أزمة جمعية أعضاء هيئة التدريس بالجامعة التي تمسك خلالها د. مجدي بتنفيذ فتوي مجلس الدولة بعدم جواز تخصيص أرض من الجامعة للجمعية حتي يعلي من سيادة القانون لكنه في ذات الوقت حرص علي حل الأزمة بحصوله علي وعد من محافظ الغربية بتخصيص 4 أفدنة لإقامة ناد جديد.. هكذا يبدأ الحوار مع دكتور مجدي سبع الذي يفتح قلبه وعقله ل "الجمهورية": * ما الدور الذي تقدمه الجامعة لخدمة المجتمع؟ ** أطلقت جامعة طنطا مؤخرا عدد من القوافل الطبية التي تم توجيهها إلي قري وربوع المحافظة لتقديم الخدمة الطبية للمواطنين بأحدث الأجهزة الطبية مع تقديم الدواء مجانا كذلك مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة انطلقت أيضا القوافل التعليمية لعمل المراجعات النهائية لطلاب الثانوية العامة وشرح المناهج في مدرجات كلية التربية بالتنسيق مع وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية الشناوي عابد. مواجهة الفساد * وماذا عن مواجهة الفساد؟! ** منذ اليوم الأول لتولي المسئولية يعرف القاصي والداني بالجامعة أنني لا أتهاون مع الفساد أو المفسدين ولا أسمح بأي عبث سياسي داخل الحرم الجامعي.. ولا أعمل بمبدأ أهل الثقة.. وقد طفت بعض قضايا الفساد علي السطح مؤخرا وتم إحالتها إلي التحقيق منها علي سبيل المثال جرائم فساد ظهرت بقوة في بعض الأبنية بالكلية التي أقيمت حديثا وتخالف المواصفات الهندسية وتشكل خطرا علي الطلاب حيث اكتشف بالمصادفة أثناء مروري بإحدي الكليات وجود شروخ بمبني حديث وبتشكيل لجنة من كلية الهندسة وفحص عينة من المبني تبين وجود أملاح الكبريتات وأملاح أخري تضر بحديد التسليح علي الفور تم إحالة 4 من المسئولين من أعضاء هيئة التدريس للتحقيق وسيتم تحويل الملف للنيابة العامة. * قمتم مؤخرا برحلات أكاديمية للصين ولعدة دول عربية ماذا حققتم خلالها؟ ** بالفعل قمت بزيارة للصين بدعوة من منظمة اليونيسكو لحضور مؤتمر "الحزام والطريق" الذي تنظمه اليونيسكو بالتعاون مع وزارة التعليم الصينية.. وشرفت بأن أكون أول رئيس لجامعة مصرية يتلقي دعوة من منظمة اليونيسكو للمشاركة بالمؤتمر وتم خلالها التوقيع علي بروتوكول للتعاون الأكاديمي بين جامعة طنطا والجامعة الزراعية في الصين بما يسمح بتبادل الطلاب والمبعوثين والباحثين بين الجامعتين في إطار برنامج مشترك لتحقيق التفوق في الأبحاث العلمية والسعي الدءوب لإيجاد مكان لجامعة طنطا في قائمة أفضل الجامعات في العالم في استجابة واضحة لما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي من ضرورة أن تتواجد جامعة مصرية ضمن أفضل 50 جامعة في العالم. * ماذا عن أزمة جمعية نادي أعضاء هيئة تدريس بالجامعة؟ ** لا توجد مشكلة في الأمر سوي تمسكي بتطبيق القانون واحترام فتوي الجمعية العمومية والتشريع بمجلس الدولة الصادرة بشأن نادي أعضاء هيئة التدريس بالجامعة.. فقد فوجئت بعد فحص ملف النادي بعدم تنفيذ حكم فتوي الجمعية العمومية لقسمي الفتوي والتشريع بمجلس الدولة الصادرة عام 2015 والتي انتهت إلي أن أغراض نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة طنطا المنصوص عليها في لائحته الإدارية والمالية. ولائحته الداخلية تخرج عن الأغراض التي حددتها المادة 308 من اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات الصادر بالقانون رقم 49 لسنة 1972. ولائحته التنفيذية وبناء علي ذلك يكون تخصيص أرض الجامعة للنادي يعد مخالفة للقانون علي الفور قمت بإحالة الأمر للمستشار القانوني للجامعة لإبداء الرأي القانوني للجامعة. * وماذا كان رأي المستشار القانوني حول تنفيذ الفتوي؟ ** أكد بدوره علي أن تنفيذ هذه الفتوي وجوبي وعدم التنفيذ يعرضني للمسئولية القانونية.. فعقدت علي الفور اجتماعا مع أعضاء نادي هيئة التدريس لبحث الأمر بما يضمن تطبيق القانون وعدم المساس بأعضاء هيئة تدريس من جهة أخري.. تبين لي أن جمعية نادي أعضاء هيئة التدريس جمعية مشهرة بوزارة الشئون الاجتماعية وأنها نقلت المقر بعد ذلك إلي الجامعة وأنهم يستندون إلي صدور قرار بتخصيص أرض صادر لهم من مجلس الجامعة حينذاك.. إذن المشكلة كلها أنني أتمسك بتطبيق صحيح القانون ومتمسك بتوفيق الأوضاع القانونية لجمعية النادي.. وفي محاولة مني للتوصل إلي حل عرضت الأمر علي اللواء أحمد ضيف محافظ الغربية وحصلت منه علي وعد بتخصيص 4 أفدنة بطنطا لصالح جمعية نادي أعضاء هيئة التدريس بالجامعة لإنشاء ناديهم عليها. * اعتدتم علي القيام بزيارات مفاجئة للمستشفيات الجامعية ما الهدف منها؟ ** الزيارات المفاجئة أستطيع من خلالها رصد السلبيات لضمان تقديم خدمة طبية متميزة للمرضي وتوقيع عقاب فوري للمقصرين فقد قمت باستبعاد أحد المديرين بالمستشفيات الجامعية من منصبه حين دخلت المستشفي وفي غرفة المرضي شاهدت سيدة بسيطة تجلس القرفصاء وبيدها طفلها الرضيع تعطيه الدواء دون وجود ممرضة أو تخصيص سرير للرضيع. * لماذا قمتم بضم إدارة المستشفي الفرنساوي للمستشفيات الجامعية؟ ** أعددنا استراتيجية لتطوير العمل بها لتقديم خدمة طبية متميزة وتم ضم المستشفي التعليمي الفرنساوي الذي تخطت تكاليف إنشائه 3 مليارات جنيه لتكون تابعة لإدارة المستشفيات الجامعية وذلك لخدمة المرضي البسطاء ومحدودي الدخل لأنهم سيستفيدون بخصم 50% من ثمن العلاج بها تنفيذا طبقا لقرار رئيس مجلس الوزراء. * وماذا عن المراكز الطبية الجديدة المتخصصة؟ ** لأول مرة سيتم تنفيذ خريطة كاملة لنقل وزراعة الأعضاء بالمستشفي الجامعي بطنطا حيث تم البدء في إجراء الجراحات بوحدة لزراعة الأعضاء مثل الكبد والكلي بأيدي أشهر جراحي جامعة طنطا في تجربة رائدة ستكون الثالثة علي مستوي الجامعات المصرية فضلا عن افتتاح 5 مراكز طبية متخصصة جديدة بالمستشفيات الجامعية لجراحة المسالك البولية وطب الإصابات والكسور والرمد والصدر والأطفال.