* عائد مؤخرا من مهرجان شرم الشيخ السينمائي. وجميل أن يكون هناك أكثر من مهرجان فني وثقافي في القاهرة والإسكندرية والأقصر والإسماعيلية وشرم الشيخ وأسوان والغردقة وغيرها من المدن. إن ذلك يعني أن يتم ترديد اسم مصر واسم المدينة دوليا. ونقل صور حية من الأنشطة بداخلها وهو ما يعني التسويق لها سياحيا فضلا عن شغل فنادقها ومعالمها وإلي جانب ذلك استمتاع ضيوف مصر المدعوون بمناخها الفريد ومشاهدة ونقل واقع ما يحدث علي ارض مصر بشكل حقيقي وتصحيح الصور المزيفة. والمشكلة أن الضيوف الأجانب لا يشاهدون أفلامنا أو نجومنا اللهم إلا المشاركين منهم في رئاسة أو عضوية لجان التحكيم أو جاءوا مع أفلامهم أو تمت دعوتهم للتكريم في الافتتاح أو الختام. فهؤلاء لايتجازون حدود مهام لا أدري من الذي وضعها لهم بل إن بعضهم لا يشارك في جولات الترفيه المقررة لهم للتعرف علي معالم المدينة. مقر المهرجان. كذلك لم نر ضيفا جاء مع فيلمه جالسا يشاهد فيلما مشاركا لآخرين. وقس علي ذلك باقي فعاليات المهرجان من ندوات واحتفاليات ويكاد يكون النقاد أو المهتمون بالسينما المصريون هم وحدهم المتتبعون لجميع الفعاليات. وإذا كان الأمر كذلك فكيف نحقق لمهرجاناتنا الهدف المرجو منها؟. * إنني أتساءل كيف يرتقي مهرجان مصري لينافس دوليا؟ لا أقول مثل مهرجان "كان" الذي يحضره النقاد من كل أنحاء العالم بنفس كثافة النجوم يشاهدون ويشاركون ويختلطون بكل المشاركين في العملية الفنية وأن نحدد له موعدا ملائما يحظي فيه بعروض أولي لأفلام مصرية وعالمية أو مشاركة بافلام قوية في مسابقته فلا يكون مهرجانا في الذيل أو في نوفمبر من نهاية العام يعرض الأفلام التي "اتهرت" من العروض أو شاركت في مهرجانات أخري وربما يكون مهرجان القاهرة في هذه الحالة رغم ما له من تأثير خاص واعتراف دولي به وبحكم حجم التفاعل معه وتواجده في قلب العاصمة وعدم حاجته لتسكين ونقل المصريين المشاركين فيه. فنانين ونقادا. ثم لماذا لا ندعم مهرجاناتنا بشكل فاعل؟ فيكون لها دور عرض لائقة بها كثيرة وفي اماكن كثافة سكانية في المدينة مقر المهرجان فلا نترك القائمين عليها يتسولون رعايتها أو يتفضل الوزراء أو المسئولون في حضور فعالياتها أو دعمها ماديا وتكون في كل عام في مهب الريح بسبب الحاجة إلي زيادة هذا الدعم بمعني أن تصدر بها قرارات وزارية أو يكون ذلك في نظام مكتوب مثلا من خلال اللجنة العليا للمهرجانات يحفظ كرامة القائمين عليها أو الجمعيات أو المؤسسات التي تنظمها. إن ذلك وحده هو ما يجعلها تعمل في جو آمن وتتفرغ للجانب الفني وتبرع فيه وتختار الأكفاء الذين يبذلون الجهد المخلص لضمان تقديم دورات ناجحة يكون لها الأثر الدولي مستقبلا. وأهلا بمزيد من المهرجانات إذا كانت إسما علي مسمي. خواطر: * لماذا لا تشارك القنوات الخاصة والعامة علي السواء في تغطية المهرجانات التي تقام في كل مدن مصر؟ وكأن ما يحدث بها لا يستحق المتابعة. ولماذا لا يكون ذلك إلزاما عليها؟ إننا نجد احتشادا من قناة ما لنقل فعاليات مهرجان مثل الغردقة وماعدا ذلك لاشيء. وتبدو قناة نايل سينما وحدها هي المنوط بها تغطية تلك المهرجانات بشكل فقير. دعونا ندعم انشطتنا الثقافية ونشجعها. * وبمناسبة الكلام عن السينما ما أحوجنا ونحن في عام كأس العالم في روسيا 2018 والمناقشات محتدمة حول مأزق نقل كل المباريات لجمهور مصر التي يشارك فريقها في البطولة. ونحن نلاحظ أن نجوم برامج التوك شو في القنوات الخاصة يتسابقون في دعوة قنوات التليفزيون الأرضي العامة الفقيرة والمديونة لبث مباريات البطولة أو علي الأقل مباريات مصر فيها. وهذا حق أصيل لها. وأسأل أصحاب هذه القنوات : لماذا مثلا لا تتولي كل قناة خاصة شراء مباراتين من البطولة تقدمها هدية للجمهور المصري الذي استعدت قنوات قطر لتكبيده ثمنا باهظا لهذه المشاهدة. أو حمايته من إسرائيل دولة الإحتلال "لقيطة الأرض الخبيثة" التي ستقدم له هذه الخدمة مجانا بل وناطقة باللغة العربية؟ بهذه المبادرة التي يمكن أن يدعو لها المجلس الأعلي للإعلام نضمن بث كل المباريات اعتزازا وتكريما. ويا أباطرة القنوات الخاصة تحركوا مبكرا ليحدث التكاتف المجتمعي الذي ننشده. فكري كمون [email protected]