تنطلق مساء اليوم فعاليات الدورة ال39 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في ثوب جديد بعد دخول شبكة قنوات "دي ام سي" كشريك جديد للمهرجان ليخرج من عنق الزجاجة وأزمته المالية التي عاني منها في دورته السابقة بحيث يعكس رؤي فنية وثقافية وحضارية متنوعة. وعن آليات عمل المهرجان الجديد فيه وترتيبات هذه الدورة انفردت "الجمهورية" باستضافة د.ماجدة واصف رئيس المهرجان والناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان في حوار وندوة مفتوحة امتدات لأكثر من ساعتين.. واليك التفاصيل. الجمهورية: ما المتغيرات التي طرأت علي الدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائي هذا العام؟ قالت الدكتورة ماجدة واصف: خرجنا هذا العام من عنق الزجاجة بعد تعرضنا لمشاكل مالية ضخمة بالدورة ال38 العام الماضي. بسبب عدم التزام عدد من الوزارات بوعودها في دعم المهرجان. وهو ما وضعنا في معاناة لتسعة أشهر كاملة بعد انتهاء فعاليات المهرجان. الي جانب أن ميزانية العام الماضي تأثرت بشكل كبير بقرار تعويم الجنيه الذي صدر قبل أسبوع واحد فقط من بدء الفعاليات. مما سبب أزمة بأسعار تذاكر الطيران للضيوف من الخارج والاقامات بالفندق والالتزامات المادية التي تضاعفت علي الميزانية بسبب القرار. وهو ما تغير للأفضل هذا العام بعد زيادة الدعم المادي للمهرجان للعام الحالي. والتحسن التدريجي الذي تشهده الأوضاع الاقتصادية في مصر بشكل عام. الي جانب الشراكة التي حدثت بين المهرجان في دورته الحالية وقناة "دي ام سي" التي أثرت بشكل ايجابي في تحمل عدد من البنود الأساسية بميزانية المهرجان التي لا نستطيع كادارة تحملها مثل استضافة نجوم أجانب من الخارج. واطلاق حملة اعلانية ضخمة كما ظهرت في شوارع وميادين القاهرة طوال الفترة الماضية منذ بداية نوفمبر الحالي. كما تتكفل قنوات "دي ام سي" بتطوير شكل القاعات التي ستستضيف العروض وهو ما يساهم في تطوير جزء كبير من المهرجان. وما نعمل علية باستمرار أيضاً هو محتوي المهرجان من ناحية الأفلام المشاركة. والذي كان محتوي جيد دائماً بفضل يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان الذي عمل بالقاهرة السينمائي لسنوات طويلة ويعد علامة في مجاله. لكن ما نعاني منه دائماً هو الناحية التسويقية للأفلام والضيوف المشاركون بالفعاليات من كل أنحاء العالم والتي غالباً لا تصل للجمهور المحب للسينما بشكل جيد. الا أننا عملنا علي تطوير الناحية التسويقية علي أكثر من مستوي مثل مواقع التواصل الاجتماعي حتي نصل لأكبر عدد من الجمهور والتي نالت قدرا كبيرا من اهتمام الادارة الدورة الحالية. وتوسيع دائرة الأعلام والأهتمام به. قررنا هذا العام أيضاً تطوير منظومة حجز تذاكر العروض وتلافي أخطاء العام الماضي بعد وضع نظام الدورة الماضية لسهولة حجز ومشاهدة العروض. ورغم حجم مهرجان كبير وعريق مثل القاهرة السينمائي وما تم انجازة وما نسعي لتحقيقه الا أنه جدير بالذكر أن عدد العاملين بالمهرجان محدود للغاية وعلي عاتقهم مسئوليات كبيرة للغاية حتي تظهر الفعاليات بأفضل حال. الجمهورية: هل استحداث مهرجان جديد في مصر مثل مهرجان "الجونة" بالشكل الذي ظهر به من ميزانيات ومشاركة كبيرة للفنانين.. استطاع تسهيل حصول القاهرة السينمائي علي دعم مادي أكبر؟ ماجدة واصف "الجونة" لم يؤثر علي دعم الدولة لنا لأن قرار الزيادة بدأ قبل أن يكون للمهرجان تواجد فعلي. ولكنه كان له تأثير علي المناخ الفني في مصر بشكل عام ويهمنا أن يظهر بشكل جيد كمهرجان مصري. الا أنه له وضع خاص باعتباره يعمل في منطقة محددة مثل الجونة المملوكة لعائلة ساويرس ولا يخاطب كل الجمهور المصري. الجمهورية: يقام حفلي افتتاح وختام مهرجن القاهرة خارج دار الأوبرا بقاعة جديدة يتم افتتاحها اليوم رسمياً ضمن فعاليات حفل الافتتاح. هل تمثل تلك القاعة اضافة للدورة الحالية؟ تواصلنا في يناير الماضي مع دار الأوبرا لحجز قاعات العرض المختلفة مثل كل عام. الا أن د. ايناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا أرسلت خطاباً لمدير مكتب وزير الثقافة يفيد بأنها ستقوم بتخصيص القاعة الكبري لحفلي الافتتاح والختام وستعتذر عن باقي الفعاليات أثناء المهرجان. لذلك فكرنا في خلق بدائل في حال ما لم نتوصل لحل مع دار الأوبرا. حتي عرض علينا المنتج هشام عبد الخالق عضو اللجنة الاستشارية العليا اقامة الافتتاح والختام بقاعة المؤتمرات بمنطقة التجمع التي فؤجئنا بمستواها المبهر عند زيارتنا لها..علي أن تقام باقي الفعاليات وعروض الأفلام بدار الأوبرا. الجمهورية: هل سيتم عرض الأفلام داخل دار الأوبرا فقط؟ حاولنا هذا العام الوصول لأكبر عدد من الجمهور لذلك اتفقنا مع عدد من السينمات لعرض الأفلام المشاركة بالفعاليات مثل سينما الزمالك. وثلاث قاعات عرض بسينما أوديون. وقاعة بنايل سيتي. الي جانب اتفاقنا مع مول العرب بمنطقة 6 اكتوبر لتخصيص قاعة للعروض حتي لا يضطر الجمهور للحضور من مسافات بعيدة يومياً لدار الأوبرا. استجابة لطلب بعض الجمهور الذي شكا من صعوبة التنقلات للوصول حتي وسط البلد. الجمهورية: كان هناك مطالب أيضاً من البعض بتخصيص قاعات للعروض بمناطق مصر الجديدة ومدينة نصر وغيرها.. هل تم اتخاذ اجراءات في هذا الشاأن؟ ماجدة واصف: نحن لا نريد أن نفقد السيطرة علي الفعاليات حتي تظهر الدورة 39 بشكل جيد. ولكننا نتوسع خطوة بخطوة ونتابع الجيد لنطورة والسييء لنتفاداه ونحسنه. كما أننا مرتبطون أيضاً بعدد الأفلام المشاركة ومقدارها 170 فيلماً الدورة الحالية ولو كانت ازدادت عن هذا العدد ربما كنا توسعنا بشكل أكبر. الجمهورية: ترددت أخبار عن مشاركة عدد من النجوم العالميين بالدورة الحالية.. من هم النجوم الذين وافقوا علي المشاركة؟ ماجدة اصف: أفضل أن تكون مفاجأة في حفلي الافتتاح والختام. وسنكشف يما بعد عن المفاوضات مع النجوم. الجمهورية: ولكن هناك شراكة مع قنوات "دي ام سي" كان من المفترض أن تتولي المفاوضات وجذب نجوم عالميين للمشاركة بالمهرجان.. فهل تمت المفاوضات بشكل جيد؟ ماجدة واصف: "دي ام سي " تتولي بالفعل هذا الملف وعملت عليه بشكل جيد. ولكن يجب أن نشير إلي أن الشراكة تمت منذ شهر واحد فقط وهو وقت ضيق لا يتيح مساحة كافية لتنفيذ كل ما نسعي اليه. الجمهورية: وهل تقدم "دي ام سي" دعماً مادياً للدورة الحالية؟ ماجدة واصف: لا يوجد دعم مادي وانما ميزانية تم تخصيصها من داخل القناة للترويج فقط في الاعلانات أو جلب النجوم من الخارج. الجمهورية: مهرجان القاهرة السينمائي كان يشهد فترة توهج وقت رئاسة سعد الدين وهبة له. وكان يشهد توجه سياسي الي جانب الفعاليات.. هل سيكون دور المهرجان مقتصراً علي الفعاليات والناحية الفنية فقط أم سيشهد هذا التوهج مرة أخري؟ ماجدة واصف: سعد الدين وهبة كان شخصية استثنائية كاتباً وسياسياً وكان له مواقف من قضايا عديدة. وكان أثناء فترات اقامة المهرجان في حفل الافتتاح له خطب عصماء مرتبطة بشخصيته لسنوات طويلة ترأس بها المهرجان. الي أن تولي حسين فهمي رئاسة المهرجان بشخصية مختلفة.. كما أن السياسة لا تقتصر علي التوجه السياسي فقط ولكنها أيضاً تتواجد في اختيار الأفلام والندوات وغيرها.. كما أن سعد الدين وهبة في بدايات توليه رئاسة القاهرة السينمائي سافر الي مهرجان كان بباريس لمعرفة ومواكبة أساليب المهرجانات. ثم طبق ما تعلمه علي مهرجان القاهرة طوال سنوات مختلفة سياسياً واقتصادياً في تاريخ مصر. علي عكس الوضع الذي مر به المهرجان السنوات الماضية بدايةً من توقفه في ثورة يناير 2011 ثم اقامته علي استحياء في 2012. ثم توقفه مره أخري عام 2013 وعوده جيده في عهد الراحل سمير فريد في 2014. ثم تولي الادارة الحالية له للسنة الثالثة علي التوالي مررنا بها بعدد من الأزمات مثل سقوط الطائرة الروسية عام 2015 مما أدي لالغاء عدد من الأفلام والنجوم من الخارج تعاقداتهم للمشاركة بالمهرجان. ثم أزمة تعويم الجنيه قبل أسبوع واحد فقط من اقامة الدورة الماضية ووقوعنا في أزمة لتسديد التزاماتنا. ولكن استطعنا هذا العام الخروج من أزماتنا بعد استقرار الأوضاع الاقتصادية. مثل خروج مصر عموماً من أزماتها وعودتها بالتدريج للمكانة التي تستحقها. الجمهورية: نعاني كل عام طوال دورات المهرجان من عزوف عن مشاركة الأفلام المصرية به.. متي تنتهي أزمة الفيلم المصري؟ قال يوسف شريف رزق الله الحقيقة أن الواقع المصري صعب جداً بمعني أن عدد الأفلام التي يمكن أن ترتقي للمشاركة بمهرجان القاهرة قليل جداً. وملابسات الدورة الحالية لمشاركة الفيلم المصري أننا شاهدنا فيلم "الشيخ جاكسون" فبل أن يعرض تجارياً أو بمهرجان الجونة. وأبدينا الرغبة بضمه للعروض بالدورة الحالية ولكن منتج الفيلم كان مرتبطاً بعرضه في السينمات في الأسبوع الأول من أكتوبر لتعاقده مع قناه لشراء الفيلم بعد عرضه في السينمات مباشرةً. وشارك قبل العرض التجاري بمهرجان الجونة لأنه كان مقاماً في الأسبوع الأخير من سبتمبر أي قبل العرض التجاري له. فكان مناسباً له المشاركة بالفيلم هناك والاستفادة من الدعاية الأعلامية والاعلانية قبل عرضة تجارياً. ثاني الأفلام التي أبدينا رغبتنا لمشاركتها كان فيلم "فوتوكوبي" الذي فضل منتجه مشاركته بمهرجان "الجونة" أيضاً رغم أني طلبت مشاركته بالقاهرة السينمائي منذ علمي ببداية تصويره. وربما كان الاغراء المادي لجوائز مهرجان الجونة التي وصلت الي 200 ألف دولار هو ما دفع منتج الفيلم للمشاركة به. بحثنا بعدها عن أفلام مصرية أخري للمشاركة بالقاهرة السينمائي وكان أمامنا أربعة أفلام تصلح للعرض ضمن الفعاليات أولهم فيلم "بلاش تبوسني" لياسمين رئيس. الذي شاهدته مع ثلاثة من ادارة المهرجان هم د.ماجدة واصف وأحمد شوقي وأحد أعضاء اللجنة الاستشارية.. الا أنه لم يحدث اتفاق من لجنة المشاهدة واللجنة الاستشارية علي ضم الفيلم للمسابقة الرسمية. ورأي البعض أن الفيلم يصلح أكثر للمشاركة بالمسابقة العربية التي كانت انتهت بالفعل من اختيار الأفلام المشاركة بها ولم يكن هناك مجال لضم فيلم أخر. عندما علم منتج الفيلم بوجود أراء من لجنة المشاهدة لا ترحب بوجوده ضمن المسابقة الرسمية. قرر سحب الفيلم والمشاركة بمهرجان دبي السينمائي بعد أن كان يفضل في البداية بمشاركته بمهرجان مصري. تبقي أمامنا أفلام "طلق صناعي" للمخرج الشاب خالد دياب. حينما عرضنا أن نشاهده لضمه للمهرجان رفضت الشركة المنتجة لأسباب خاصة بها وفوجئنا بعدها بمشاركة الفيلم بمهرجان دبي أيضاً. وفيلم للممثل الشاب أحمد مجدي علي لم نتمكن من مشاهدته بسبب سفره للهند منذ ستة أشهر حتي الآن. الي جانب فيلم آخر لم نتمكن من ضمه لمخرج جديد يدعي أحمد فوزي صالح بسبب حصوله علي دعم من مهرجان دبي يفرض عليه بالطبع عرض فيلمه ضمن فعاليات المهرجان. الجمهورية: الي جانب الأفلام المصرية التي نجد صعوبة في مشاركتها بالقاهرة السينمائي.. نجد أيضاً غياب للفنانين المصريين من ممثلين ومخرجين وغيرهم عن المشاركة بالفعاليات. ما سبب غيابهم عن دعم مهرجان بلدهم؟ رزق الله: هناك مجموعة منتظمة من الفنانين تحرص علي الحضور بكل الدورات مثل يسرا والهام شاهين وليلي علوي. الا أنه علي مدار سنوات طويلة كان هناك عدم اهتمام ولا مبالاه من جانب عدد كبير من الفنانين لسبب غير مفهوم. وهناك عزوف من المخرجين تحديداً الذي نادراً ما شاركوا بفعاليات المهرجان. رغم أنهم من المفترض أن يكونوا أول الحضور ومتابعة الأفكار والتطورات في السينما العالمية والتواصل مع محبي السينما وجهاً لوجه. خاصة أن لدينا حوالي 40 فيلما من المشاركين بالفعاليات سيشهدون حضور صناعهم سواء منتجين أو مخرجين أو كتاب. من المفترض أن نجد تواجد من الفنانين المصريين ومشاركة هؤلاء الضيوف الأفكار سواء في الندوات أو بعد عروض الأفلام وهو ما لا يحدث. ولكن هذا العام تقوم قنوات "دي ام سي" بعد شراكتها مع القاهرة السينمائي بتولي استضافة النجوم بحكم علاقاتها معهم في شراء أعمالهم الفنية أو استضافتهم في البرامج وغيره. وأعتقد أن الوضع سيشهد تحسن الدورة الحالية. الجمهورية: هل من الممكن أن نري دوراً لمهرجان القاهرة في المشاركة في انتاج الأفلام مستقبلاً؟ رزق الله: هذا ليس دور المهرجان.. فمثلا مهرجان دبي يقوم بالمشاركة بانتاج الأفلام سواء قبل تصويرها من خلال اختيار عدد من السيناريوهات لانتاجها ضمن مسابقة ما. أو يقوم بتمويل الأفلام بعد التصوير لاستكمال باقي مراحل المونتاج وغيرها. وبالتالي ضمان عرضها ضمن فعاليات دبي السينمائي. في مهرجان القاهرة للأسف كان هناك دعم مالي يقدر بحوالي 20 مليون جنيه يتم تقديمه لانتاج الأفلام من قبل وزارة المالية والثقافة. أسفر عن انتاج أفلام متميزة مثل "رسايل البحر" للمخرج داوود عبد السيد و"فتاة المصنع" للراحل محمد خان. واستمر هذا الدعم لعامين ثم تشكلت لجنة من المركز القومي للسينما ولأسباب غامضة لم يستكمل صرف هذا الدعم مرة أخري حتي الآن. الجمهورية: لماذا لم يتم التنسيق مع وزارة المالية والثقافة ليتم تقديم هذا الدعم تحت اشراف من مهرجان القاهرة السينمائي لضمان مشاركة وتواجد الفيلم المصري في الفعاليات علي غرار مهرجان دبي؟ رزق الله: من المفترض أن يتم تفعيل هذا الاقتراح. في الدورة الماضية كان لدينا "ملتقي القاهرة السينمائي" الذي كان يمنح جائزة لمشاريع الأفلام من جهات خاصة وليست حكومية مثل المنتج هشام عبد الخالق. وكان الملتقي يقوم بتمويل المشروعات الفنية لتتمكن من بداية التصوير ولكن تم الغاؤه هذا العام. ومن الممكن أن نقوم بطرح اقتراح تمويل الأفلام علي أن يكون تابع لمهرجان القاهرة السينمائي وبذلك تضمن مشاركة فيلم أو قيلمين مصريين كل عام. الجمهورية: كان هناك أزمة مالية لحقت بالدورة الماضية بسبب عد التزام وزارة السياحة بدفع مبالغ متفق عليها تدخل ضمن بنود ميزانية المهرجان.. هل تخطت الادارة هذة الأزمة؟ رزق الله: كنا نعاني حتي شهر يوليو الماضي من الأزمة التي أصابتنا الدورة الماضية بعد عدم دفع وزارتي المالية والسياحة للمبالغ المتفق عليها. رغم حضور رئيس هيئة تنشيط السياحة ووكيلة وزارة الشباب والرياضية المؤتمر الصحفي الخاص بالدورة الماضية الا أنهما لم يلتزما بالاتفاقات المادية التي تنص أن تتحمل وزارة السياحة تكاليف اقامة الضيوف بالفندق.. الي أن قامت رئيسة المهرجان بمجهود شخصي بمخاطبة وزارة المالية لمضاعفة مبلغ الدعم الذي وصل الدورة الحالية الي 13 ملايين جنيه قمنا بسداد مديونيات الدورة الماضية والتي وصلت الي 3 مليون جنيه. تبقي لدينا 10 مليون جنيه لاقامة الدورة الحالية. الجمهورية: يشارك بالدورة الحالية 170 فيلماً من دول مختلفة كيف تم توزيعها علي السينمات الحاضنة لعروض المهرجان؟ رزق الله: كما ذكرنا أنه تم الاتفاق مع عدد من السينمات في مناطق مختلفة للوصول لأكبر عدد من الجمهور. علي أن يعرض كل فيلم مرتين ليتسني للجميع مشاهدته. الا أن الرقابة اشترطت في حوالي 20 فيلماً أن تعرض مرة واحدة فقط فقمت بالاتصال برئيس الرقابة واخبارة بأن ذلك من شأنه أن يسبب لنا أزمة خاصة أن بعض تلك الأفلام يشارك في المسابقة الدولية. ولا يصح لمهرجانا دوليا مثل القاهرة السينمائي أن يقوم بعرضها مرة واحدة فقط لأن ذلك يخالف اللوائح الدولية.. حتي وصلنا الي حل بحيث تعرض تلك الأفلام مرتين علي أن يكون العرض الثاني لها خاص بأصحاب البطاقات فقط من طلبة وسينمائيين واعلاميين. وليس لحاملي التذاكر. الجمهورية: ما المشكلات التي واجهتكم لاستقطاب الأفلام للمشاركة بالمهرجان؟ رزق الله: طوال فترات طويلة قامت لجنة المشاهده بمتابعة عدد من الأفلام من مختلف دول العالم وتقييمها ولا يتم الموافقة علي مشاركة فيلم الا بالاجماع. وكونك مهرجان دولي ضمن 14 مهرجان علي مستوي العالم فتلتزم باللوائح التي تنص أنه لا يسمح بمشاركة فيلم سبق له المشاركة بالمسابقة الرسمية لمهرجان أخر.. وكونك مهرجاناً لا تقدم جوائز أو مكافأت مالية ولا تمتلك سوقا تسويقي يسمح بعرض الأفلام الأجنبية داخل مصر فتجد صعوبة شديدة في مشاركة وضم الأفلام للفعاليات.. فسوق السينما في مصر لا يتواجد به سوي الفيلم الأمريكي والمصري فقط.. باستثناء تجربة سينما "زاوية" للمنتجة مريان خوري. لذلك يكون الأفضل لمنتجي الأفلام المشاركة بمهرجانات مثل برلين وكان ودبي بسبب الاغراء المادي. الجمهورية: كان هناك اتفاق في الدورة الماضية مع شركة لوضع نظام لحجز التذاكر.. هل تم تطبيق نفس النظام أيضاً الدورة الحالية؟ رزق الله: نعم مازلنا نستخدم نفس نظام التذاكر المرقمة لمنع العشوائية ولكن تتولي تطبيقه شركة مختلفة عن الدورة الماضية. شاهدنا هجوم كبير علي طريقة توزيع دعوات حفلي الافتتاح والختام الدورة الماضية. الي جانب حضور ضيوف غير مرغوب بهم في الحفلات.. كيف سيتم تنظيم دعوة الضيوف؟ رزق الله: كما ذكرت دعوة الفنانين والضيوف أصبحت من مهام قنوات "دي ام سي" ولا تتدخل ادارة المهرجان بها. ولكن فيما يخص الضيوف الغير مرغوب بهم فلا نملك أن نمنع أحد من الدخول مادام يملك دعوة.. فمثلاً اذا قمت بتوجيه دعوة لمسئول ما لحضور حفل الافتتاح وقام باعطاءها لشخص أخر.. مستحيل أن تمنعه من الدخول لأنه يمتلك دعوة بالفعل للحضور. الجمهورية: حدثنا عن فيلم افتتاح المهرجان؟ رزق الله: هو لهاني أبو أسعد أول مخرج عربي يقوم باخراج فيلم أمريكي. وأيضاً يتعامل مع شركة كبري مثل "20 سينشري فوكس" واحدة من الشركات السبع الكبري علي مستوي العالم.. ويسمي بالعربية "الجبل بيننا" من بطولة كيت وينسلت. الجمهورية: هاني أبو أسعد يشارك أيضاً كعضو لجنة تحكيم الي جانب فيلم الافتتاح.. كيف وقع الاختيار عليه؟ رزق الله: اخترنا هاني أبو أسعد كعضو لجنة تحكيم قبل اختيار فيلمة للافتتاح ورحب للغاية بالحضور مع زوجته للاستمتاع بمصر. ولم نكن نعلم باخراجة لفيلم في أمريكا. وعندما علمت في يونية الماضي بتصويره فيلماً أمريكي لطرحة في السينمات الأمريكية والمصرية في شهر أكتوبر في نفس الوقت. اتصلت به وأخبرته رغبتنا في ضمه للافتتاح وبالتالي تأجيل عرضه في السينمات في مصر وقد كان. الجمهورية: نلاحظ في معظم الأفلام المشاركة بمسابقات المهرجان أن الانتاج فرنسي رغم اختلاف الدول الصانعة للفيلم.. ما السبب هل هو تحيز لفرنسا أم توجه للدورة الحالية؟ رزق الله فرنسا أكبر دولة في العالم تشارك في انتاج الأفلام في جميع الدول بصفة عامة بعيداً عن القاهرة السينمائي. وحاولت في الدورة الحالية أن يكون هناك تنوع جغرافي بشكل عام فسنجد أفلاماً من فيتنام والهند وتشيلي وكولومبيا وفيلم من تونس كعرض عالمي أول. ولكن من الممكن أن تجد فرنسا شريك في انتاج هذه الأفلام رغم تنوعها الجغرافي. ودائماً ما أقول أن المواطن الفرنسي محظوظ لأن لديه الفرصة لمشاهدة أفلام من جميع دول العالم وكل الثقافات. الجمهورية: هل سنري أفلام مصرية علي هامش المهرجان؟ رزق الله: هناك ثلاثة أفلام قصيرة تشارك بمسابقة سينما الغد من اختيار الناقد محمد عاطف رئيس المسابقة. الجمهورية: ماذا عن الفنانين الذين سيتم تكريمهم؟ رزق الله: المكرمين هم سمير غانم وماجد الكدواني وهند صبري.