في الوقت الذي يسعي فيه الرئيس للقضاء علي العشوائيات والمناطق الخطرة ونقل سكانها إلي مدن جديدة تسري العشوائيات بكل أشكالها إلي مدينة 6 أكتوبر كالنار في الهشيم. المدينة الجميلة يعاني سكانها من الفوضي والبلطجة والاستيلاء علي أملاك الدولة وتحويل الشقق إلي محلات واحتلال الارصفة فضلاً عن انتشار التوكتوك مما حول حياتهم إلي جحيم. تشكو مروة سعيد - ربة منزل- من تحول الحي السادس بكل شوارعه إلي سوق عشوائي كبير تنتشر به الباكيات والخيام وشوادر المواشي التي احتلت الأرصفة فضلاً عن مجلات بيع الأثاث المستعمل والسيراميك الفرز وأصبح الدخول لهذه الشوارع بالسيارة أمراً مستحيلاً. وتضيف سماح ربيع - أصبحنا نعاني من الازعاج الشديد طوال الليل والمشاجرات المستمرة بين الباعة كما يستخدمون مكبرات الصوت لتسويق بضائعهم وكأننا في سوق العتبة.. مشيرة إلي تعرض السيدات لمضايقات مستمرة حيث المنطقة يحكمها البلطجية بعد الثانية ظهراً. ويروي محمد حسن - اشتريت محلاً من جهاز 6 أكتوبر بمقدم 10% وسداد الباقي بعد فترة سماح 3 سنوات علي 7 أقساط سنوية وفوجئت عند سداد القسط الأول بمطالبتي بسداد فائدة خيالية عن الثلاث سنوات المعفاة فلم استطع سداد التزاماتي وتم سحب المحل واستولي عليه البلطجية ويقومون بتأجيره لآخرين بمبلغ كبير في غفلة من العاملين بالجهاز. ويوضح إيهاب محمد أن أصحاب المحلات ومستأجريها يتكبدون أعباءً مالية كبيرة سواء كانت الأقساط أو مصروفات الايجار والمياه والكهرباء والتراخيص السنوية ويزاحمهم في رزقهم الباعة الجائلون الذين احتلوا الشوارع والارصفة والميادين في ظل غياب دور جهاز المدينة. ويعلن حسين شافعي أسكن بمساكن الشباب بجنوب الأحياء ويقوم البعض بشراء شقق الطابق الأرضي وتقسيم كل شقة إلي ثلاث محلات وبيع المحل بنصف مليون جنيه علماً بأن قانون الإسكان يحظر ذلك ويلزم الجهاز بسحب الوحدة ولكن الجهاز ورجالة "ودن من طين وودن من عجين". أحد السماسرة يتلقط طرف الحديث مؤكداً أن هذا الإجراء سبب كسار لمزايدات جهاز المدينة حيث أنه في أول مزاد بجنوب الأحياء تم بيع المحل بسعر 20 ألف جنيه للمتر وبسبب تحويل الشقق في ظل تراخي الجهاز انخفض السعر إلي 5 الاف فقط في المزاد التالي علي الرغم من مرور ثلاث سنوات مما يعد إهداراً للمال العام. تشكو إيمان رضا - موظفة - أنه علي الرغم من اتساع المدينة ووجود أكثر من 12 حي بها لا توجد شبكة مواصلات داخلية آدمية ويضطر السكان إلي ركوب التوكتوك أو سيارة نصف نقل بصندوق في حين أنه يمكن التعاقد مع شركات النقل الجماعي التي تقوم بتقديم نفس الخدمة وربط الأحياء الداخلية للمدينة بصورة آدمية وتدر دخل كبير يضاف لموارد المدينة. ويتحسر عمر خطاب - طالب - علي الوضع السييء الذي وصلت إليه المدينة ويرجع السبب إلي سوء الإدارة وتراخي الجهاز حيث أنه بالمقارنة بمدينة الشيخ زايد التي تبعد كيلو مترات ولكنه لا يسير بشوارعها توكتوك واحد ولا يسمح علي الاطلاق بتحويل أي وحدة سكنية إلي محلات وإلا يتم سحبها علي الفور. يتفق معه مصطفي بكير - مهندس ويرجع السبب إلي أن حسن الإدارة ووجود مجلس أمناء قوي من أولوياته القضاء علي العشوائيات وعدم منح التراخيص للمحلات أدي إلي الانضباط داخل مدينة الشيخ زايد.. مضيفاً ان قرارات سحب الوحدات وإعادة الشيء لاصله أكبر من رئيس جهاز 6 أكتوبر وتحتاج إلي قوة أمنية كبيرة لتنفيذها خاصة أن هناك تجمعات كبيرة جداً بالمدينة من سكان الفيوم وبني سويف من أصحاب المحلات المخالفة والشقة بالطابق الأرضي بإسكان الشباب كان سعرها 20 ألف جنيه أصبحت تباع بمليون جنيه حيث تعد استثماراً مربحاً. علي الجانب الآخر يري محمد عبدالله- موظف - انه لا يوجد ما يمنع تحويل الشقق لمحلات لأنه بسبب سوء التخطيط تكون بعض المناطق معزولة عن الخدمات تقريباً ولكن لا يجب أن يذهب عائد بيع هذه المحلات إلي السماسرة والتجار والمفروض ان يقوم الجهاز علي الفور بتقنين الأوضاع وتحصيل رسوم تسوية بما يعادل الفرق بين سعر الشقة وأسعار المحلات بعد دراسة متأنية لحاجة كل منطقة ونوع النشاط المطلوب. بمواجهة المهندس خالد سرور نائب رئيس جهاز 6 أكتوبر قال بالنسبة لمخالفات تحويل الوحدات السكنية إلي محلات فقد تم إصدار قرارات إزالة لجميع المخالفات المذكورة والتي بلغت حوالي 3500 قرار تم تنفيذ بعضها بالفعل.. ويتم الآن تجهيز حملة مكبرة لتنفيذ جميع القرارات بالحي السادس وجنوب الأحياء وذلك بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختلفة.. مضيفاً أنه يتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال سحب الوحدات المخالفة وتم سحب 9 وحدات وارجال الشيء لأصله إلا أنهم عاودوا المخالفة مرة أخري وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وسيتم تنفيذ باقي قرارات سحب الوحدات مع الحملة المكبرة.. مؤكداً أن المحلات المسحوبة التي تم التعدي عليها تم استردادها خلال الفترات السابقة بمعرفة الجهاز وقوات الأمن ويتم اعدادها للطرح مرة أخري. كما سيتم إزالة جميع الاشغالات والعشوائيات التي لحقت بسوق الحي السادس ويتم دراسة إمكانية عمل سويقة للباعة الموجودين بالسوق كبديل لهم.