مشروع «ابنى بيتك»، وإن جاز التعبير «ابنى تعسك وهمك»، فمنذ أن بدأت الدولة تهتم بالشباب عام 2008، قامت بطرح قطع أراضٍ للشباب لسد الحاجة من السكن، لكن أصبح الحلم كابوسًا يعانى منه كل من سولت له نفسه العيش بعيدًا ظنًا منها العيش فى هدوء. سكان منطقة المرحلة الثانية من مشروع «ابنى بيتك» عبروا عن معاناتهم الشديدة من الإهمال والفساد المستشرى الذى تسبب فيه جهاز مدينة 6 أكتوبر بمشاركة السماسرة، وأصبح رئيس الحى يعمل ملاكى لخدمة أشخاص تربطهم به مصالح شخصية بالمنطقة وترك مصالح العامة. كما أصبح بعض العاملين بالجهاز يملكون أكثر من 8 بيوت فى المرحلة الثانية نتيجة استغلال وظيفتهم فى عمل علاقات مع سماسرة المنطقة لتسهيل أعمال مخالفة للقانون وشروط تأسيس المشروع التى وضعها الجهاز نفسه. فى البداية يقول الغريب حسن - أحد سكان المرحلة الثانية لمشروع «ابنى بيتك»: إن المنطقة تعانى إهمالا وفسادا طاحنا، من جهاز مدينة السادس من أكتوبر الذى استغل بعض العاملين به وظيفتهم ودورهم فى الإشراف على مشروع «ابنى بيتك»، العمل فى مهنة السمسرة بمشاركة سماسرة واستغلال «العوزة» لغير القادرين على بناء وحدتهم ومساوامتهم وشرائها ثم بناء الدور الأرضى منها وبيعها بمبالغ تتجاوز 600 ألف جنيه. وأضاف «حسن» أن جميع سكان المرحلة الثانية من مشروع «ابنى بيتك» على علم بأن عاملين بجهاز مدينة السادس من أكتوبر يملكون أكثر من 8 بيوت بخلاف الشقق. وأكد أن مشاركة بعض العاملين بالجهاز السماسرة أعطاهم الفرصة فى وقوع مخالفة قانونية ضربت شروط تأسيس المرحلة الثانية من مشروع «ابنى بيتك» عرض الحائط متسائلا: كيف يضع الجهاز شروطا وهو الذى يخالفها؟ وأوضح أن سكان الشقق فى المشروع حولوا النشاط السكنى إلى تجارى بالمخالفة وقام بفتح محلات تجارية فى ميادين المنطقة، مع العلم أن هناك مول تجارى تم إنشائه وبيع محلاته للأفراد قسط، ونظراإلى ذلك لم يدخله أحد وعجز الملاك عن سداد الأقساط التى يدفعونها. وأفاد «حسن» إن تواطؤ العاملين بجهاز السادس من أكتوبر مع السماسرة حول المنطقة من حى راقٍ إلى عشوائى، كما أعطاهم الفرصة فى تسمية الميادين والشوارع بأسمائهم، الأمر الذى أحدث مشكلة مازالت قائمة بين السماسرة وسكان المنطقة. كما استعرض الغريب حسن أهم مشكلات تتعلق بإهدار المال العام والمتمثل فى سوء منظومة توصيل الكهرباء للمنطقة وترك آلاف الأمتار من كابلات الكهرباء فى الشوارع مما عرض بعضها للسرقة والبعض الآخر مازال عرضة لسرقتها. ومن المشكلات التى مازال يعانى منها سكان منطقة المرحلة الثانية لمشروع «ابنى بيتك» قال «حسن»: إن تلقى العلاج يكلف سكان المنطقة ثمنا باهظا نظرا للمسافة الكبيرة التى يقطعونها إلى محافظة الجيزة، رغم وجود وحدتين صحيتين لم يتم فتحهما منذ أكثر من 6 سنوات، ويأتى استغلال أصحاب سيارات الأجرة من المشكلات التى تعانى منها منطقة «ابنى بيتك» حيث قال عنها الغريب حسن: إن الأسر البسيطة تعانى من رفع الأجرة عليهم مطالبا بضرورة دخول أتوبيسات هيئة النقل العام إلى المنطقة. وتابع الغريب حسن: مهندس الحى شغال ملاكى لناس تربطهم ببعض «بزنس»، بمعنى أنه شغال سمسار مع سماسرة المنطقة دون تقديم أى خدمات للمنطقة. ووصف منطقة «ابنى بيتك» بالعشوائية، والسبب فى ذلك مجىء سكان منطقة امبابة للمنطقة، وقاموا بغلق الحدائق بالصفيح واستخدموها لأغراض شخصية، مطالبا المسئولين التدخل لحل مشاكلهم مع جهاز مدينة السادس من أكتوبر. ومن جانبه قال محمد حسن - أحد سكان منطقة المرحلة الثانية من مشروع «ابنى بيتك»: إن الكثير من الشباب أخذ قطع أراضى لتحقيق حلمهم فى بيت يضم أسرهم، لكن الحلم باء بالفشل بعد تحويل المنطقة إلى عشوائيات فضلا عن استغلال السماسرة وأصحاب المحلات. وكشف عن استغلال مدير أحد المدارس بالمنطقة عن عدم القدرة فى إلحاق أبنائهم بمدارس أخرى وقام بفرض ثلاجة أو غسالة أو بوتاجاز نظير الالتحاق بالمدرسة، وأضاف محمد حسن: إنه منذ إنشاء المنطقة الثانية عام 2008، ولم يوجد بها اسم شارع ولا ميدان. وفى السياق ذاته أكد رزق خليفة - من سكان منطقة «ابنى بيتك» وأحد ملاك محلات المول التجارى الذى لا يوجد أحد يقترب منه أو يشترى منه نظرا لتحويل المحلات إلى شقق فى مناطق الميادين حسبما قال، مضيفا أنه يدفع أقساط كل 3 أشهر 90 ألف جنيه، دفع القسط الأول وتوقف. وأضاف «خليفة» إن جهاز مدينة السادس من أكتوبر وضع شروطا وقواعد عن تأسيس المدينة وخالفها لأن العاملين به يتقاضون مبالغ لتسهيل المخالفات لأصحاب المصالح داخل المنطقة. وأردف: إن مياه المجارى غطت معظم شوارع منطقة «ابنى بيتك» لكن دون تحرك من قبل رئيس الحى إلا فى المناطق التى تربطهم بها مصالح شخصية. الحاج حسن عبدالحميد - صاحب مخبز داخل منطقة المرحلة الثانية من مشروع «ابنى بيتك»، عبر عن استيائه الشديد من المعاناة التى يعانى منها سكان المنطقة فى ظل غياب تام من المسئولين. وأضاف «عبدالحميد» إن المخبز تحيط به القمامة ومخلفات البناء من كل مكان ونظرا لأنها مشكلة يعانى منها قام بعمل شكوى فى جهاز مدينة السادس من أكتوبر ورئيس الحى، لكن دون جدوى مطالبا بحل هذه المشكلة ومواجهة أصحاب المحلات التى تفتح فى الشقق، حتى نتمكن من دفع الأقساط المطلوبة، متسائلا: من أين ندفع أقساطا وتم تحويل الشقق فى الميادين من سكنى لتجارى؟ وفى نفس السياق قال الحاج منصور خليفة إنه تقدم لشراء أحد المحلات فى المول التجارى بمنطقة المرحلة الثانية من مشروع «ابنى بيتك» ودفع المقدمة وباقى المبلغ تم تقسيطه، دفع أول قسط وعجز عن سداد باقى الأقساط، والتى تبلغ 85 ألفا كل ثلاثة شهور بسبب أن العاملين فى جهاز مدينة السادس من أكتوبر أعطوا الفرصة للسكان فتح محلات ومقاهى داخل الشقق بمخالفة القانون والشروط التى وضعها الجهاز نفسه، الأمر الذى أدى إلى منع مجىء الناس للشراء من المول التجارى. وأوضح «خليفة» أن الجهاز فرض على كل أصحاب المحلات فتحها وتشطيبها خلال ثلاثة أشهر وإلا يتم سحبها ورغم ذلك هناك أشخاص قاموا بشراء محلات وحتى الآن لم يفتحوها ولم يدفعوا أقساطها.