قبل أن تنتهي بشهرين فترته الرئاسية الأولي -الأربع سنوات- عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤتمر "حكاية وطن" يوم الأربعاء 19 يناير الجاري علي مدي ثلاثة أيام ليضع أمام الشعب ما تحقق في هذه الفترة القصيرة من عمر الزمن من إنجازات وليجيب علي الأسئلة التي تدور في أذهان البعض من أبناء مصر بإخلاص دون تزييف للحقائق وبصراحته المعهودة.. ومع كل إنجاز طرحه في المؤتمر كان الرئيس يؤكد أنه ليس البطل الأوحد في ملحمة البناء والتعمير.. بل إن الشعب كان هو صانعها بالعمل والصبر علي تحمل كل العقبات في سبيل أن تظل مصر دولة ذات سيادة وكياناً موحداً وعدم سقوطها نتيجة للمؤامرات الخارجية.. والتي في رأيي من بينها استغلال معاناة الناس من ارتفاع الأسعار وإرجاعها لسياسة حكومة السيسي في تعويم الجنيه والمشروعات الكبري التي يقيمها بدعوي أن الشعب لا يجد مردوداً اقتصادياً فوري لها في تحسين معيشته.. فتحثهم علي القيام بمقاطعة الانتخابات أو عدم اختياره لفترة رئاسية ثانية واختيار مرشح آخر يسهل بالتعاون معه الإستيلاء عليها وتنفيذ مخطط الربيع العربي ضدها كما حدث مع جيرانها وحتي لا يكتمل ما بدأه السيسي من مواجهة لقوي الشر والإرهاب وإحلال الأمن في شوارع مصر والوصول بها إلي مصاف الدول الكبري بالمشروعات العملاقة التي تتيح لها أن تكون مقصدا للاستثمارات العالمية.. ولكن لأن الشعب المصري محب لأرض وطنه وذكي ومتحضر فقد فهم لعبة أهل الشر الدنيئة.. وأؤكد أنه لن يستجيب لهذه المؤامرة وسيستمر في تحمل كل مشقة وسيذهب لصناديق الانتخاب ليقول كلمته ويختار من أجمعوا من قبل عليه وطالبوه بالترشح ليكون رئيسا لمصر.. وبهذا الاختيار تظل مصر دولة قوية ووطناً موحداً لكل الشعب الذي لا يمكن للسيسي أن يسمح بأن يكون مشرداً ذليلاً في بلاد أخري.. ولتكون في المستقبل إحدي الدول الكبري بما حباها الله من خيرات طبيعية ورجل اختاره لها ليحميها من أعدائها. و"حكاية الوطن" بدأت منذ أن أنقذ الرئيس السيسي مصر من حكم الإخوان المتأسلمين الخونة الذين تحالفوا مع أعدائها لتنفيذ المؤامرة العالمية لتقسيمها وإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط حماية لإسرائيل ولتظل الدول العربية كيانات ضعيفة مفككة.. فكانت وقفة الشعب وراء منقذه بنزولهم بالملايين إلي الشوارع والميادين في شتي المحافظات لتفويض الجيش في مقاومة الإرهاب في 30 يونيه 2103 وإعادة مصر لكل المصريين.. فلبي الجيش النداء ثم بدأ مراحل المواجهة لحماية الحدود من الإرهابيين.. والقضاء علي المؤامرات الدنيئة للإستيلاء علي أرض سيناء التي كانت في المخطط وطنا لأهالي غزة الذين توغلوا فيها وقتلوا جنودها واستولوا من مصر علي خيراتها وهربوها عبر الأنفاق.. ولأن الله يحب مصر وجعلها آمنة كما ورد في قرآنه الكريم أرسل لها عبد الفتاح السيسي ليهدم خطة دول الشر ويحمي مصر.. بل وفي تلك الفترة القليلة من عمر الزمان التي تولي فيها الرئاسة أسس نهضة صناعية وزراعية وإنشائية لمشروعات قومية كبري هي مصادر للخير والنماء لمستقبل الأجيال القادمة.. وهو في المؤتمر أكد علي إنه لا يملك إلا العمل.. وهو ضد التفكير بالتمني.. ولايمارس الكذب والخداع.. ولن يبني شعبيته علي حساب الدولة.. وأنه لا تحكمه إلا إرادة الشعب ومصلحة الدولة المصرية.. وأنه يدرك معدن الشعب المصري.. ولا يبدأ شيء إلا ويتمه ولا يخوض مغامرات غير محسوبة.. وأعتقد أن كل هذه الصفات وخاصة الأخيرتين يجب أن نأخذهما في الاعتبار حين نختاره هو فقط ليكمل فترة رئاسية ثانية ليكمل كل ما بدأه للنهوض بمصر ومستقبل شعبها .