جاء مؤتمر بيت العائلة المصري الأول تحت عنوان "معا ضد الإرهاب" ليؤكد أن النسيج الوطني المصري بطبعه ضد الفتنة الطائفية منذ أن جمعت مصر بين المسلمين والمسيحيين في نسيج واحد وحقائق التاريخ خير شاهد علي ذلك. وهذا النسيج القوي يدحض كل محاولات بث الفتنة بين المصريين. وفي هذا المؤتمر جاءت كلمات علماء الإسلام ورجال الدين المسيحي وخبراء الأمن لتؤكد أن وحدة المصريين وتلاحمهم أقوي من مؤامرات ومخططات خصوم مصر في الداخل والخارج.. وأن محاولات بث الفتنة والتي تعمل عليها جماعات الإرهاب المدعومة من الاخوان لن تحقق أهدافها فاستهداف الكنائس تكشفت أهدافه الحقيقية والمجتمع المصري كله يتصدي له بشجاعة وما حدث في محيط كنيسة حلوان خير دليل. وقد أكد علماء الإسلام ورجال الدين المسيحي أن يد الإرهاب الآثم لا تفرق بين مسلم ومسيحي بدليل أن جرائم الارهابيين وصلت إلي المسجد والكنيسة مما يجعل المصريين أكثر تلاحما من أي وقت مضي .. وطالبوا باستراتيجية مشتركة تستند الي قوة السلاح لمن لوثت أيديهم بالدماء. وكذلك المراجعات الفكرية ونشر الوعي وانقاذ هؤلاء الذين تعرضوا لغسيل مخ ولم يحولوا أفكارهم المنحرفة إلي أفعال عدوانية ضدأجهزة الأمن أو المواطنين أو منشآت ومرافق الدولة. استراتيجية المواجهة طالب الدكتور محمود حمدي زقزوق الأمين العام لبيت العائلة- الذي تحدث في المؤتمر نيابة عن الامام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر- باستراتيجية طويلة المدي بين الأزهر والكنيسة لمواجهة المؤامرات الداخلية من المتعصبين دينيا من الجانبين وكذلك الملحدين أعداء الاسلام والمسيحية. فضلا عن ضرورة تنسيق جهود الأزهر والكنيسة في إفساد التآمر الخارجي الذي له باع طويل في اشعال الفتنة الطائفية. وشدد الدكتور زقزوق علي أن المسلمين والمسيحيين إخوة منذ مئات السنين. فعندما جاء عمرو بن العاص لم يجبر أحداً علي اعتناق الإسلام وظل المسلمون أقلية لمدة قرنين من الزمان. فالذين قدموا مع عمرو بن العاص لم يزيدوا علي أربعة آلاف ¢فالدين للديان.. ولو شاء لوحد الأقوام¢ وأكد أن المصريين لن يفرقهم دين أو عقيدة بل تجمعهم المواطنة. ويواجهون معا الإرهاب والتطرف وكل أشكال الكراهية ويعملون معا لرفعة هذا الوطن وبناءه. مبديا إعجابه بوفاء الرئيس السيسي بعهده بإقامة صلاة عيد الميلاد بالكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية. پوأشار الدكتور زقزوق إلي أن الأزهر يطور مناهجه لتكون أكثر تسامحا وقبولا للآخر لتتفق مع صحيح الدين الذي يحترم عقائد الآخرين المسالمين لنا حتي لو كانوا بلا دين. أما أهل الكتاب وخاصة المسيحيين فلهم مكانة خاصة في الإسلام بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية. ووقائع التاريخ خير شاهد علي ذلك. تلاحم المصريين في الخارج من جانبها أكدت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين في الخارج ضرورة التكاتف والتلاحم لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله من خلال نشر صحيح الدين في الداخل والخارج.. مشيرة إلي أن بيت العائلة من أهم المبادرات الناجحة في جمع شمل الشعب المصري پوكشفت الوزيرة عن استراتيجية الوزارة في خلق تواصل فعال مع المصريين في الخارج. وربطهم بما يشهده الداخل المصري من تفاعلات وأحداث. وذلك بمساهمة بيت العائلة المصرية بفاعلية في تعزيز هذا التواصل. وتستهدف هذه الفاعلية استخدام بيت العائلة كمظلة وطنية تجمع المصريين في الخارج. تحت سقفها. بما يحافظ علي وحدة النسيج الوطني. داخليا وخارجيا. واستعرض الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماءومفتي الجمهورية السابق موقف الإسلام من أهل الكتاب والفتاوي المتسامحة التي جعلت الحضارة الإسلامية من أكثر الحضارات الإنسانية تسامحا وتأليفا بين كل الطوائف الدينية والإجتماعية بدليل أن بعض الدول التي دخلها الإسلام مازال فيها حتي اليوم أتباع للأديان الوضعية ومن لا دين لهم أيضا ومع هذا رفض الإسلام إكراههم علي الدخول فيه حتي لو كان المسلمون أغلبية. وأكد د.جمعة أن الإرهاب اللعين أهدر كل المعاني التي جاء بها الدين الإسلامي. لافتا إلي أن الجماعات الإرهابية أفسدت الدين والدنيا معا بقراءتهم المغلوطة لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.. مشددا علي ضرورة أن تكون حرب الدولة المصرية ضد الإرهاب شاملة. وأن نتحد ليس فقط من الناحية الأمنية والفكرية ولكن من باب فقه حب الحياة أيضا. واحة أمان للجميع وفي كلمته أكد الأنبا أرميا. الأسقف العام رئيس المجلس الثقافي الأرثوذوكسي. أن موجات الإرهاب انتشرت حول العالم وتكاد تدفع به إلي نفق مظلم. وترويع الآمنين في تحد صارخ لجميع القيم والأعراف الدينية والإنسانية. التي ترتفع بقيمة الإنسان وكرامته. الأمر الذي يجب علي الجميع أن يتكاتفوا لمواجهته. وأضاف أن الإرهاب التي وضعت بذوره أفكار سلبية متطرفة نحا معني الحياة واحقيتها للآخرين من جانب ورفض الجانب الآخر ما أدي إلي استحلال من ذنب أو جرم لتمتلئ أيامنا بنزيف دماء لا يتوقف. .مشددا علي أن تعاليم الإسلام ترفض كافة أشكال العنف والتطرف وتدعو إلي المحبة والتسامح والأخوة وتطالب بالرحمة والإحسان والعدل. واستشهد في حديثه بنصوص من الإنجيل وآيات من القرآن الكريم. مشيرا إلي أن حرية الاعتقاد علاقة خاصة في الوجدان بين الإنسان وربه. مؤكدا أن الموت لا يجلب معه إلا موتا ودمارا ولا يبني مجتمعات. لافتا في الوقت ذاته إلي أن السلام الحقيقي يحتاج إلي تفهم وعمل جاد وهو لا يتحقق بالكلمات. وأعلن تمسك كل مسيحي مصر بالمقولة الشهيرة للبابا شنودة¢ إن مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا¢ وما أكد عليه قداسة البابا تواضروس من أن المساجد والكنائس بيوت الله ويجب المحافظة عليها بالدم من كل المسلمين والمسيحيين علي حد سواء. وما تم في كنيسة مارمينا مؤخرا خير شاهد علي ذلك. أساس الإرهاب وقد أكد الخبراء الأمنيون وبعض المنشقين عن جماعة الإخوان الإرهابية أنها¢ الأب الشرعي ¢ لكل الجماعات الإرهابية التي حاولت ارتداء عباءة الإسلام في تنفيذ جرائمها ضد البشرية كلها بما فيهم المسلمين مما يعني أنهم أعداء البشرية كلها ويستبيحون الدماء والأموال والأعراض ووصل الأمر إلي ذبح وقتل المسلمين باسم الإسلام مما أدي إلي تشويه صورته في العالم.. وطالبوا بمزيد من التنسيق والتعاون بين المؤسسات الدينية المصرية ممثلة في الأزهر والكنيسة مع الجيش والشرطة وكذلك المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية وخاصة في ظل تطوير الجماعات الإرهابية لأدواتها التي تتيح لها مخاطبة المسلمين وغيرهم بمختلف اللغات وهذا ما يفسر إقبال عشرات الآلاف من المسلمين غير العرب في صفوف داعش والقاعدة وغيرهما منپ التنظيمات الإرهابية التي تحسب ظلما علي الإسلام.