الفنانة سميرة احمد واحدة من نجمات الزمن الجميل والفن الهادف.. صاحبة ملامح وروح مصرية خالصة وفي كل ادوارها التي جسدتها في السينما والتليفزيون كانت دائما اقرب إلي قلب المشاهد سواء كانت فتاة شابة حالمة او أختا او أما.. حققت جماهيريتها الكبيرة علي مدي سنوات طويلة من العمل الفني ممثلة ومنتجة قدمت خلالها نموذجا للفنان الذي يحترم مبادئه وجهوره.. هي "امرأة من زمن الحب" وهي "الشيماء" وغيرها من شخصيات ا رتبط بها المشاهد وحفرت من خلالها اسما لامعا في تاريخ السينما والتليفزيون النجمة سميرة احمد فتحت قلبها للجمهورية الاسبوعي وكان هذا الحوار: في البداية سألناها: * لماذا يتجاهل القائمون علي السينما الفيلم الديني رغم الحاجة الملحة اليه كإحدي وسائل مواجهة الفكر المتطرف؟ ** بالفعل هناك حاجة ضرورية لانتاج افلام دينية كما كان يفعل جيلنا في الخمسينات والستينات بوازع فقط من ضميرنا الفني.. فقد قمت بانتاج فيلم "الشيماء" وقامت الفنانة ماجدة بإنتاج "فجر الاسلام" وكانت هناك افلام علي مستوي فني راق مثل "الرسالة" و"خالد بن الوليد" ومع الوقت تراجع الاهتمام بالقيم وابتعدت السينما عن الفن الهادف لصالح الافلام المبتذلة والري وراء تحقيق الربح وغاب الفيلم الديني ولن يعود الا اذا دخلت الدولة بكل قوتها لانتاج افلام تبرز سماحة الاسلام وتقدم نماذجا جيدة للشباب بدلاً من عبده موتة وامثاله! * وهل يسمح المناخ العام وذوق الجمهور بنجاح الفيلم الديني؟ ** المناخ مهيئ لاستقبال اي عمل جيد يخاطب عقل ووجدان الناس فليس صحيحاً ان ذوق الجمهور هو الذي يقود السينما وعلي العكس فإن الفن الجيد يرفع من ذوقه ويربي بداخله الاحاسيس والمشاعر الراقية ففي الماضي كنا نحرص علي اختيار العبارات والالفاظ التي لاتخدش حياء المشاهد. * في رأيك هل تجدي صناعة الافلام في تصحيح صورة الاسلام امام القرب؟ ** طبعاً فالفن لغة عالمية يسهل فهمها. فكما يحاول الغرب تصدير مفهوم الارهابي المسلم في افهامهم إلي العالم يجب ان يأتي الرد من جانبنا بنفس الوسيلة فالفن يظل دائماً الاكثر تأثيراً واعتقد ان هناك الكثير من القضايا يجب طرحها والقاء الضوء عليها لمعرفة الخلل واصلاحه. * وماهي الافكار التي يمكن ان يطرحها الفيلم الديني الآن؟ ** الافهام القديمة معظمها كانت تتناول فترة ما قبل ظهور الاسلام وصدر الاسلام اما الآن فالوضع الحالي يتطلب التركيز علي افكار التسامح وقيمة العمل ونبذ العنف وتقديم شخصيات اسلامية مؤثرة وكتب التاريخ مليئة بإصحاب المبادئ التنويرية. * قدمت مثالاً طيبة لما يجب ان يقوم به الفنان تجاه وطنه عندما تبرعتي بملابس شخصيات افلامك الشهيرة لصندوق تحيا مصر. هل كنت تقصدين رسالة معينة؟ ** اولاً هذا شيء بسيط جداً امام التضحيات امام التضحيات الكبيرة التي يقدمها ابناؤنا من رجال الجيش والشرطة وقد جاءتني فكرة بيع ملابس للتبرع لتحيا مصر بعد ان وجدت البعض من البسطاء يقدمون كل ما لديهم في رضا وحب وقد تأثرت بالسيدة التي تبرعت بشبكية ابنها الذي توفاه الله في حادث سير.. وهذا جزء بسيط من فضل هذا الوطن علي. * قدمت اعمالاً تناصر حقوق المرأة فهل ترين انها حصلت علي حقوقها كاملة؟ ** "ده عصرنا الذهبي" فالرئيس منحنا حقوقاً كثيرة لم نحلم بها وهو دائماً نصير المرأة وهناك الكثير من القوانين في صالح المرأة ويكفي ان لدينا اربع وزيرات ومرشحة لليونسكو. * بعيداً عن الشأن العام متي تعودين إلي الشاشة؟ ** اجهز حالياً لتصوير مسلسل "بالحب هنعدي" في يناير القادم تأليف يوسف معاطي ويشاركني البطولة حسين فهمي وحسن يوسف ويوسف شعبان الذي شاركني مسلسل "اميرة من عابدين" واحمد فهمي وبشري وسوف يعرض في رمضان القادم انشاء الله. * وبالنسبة للسينما؟ ** لا افكر في السينما الآن فما يقدم علي شاشتها ضد مبادئي واخلاقي الفنية التي تربيت عليها فأنا عندما اتواجد امام جمهوري لابد ان يكون من خلال قيمة ورؤية فنية وانا في مرحلة لابد ان احافظ فيها علي تاريخي الذي صنعته علي مدار سنوات عديدة قدمت خلاله اعماله ضمن افضل مائة فيلم في السينما. * يقولون عنك "ديكتاتورة" في العمل فهل هذا صحيح؟ ** اذا كان البعض يعتبر التدقيق في اختيار فريق العمل المناسب والانضباط في مواعيد التصوير ديكتاتورية فأنا كذلك.. فتاريخي الفني لايسمح لي بالمخاطرة وانا من سيتحمل فشل العمل لاقدر الله وبالتالي دائماً هناك مساحة من التفاهم بيني وبين المخرج والمؤلف والمنتج في التشاور في اختيار الممثلين وهذا من حق بكل العمل. سر الجمال * ما سر احتفاظك الدائم بالشباب والحيوية؟ ** اهم شيء الاستيقاظ مبكراً والرياضة وفي يومي العادي استيقظ الخامسة فجراً اصلي واجلس في حديقة المنزل اتناول فطوري من الجبنة القريش والزبادي والعسل فأنا نباتية واتناول الخضروات مسلوقة وبعد ذلك اذهب إلي النادي امارس رياضة المشي اعود بعدها إلي المنزل استقبل احفادي نتحدث ونشاهد التليفزيون باستثناء برامج "التوك شو" التي مللت منها.. واطمئن تليفونيا علي صديقاتي وخاصة سميحة ايوب ونادية لطفي. * عندما تشاهدين افلامك القديمة ماذا تقولين لنفسك؟ ** اتمني ساعتها ان يعود الزمن الجميل لكل شيء كان جميلا واعود بالذاكرة إلي الوراء واتذكر كل كواليس الفيلم. * وما هي افلامك التي تعتزين بها؟ "ام العروسة" و"الشيماء" و"الخرساء" و"ليل وقضبان" والاخير لم ينل حظه من العرض بالرغم من قيمته الفكرية وشاركني بالبطولة الفنان الراحل محمود مرسي والصديق محمود ياسين.