أكدت الفنانة سماح أنور أن فيلم يوم للستات يستحق بالفعل دخول مهرجان كان لأنه عمل مختلف يتناول قضية جديدة علي السينما المصرية مشيرة إلي أنها كمنتج منفذ رفضت التمثيل بمسلسل كلمة سر حتي لا يتهمها البعض بأنها تنتج لنفسها رغم أنه كان لها بالعمل دور مهم وفضلت أن تكون منتجه.. وحول العلاقة مع الإعلام ورايها في هجوم البعض علي الفنانين والشائعات الفنية كان هذا الحوار مع الأهرام المسائي. في البداية كيف قرأت دخول يوم للستات مهرجان كان؟ لدينا شوق عارم بعيدا عن فيلم يوم للستات لدخول الفيلم المصري للمهرجانات الدولية ونتمني المزيد بشرط اختلاف الموضوعات والتنوع بعيدا عن النمط المتكرر الذي يقدم في السينما المصرية وهو الفقراء والمهمشون والمطحونون, وعن نفسي لا أحب تصدير هذه الصورة بشكل دائم عن مصر لأنها ليست الحقيقة وكفنانة أري أنه من الضروري أن نفعل ما نريد ولا نكتفي بالتنظير وحسب. هل كانت مفاجأة دخول الفيلم المهرجان؟ بالنسبة لي كان هذا خبرا سعيدا لأنه فيلم جيد ومن الجميل أن نمثل مصر في مهرجانات كثيرة. وماذا عن مسلسل كلمة سر كمنتجة ولماذا لم تشاركي في العمل كممثلة؟ المسلسل من الأعمال الجيدة التي فرحت جدا بعملها لأنه يحمل موضوعا مختلفا عن نوعية ما يقدم في الدراما مؤخرا فهو رومانسي تشويقي وايضا لدي تفاؤل كبير بفريق العمل خاصة لطيفة التي أراها فنانة مجتهدة وتحب عملها بشكل جيد.. أما لماذا لم اشارك في العمل كممثلة فهو لأنني من فترة طويلة لم أقم بالتمثيل وبعيدة عن المجال ولا أحب أن يقال أنني أنتجت لأعود للتمثيل خاصة وأنه ليس حقيقيا أنني عدت لأمثل ولو كانت هذه رغبتي لمثلت وتركت لمن يريد أن يقول ما يشاء. ما الذي دفعك لخوض تجربة الإنتاج؟ دخلت مجال الإنتاج لأنني ظللت لفترة طويلة أنظر كغيري من الفنانين ولم أفعل شيئا لتقديم فن جيد, أتحدث دائما عما أريد وما أود تقديمه في الفن ولكني لم أشارك بشكل عملي في تقديم ما أريده علي أرض الواقع ولهذا كان القرار وبالفعل قررت دخول مجال الإنتاج لمناقشة موضوعات أريد أن أتعرف عليها مع جمهوري كمتفرجة أولا قبل أن أكون ممثلة فأقدمت علي تقديم ما يفتقده المشاهد من دراما مختلفة. ما القضايا التي يجب أن تدق عليها الدراما؟ نحتاج الحديث عن الواقع وليس الغيبيات, نحتاج تقديم ما يساعد الناس في حل مشكلاتهم المادية والاجتماعية والتعليمية وما غير ذلك, نحتاج أيضا أن نعلم أبناءنا قيما جيددة ونعرفهم علي قيم سابقة تخلوا عنها بفعل التغيرات التي طرأت علي المجتمع, هل نحمل المنتج المسئولية؟ نعم المنتج مسئول عما ينتجه وأنا أعتبره أكبر المؤثرات علي العملية الفنية ولكن الأذواق تتحكم في صاحبها فلدينا السبكي ولدينا رمسيس نجيب والمشاهد يستطيع الاختيار الجيد في النهاية. وماذا عن الفنان, أليس مسئولا أيضا علي ما يشارك فيه من أعمال دون المستوي؟ للأسف الفنان يعترض ويشجب وبالنهاية يشارك في الفن الهابط وهو يعلم جيدا أنه يؤثر بما يقدمه علي شريحة كبيرة من المجتمع سواء بالسلب أو بالإيجاب, الفن برأيي تنويم مغناطيسي والمشاهد لا يمتلك أمامه وسائل للدفاع, الفن السيئ دمر المجتمع واتركوا نغمة دعم الدولة للفن وابدأوا بانفسكم إذ كيف تطالب الدولة بالاهتمام وانت المستفيد الأول من لا ترعاه. وماذا عن المسرح وهل هناك مشروعات مسرحية أمامك؟ المسرح بالنسبة لي هو الملك وأعشقه أكثر من السينما والتليفزيون ولكن للأسف لا يوجد مسرح فيما عدا تجربة أشرف عبد الباقي الذي لجأ إليها لأنه لم يجد ما يقدمه من فن جيد يرضيه كفنان, التجربة ناجحة لأنه عرف ماذا يحتاج المشاهد. وفي الحقيقة أثر في الناس تأثيرا إيجابيا ولكن إذا عاد فسأكون أول المتسابقين إليه. وماذا عن تقديم البرامج وهل راودتك هذه الفكرة؟ الاستعانة بالفنانين في البرامج موضة قد تأخذ من الفنان نجوميته ككمثل, كل مهنة ولها خصوصيتها والمذيع غير الممثل وطبيعة البرنامج قد تبحث عن مذيع من نوع معين مثل ما فعله محمد صبحي في برنامج مفيش مشكلة خالص, أعتقد هذه تدربة أفادت صبحي وأفادها صبحي لطبيعة البرنامج وما يتضمنه من مشاهد تمثيلية فيما عدا ذلك أعتقد أن الفنان الذي يقدم برنامج ويحاول السطو علي دور المذيع لن ينجح بل أنه سيخسر من رصيده الفني الكثير. هل نحن في حاجة إلي فن جديد من نوع خاص ؟ هذا ما نحلم به, نحن في حاجة إلي أعمال تصحح المفاهيم الخاطئة التي زرعها الفن نفسه من خلال أعمال اخترقت عقل الناس وشوهته, كثير من الأعمال صدرت مفاهيم خاطئة لدي الشباب ولابد وأن يصحح القائمون علي الفن هذه المفاهيم الآن من خلال التركيز علي الأعمال الجيدة, هناك قضايا يجب أن نتطرق لها مثل قصص الصعود والكفاح ولابد وأن يغير المنتج رؤيته بأنها قضايا لا تجذب المشاهد, بالعكس إذا قدمنا له نماذج جيدة أظن أنها ستلقي ترحيبا كبيرا. ما نوعية الأفلام التي من الممكن أن تقدمها سماح أنور للسينما كمنتجه وهل مازالت فكرة أفلام البلطجة والعنف هي التي تجذب الشباب؟ الشاب دائما يبحث عن من يشبهه في السينما ومن فترة طويلة كانت نظرته لا تقع إلا علي الممثل الخواجة في أفلام السينما الأجنبية حتي جاء محمد رمضان ونقل واقعا مرا بالفعل نعيشه وفي فترة كانت فيها السينما في حالة ركود ولكنه هوجم وبشدة. البعض أكد أنه لن يعيش طويلا؟ غير صحيح, رمضان فنان ليس هينا وكذب ما يدعيه البعض بأنه لن يعيش طويلا في التمثيل, سيكون من أهم فنانين مصر بالفعل وليس نجومية وحسب ولكن قدرة تمثيلية جعلته من أهم الممثلين التي أنجبتهم مصر وهو أيضا الآن يستطيع الاختيار الجيد بين ما سوف يقدمه بل أنه أصبح يفرض ما يريد تقديمه للجمهور سيكون من أهم الممثلين الذين سيغيرون السينما خاصة وأن الشباب يتأثر به ويحبه وفرصته جيدة للتغير. هل أحدث دخول التكنيك السينمائي علي الفيديو أي تغيير؟ دخول السينما علي الفيديو غير من الدراما ولكنه سحب منها أهم ما كانت تتميز به سابقا وهو طعم ورائحة العمل, الأعمال أصبحت كاللوحة المرسومة ولكن ليس بها روح فأصبح العمل بمجرد انتهائه لا يتذكره أحد, للأسف القضايا أصبحت لا تلامس الناس ولا تقترب منهم سابقا كانت الأعمال تحفظ وتستمر لسنوات طويلة رغم تواضع الإمكانيات. كيف قرأت حبس إبنة السبكي وهل سيواجة الفن نوعا من الرقابة؟ لا اؤيد الحبس بسبب الفن, ولكن ايضا لا أوافق علي إنتاج أفلام تسيء بالألفاظ أو غيره للمشاهد, نعم بعض الواقع مؤلم ولكن أيضا أغلبه جميل, لماذ التركيز علي ما يسيء إلينا وتقديمه أيضا بشكل مستفذ لتزيده قبحا علي قبحه, المنتج أخطر العناصر الفنية واي منتج يقدم عمل بالتأكيد هو مقتنع بما يقدمه وهناك نوعية منهم مقتنع بما يقدم لأنه يريد المكسب ويبحث عن المزيد وأخر يقدم عملا يريد من خلاله أن تتأثر به الناس وأن يترك بصمه لديهم, أحمل المسئولية للفنان الذي يعيش في مجتمع يعرف جيدا حدودة ولكنه لا يبالي ويذهب ليسساند منتجا لا يهدف إلا إلي الربح. كمنتج يمكنني البحث عن بدائل لتقديم قضية ما, الفن توصيل ما أريد ولكن بشكل راق, الفن لا يجب أن يكون مباشرا. وماذا عن مشكلة أحمد مالك ؟ هي مشكلة جيل كامل مضحوك عليه ولا يعيش في الواقع, الشباب مطالب بالمعرفة أولا ثم تكوين الرأي أي ما كان هذا الرأي, يجب أن يكون خارج منك بعد معرفة وليس نقلا عن صديق أو جماعة أو ناشط لا يعرف أموره جيدا, لا يهمني أن تكون مع أو ضد ولكن أن توجه عقلك بعد تفكير, أحمد مالك وغيره مضحوك عليهم يحتاجون للخروج من شرنقة السمع. قلت بعد وفاة الفنان ممدوح عبد العليم: سامحيني لا استطيع الحديث عنه, لماذا؟ لم أستطع الحديث وقت رحيله لأنني شعرت بخرس, فممدوح إنسان تتضاءل أمام رحيله الكلمات كونه من أفضل وأكرم وأغلي الشخصيات التي قابلتها في حياتي وكان متدينا ومنفتحا ومتفتحا لا يعشق الشهرة وحتي معاناته كانت منغلقة غير معلنة لا تخرج لغيره والكلام أمامه رخيص. لماذا أشعر أن هناك حالة من الجمود أو عدم الرضا بينك وبين الإعلام والصحافة؟ للأسف بعض الصحف وبعض وسائل الإعلام كانت سببا في خلق نوع من التوتر بين الفنان وجمهوره بنقل شائعات ما أو أخبار غير صحيحة عن الفنان وبالتالي يتأثر جمهوره بهذا الكلام ويخلق فجوة كبيرة بينهما ولهذا أفضل دائما التعامل مع الإعلام والصحافة بحذر شديد, وللأسف الإعلام والصحافة في مصر فقط تسييء للفنان ولا أعلم لماذا, نحن قوة ناعمة لا يجب أن يساء معاملتنا إعلاميا. كيف مرت أمامك ذكري ثورة يناير وماذا عن الجدل السائد عنها ؟ قلت ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي هو انتوا لسة بتقوله25 يناير و30 يوينو, بالفعل هذا لا يصح ومن يتحدث عن ذلك الآن لا يريد النظر للأمام, من يأتي بالماضي ويضعه في الحاضر أمامه ويتحدث هؤلاء لا ولن يفعلوا شيئا أو يقدموا جديدا.