دعا طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري لوضع خطة واضحة لإعادة إعمار الدول العربية التي طالها الربيع العربي مطالباً اتحاد المصارف العربية بتبني هذا الاقتراح ووضع خارطة عمل لتمويل عمليات الإعمار وتقديم تصور كامل للسياسيين في الدول العربية لتنفيذه. أكد عامر في كلمته بالمؤتمر المصرفي العربي ببيروت استعداد مصر للمساهمة في تمويل الدراسة المقترحة لإعادة الإعمار وتوفير الخبراء الاقتصاديين لإعدادها. قال عامر: إن جرأة اتخاذ القرارات الاقتصادية الصعبة في مصر تحسب للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أصر علي حسم الأمور للصالح العام. قدر جمال نجم نائب محافظ البنك المركزي المصري تكلفة النزاعات والاضطرابات والحروب في الدول العربية بنحو 800 مليار دولار حتي الآن وتم تدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل في بعض الدول التي طالها الربيع العربي. عرض نجم التجربة المصرية في الإصلاح الاقتصادي والتي كانت لازمة للخروج من المأزق الاقتصادي الذي تولد منذ عام 2011. مؤكداً أن الإصلاح النقدي وتحرير أسعار الصرف جذب تنازلات من الأفراد بنحو 57 مليار دولار بعد أن شهدت البنوك ندرة في التنازل عن الدولار خلال الفترة التي سبقت تحرير أسعار الصرف في نوفمبر 2016. قال نائب محافظ البنك المركزي: إن إجمالي حجم عمليات التجارة الخارجية المنفذة خلال الفترة منذ تحرير سعر الصرف حتي الآن بلغت 66 مليار دولار. أكد نائب محافظ المركزي تلبية كافة طلبات الدولار فوراً واختفاء قوائم الانتظار في البنوك واستحوذت البنوك المحلية علي حركة التعاملات واختفت السوق السوداء نهائياً. أوضح أن مبادرات البنك المركزي لتمويل الوحدات السكنية لمحدودي ومتوسطي الدخل بعوائد منخفضة تساهم في تحسين مستويات المعيشة. أشار نجم إلي أن المركزي مستمر في دعم الفوائد للمشروعات الصغيرة لتقليل حجم الاقتصاد غير الرسمي والذي يقدر حجمه ب 2 تريليون جنيه مصري ويمثل ما بين 45% إلي 50% من حجم الاقتصاد الكلي. أضاف نائب محافظ المركزي خلال جلسة الآثار الاقتصادية للنزاعات والحروب في الدول العربية أن العراق الشقيق يعاني اقتصادياً بسبب الأحداث وتم تدمير أكثر من 80% من بنيته الأساسية بالإضافة التي تآكل الاحتياطي النقدي وارتفاع نسب البطالة لتصل إلي 25% مقابل 12% قبل الدخول في دوامة "داعش" وقضت الحرب هناك علي 268 ألف نسمة وخلفت 1.3 مليون نازح نصفهم داخل العراق. أشار إلي أن سوريا تراجع احتياطها النقدي ليسجل 700 مليون دولار بعد أن كان 20 مليار دولار وبالنسبة للخسائر البشرية فقد خلفت الحرب هلاك 400 ألف نسمة ونصف سكان سوريا أصبحوا نازحين ولاجئين في دول العالم المختلفة. أضاف "سجل العجز التراكمي للناتج المحلي لسوريا نحو 226 مليار دولار. تدمير نحو 27% من مجموع الوحدات السكنية بالبلاد. وتدمير نحو 1417 منشأة تعليمية. وارتفعت نسبتا البطالة والفقر إلي 78% و0%. قال: الاحتياطي النقدي لليمن تراجع إلي 600 مليون دولار في مايو 2016 مقارناً بنحو 5 مليارات دولار في مطلع عام 2014. أدت الحرب إلي خسائر قدرت بأكثر من 15 مليار دولار. بلغت خسائر القطاع الزراعي نحو 16 مليار دولار. بالإضافة إلي عجز نحو 15 مليون نسمة في الحصول علي الرعاية الصحية اللازمة. قال: إن الحروب في ليبيا أدت إلي تراجع الاحتياطي النقدي هناك إلي نحو 70 مليار دولار في عام 2016 مقارناً بنحو 124 مليار دولار في عام 2012 وقيام أربعة مستشفيات فقط بوظائفها من إجمالي 98 مستشفي. وبلغت الأضرار بالمباني ذات الملكية الخاصة نحو 1.4 مليار دولار والمباني المملوكة للدولة نحو 1.03 مليار دولار. وبلغت الخسائر المهدرة الناتجة عن إغلاق الموانئ النفطية نحو 70 مليار دولار اعتباراً من أغسطس 2013 وحتي عام 2016 وتقدر تكاليف إعادة الإعمار بنحو 400 مليار دولار. دعا نائب المحافظ لإنشاء صندوق إنقاذ طوارئ عربي لتمويل الاحتياجات الطارئة للاقتصاديات العربية وبشكل خاص من أجل تمويل الاحتياجات الأساسية من مواد غذائية وسلع ضرورية للدول التي تستضيف النازحين واللاجئين.. وقيام الدول الكبري بدورها في توفير التمويل اللازم لإعادة الإعمار. أشار نائب المحافظ المركزي إلي أن عملية الإعمار تتطلب سياسات مالية واضحة وشجاعة لتحقيق تنمية عاجلة لتحسين بيئة الحياة للسكان.