قال جمال نجم، نائب محافظ البنك المركزي المصري، إن العالم العربي يشهد أوضاعا اقتصادية واجتماعية متدهورة بسبب النزاعات الداخلية بها، الأمر الذي سبب دمار البنية التحتية وتعرضها لخسائر مادية وبشرية جسمية تبلغ نحو 800 مليار دولار. جاء ذلك خلال كلمته بفعاليات المؤتمر العربي السنوي لعام 2017، والذي نظمه اتحاد المصارف العربية بلبنان، بحضور محمد الجراح الصباح، رئيس الاتحاد، ووسام فتوح، الأمين العام للاتحاد، وممثلي البنوك المركزية العربية وخبراء الجهاز المصرفي العربي. وأوضح "نجم" أن تلك التطورات تسببت في نزوح الملايين من مواطني الدول الشقيقة لأوروبا وغيرها من البلاد الأجنبية، طلبا للأمان والبحث عن ظروف أفضل، إذ وصلت خسائر البنية التحتية لتلك الدول وقطاعاتها الاقتصادية لأوضاع مأسوية، بعد أن كانت أوضاعها الاقتصادية أفضل لولا الحروب الأهلية، طبقا لتقارير مؤسسات دولية. وأضاف أنه من بين تلك الدول كانت العراق، إذ تسببت النزاعات الأهلية في تراجع الاحتياطي النقدي لها من 80 مليار دولار في 2013 إلى 49 مليارا بنهاية العام الجاري، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة إلى 25% و30% وتدمير 80% من البينة التحتية بقيمة تجاوزت ال350 مليار دولار، بخلاف تدمير 879 مبنى حكوميا و218 جسرا و14 نفقا وشبكة سكة حديد بطول 300 كيلومتر، وانخفاض قدرة الكهرباء في العاصمة العراقيةبغداد بنحو 8 ساعات يوميا. كما بلغت الخسائر البشرية قرابة ال268 ألف نسمة بنهاية أكتوبر الماضي منذ الغزو الأمريكي للعراق، ليبلغ عدد النازحين نحو 3.1 مليون لاجئ داخل الدول العربية المجاورة، وحدوث خسائر ثقافية وحضارية جسيمة بسبب تعرض المتحف الوطني العراقي لسرقة ما يقرب من 200 ألف قطعة أثرية، وتدمير بعض المواقع الأثرية. وأوضح أن الوضع في سوريا كان غاية في السوء، إذ تراجع الاحتياطي النقدي لها ل 700 مليون دولار بعد أن كان 20 مليار دولار قبل الأزمة ووصول العجز بالميزانية ل 226 مليار دولار، وتدمير 27% من الوحدات السكنية، وانخفاض قدرة الكهرباء بنسبة 62.5%، بجانب تدمير ثلث المرافق الصحية وعددها 780 مرفقا ب 248 مليون دولار، بجانب تدمير 1417 منشأة تعليمية بقيمة 123 مليون دولار، لترتفع نسبتا البطالة والفقر إلى 78% و60%. وذكر أن الخسائر البشرية في سوريا بلغت 400 ألف نسمة، ليبلغ عدد اللاجئين السوريين أكثر من نصف تعداد السكان، وحدوث خسائر ثقافية واجتماعية وحضارية لا تقدر بثمن.