نعم.. قضي الأمر.. وصدر أمر القتال.. أمر لا يستطيع أن يصدره.. سوي مجنون أومؤمن حقا بالله سبحانه وتعالي.. مؤمن أخذ بكل أسباب الأمر ثم توكل علي من بيده كل أمر سبحانه.. وهكذا كان الرئيس محمد أنور السادات - والعلم والحكم لله - ولذا ذهب إلي حيث يختلي العبد المؤمن بربه ومالكه وإلهه ويسجد بين رحمته ويدعوه بكل جوارحه ومرتكنات نفسه بالستر والنصر فضلا منه سبحانه وتعالي.. وهكذا ذهب السادات إلي ركن طفولته بقرية ميت أبو الكوم.. ذهب وبنفسه اختلي .. وبمالك أمره أختلي حتي سكنت نفسه واطمئن بالله.. وبهذا ذهب في اليوم التالي إلي مركز عمليات القوات المسلحة وهو مسلم لله مطمئن به .. والحمد والشكر والفضل لله.. بسياسة الإسلام لله التي تقوم علي قدمي .. الأخذ بعلمية الأسباب والتوكل علي عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم..نعود إلي حيث كانت الأسباب علي أرض الواقع.. نعود إلي تكاملية تلك الأسباب والتي أطلق عليها بالخطة الهجومية..¢ بدر¢ .. مسمي.. ¢حرب الأسلحة المشتركة¢.. نعم.. المشتركة تكامليا بإنضباط تدريب مشترك مسبق .. ثم منضبطة بتوقيت موحد قتالي.. ومنضبطة بإيمان حق بالله والوطن والقتال المفروض من الله.. ومنضبطة بقصاص حق..ومنضبطة بهدفين لا ثالث لهما هما.. النصر أو الاستشهاد بإذن الله.. وعند هذا الحد.. يتحتم السؤال عن تلك الخطة .. ¢بدر¢.. المنضبطة.. وعن القوات المشتركة ومهامها.. ثم عن بعض من الأرقام الدالة علي مسيرة ونتائج تلك الخطة بفضل من الله ثم بشيمة وقتال خير أجناد الأرض.. وحينئذ.. أدعو الله مخلصا له دعائي بأن تستلهم أجيال كريمة القرآن .. ¢مصر¢.. روح أسلافهم.. روح تلك الذكري التاريخية بانتصارها المجيد.. روح ما بهم من خير كثير وتليد قد لمسته وأدركته في كل لقاء لي بهم بجامعات ومعاهد إعداد القادة ومدارس ومدن مصر كلها.. اللهم آمين.. أولا.. سعت 1405 "الثانية وخمس دقائق ظهرا" زلزال ثلاثي الأبعاد النيرانية.. نيران قذف جوي.. نيران قصف مدفعي أرضي.. نيران قصف صاروخي بحري .. بغاية قتالية حربية واحدة في وقت موحد وهي ..¢ شل وتدمير مراكز قيادة واتصالات وقوة العدو¢.. إذن.. البداية قذف وقصف نيراني تدميري..¢ وتمهيدي للإشتباك المباشر القتالي¢.. ثانيا.. تحديد ميدان الحرب عسكريا فقط وهو.. ¢سيناء أرضا وجوا وبحرا¢.. وبكل ما يؤثر فيها حربيا .. إذن.. لم يكن العمق المدني للعدو الإسرائيلي من أهداف الغاية الحربية.. ولكن.. لم يغب ذاك العمق عن التخطيط المصري.. ولكنه كان مشروطا بتصرف العدو.. فإن ذهب لعمق مصر كما فعل من قبل.. سيطال السلاح المصري عمق إسرائيل أيضا.. ¢وبذات نوعية الاستطالة¢ .. فالسيئة بمثلها والبادي أظلم.. وقد كانت الصواريخ المصرية المطورة جاهزة وأهدافها محددة.. فقد أعلن الرئيس السادات وقال .. ¢والعمق بالعمق¢... ثالثا.. كان محددا بالخطة الهجومية ..¢بدر¢.. ثلاث مراحل قتال.. تتحكم مسيرة القتال ونتائجها في متي وكيف يتم الانتقال المتوالي من مرحلة لأخري.. وقد كانت المرحلة الأولي والأهم هي.. ¢التدمير الكامل لخط بارليف وبناء رءوس شواطيء بالضفة الشرقية لقناة السويس بعمق 5كم "خمسة كيلومترات علي الأقل" وتحصين تلك الرءوس دفاعيا بكل قوة¢.. وقد بدأ العمل القتالي لتحقيق تلك المرحلة الرئيسية سعت 1415 "الثانية وخمس عشرة دقيقة" بالاقتحام التدريجي المتوالي المخطط لقناة السويس.. المرحلة الثانية وقد كان مسماها في الخطة العامة هو .. ¢المدائن العالية¢.. وهي بلوغ خط المضايق والسيطرة الكاملة عليه وبناء خط دفاعي حصين وحاكم به.. ثم تكون المرحلة الثالثة والأخيرة والمرهونة بقوة وتمكين الخط الدفاعي بالمضايق وإعادة تشكيل وتنظيم القوات .. وهي التطهير الكامل لسيناء من دنس الاحتلال وبسط النفوذ المستحق المصري عليها.. وقفة هامة جدا... نعم.. عند هذا الحد السابق من التوصيف التخطيطي العام.. ¢والواقعي عمليا وتاريخيا¢.. يتحتم علي قلمي ومستهدفات تسجيله لذاك الواقع المصري التاريخي المشرف.. أن يقف وقفة فكر إستراتيجي ..¢نعم وقفة إستراتيجية¢.. يتحتم علي أجيالنا المصرية النابضة بعمق معان الحياة .. ¢أن تستلهمها جيدا¢ ..وتحميها من خيانة النسيان.. ومن محاولات العدو المستميتة الحالية لطمس أو تشويه تلك الفكرة وأصول حق معانيها .. والتي سنحاول تسجيلها الآن في بعض من الحقائق الآتية.. ثم نعود لذكري الانتصار وبعض أرقام نتائجه.. 1- الحرب والقتال .. ليس غاية تواجد حياتي ولا يجب أن تكون .. فهي مجرد وسيلة اضطرارية حتمية للدفاع عن حق التواجد الحياتي الكريم ..¢نعم وسيلة دفاع عن الحق المشروع¢... 2- بما أن واقع فطرة الحياة الدنيا هي ..¢العداء الزوجي بينيا¢ .. وبما أن ابتلاءنا الدنيوي هو.. ¢تغليب السلام علي العداء¢.. حتي تعمر الأرض بما ينفع الناس.. وبما أن غباء ظلمة وظلم العداء يحتاج لرادع قوي حتي لا يستشري ويحيل العمارة إلي خراب.. والنفع إلي ضرر.. إذن.. يتحتم علينا أن نكون دائما علي استعداد بعدة القوة الشاملة.. ¢لردع البغي والاعتداء فقط¢.. وليس أبدا للاعتداء الذي لا يحبه الله سبحانه وتعالي.. ولذا علينا الحذر الشديد من غرور وغواية القوة والإستعلاء الباطل بها.. 3- تظل الحرب واستخدام القوة قتاليا ..¢محرمة¢.. بأمر الله سبحانه وتعالي.. مادام للحل السياسي العادل الحق سبيلا.. 4- دائما نؤكد علي.. أن يبدأ أي طرف إنساني القتال .. ¢فهذا أمر ميسور¢.. أما أن يمتلك ويتحكم في إنهاء القتال.. ¢فهذا هو الأمر العسير¢ .. الذي ربما لا يملكه سوي من بدأ القتال بحق خشية الله وهو مضطر .. وقاتل ولم يقتل حين أتته منحه القدرة علي أسر عدوه الذي افتقد القدرة علي القتال.. أو استسلم.. أو ذاك الذي بدأ بحق القتال وبلغ مستهدفه المستحق.. وبات لا يرجو الإسراف في القتال والقتل غير المتعمد .. ذاك من يهبه الله منحة إنهاء القتال.. 5- بما سبق علينا أن نعلم.. أن خطة الحرب والقتال هي شيء .. وإدارة الحرب والقتال شيء آخر رغم ما بينهما من مشتركات تخطيطية.. 6- من حكمة علم وخبرة وإيمان ..¢الرئيس السادات¢.. أنه كان مستمسكا بكل ما سبق في حرب أكتوبر 73 المجيدة .. وتلك سمة خير أجناد الأرض المصريين فقط.. إلا من أغوتهم أنفسهم بعلم أو بجهالة وهم دائما قلة.. نعم قلة طمست ما بفطرتها من خير وذلك بجهالة توظيفية الحق.. في إطار الوقفة السابقة وبإتصال فكري وثيق بها.. ربما يسألني من أجيالنا سائل فيقول.. كيف تستوي حقيقة قول رسول الله صلي الله عليه وعلي كل الرسل وأمرنا بالتسليم برسالتهم دون أن نفرق بين أحد منهم..¢ بأن جنود مصر هم خير أجناد الأرض¢.. مع عدل الله في خلقه .. أي .. لماذا خص مصر بذلك..؟؟.. وبرؤيتي - والرؤية الحق لله - أري الإجابة فيما يلي من أمور ثابتة.. 1- الله سبحانه وتعالي هو ..¢العدل¢.. وهو الأعلم بعدله .. ونحن لا نحيط بعلم عدله إلا بما شاء فقط.. هذا لنعلم سعة السؤال وقلة إدراكنا لكامل وتكامل حق الإجابة.. 2- صفة ..¢خير أجناد الأرض¢.. صفة عامة أمام الاختيار الإنساني .. كأي صفة عملية علمية.. 3- مصر خلقيا تقديريا من العزيز الحكيم.. ¢اتسمت بالوسطية¢ .. في كل شيء.. جغرافيا.. مناخيا.. تاريخيا.. وذاك أملي علي شعبها الاتسام بالوسطية في كل شيء.. فصارت مصر بشعبها.. ¢خير أمة¢.. بصفة عامة.. وحين أدركت الإسلام لله من القدم وحتي اكتماله وتمام نعمته.. كانت ومازالت.. ¢خير أمة مسلمة لله¢.. بوسطية إسلامها لله.. 4- بما سبق.. صارت مصر علي مدار التاريخ .. ¢مطمع لكل طامع¢ .. فصارت في جهاد قتالي دفاعي لا يحق الإسراف في القتل .. وحتي الآن هي كذلك.. 5- كل عامل أي كانت طبيعة عمله.. هو جندي جند إمكانية لذاك العمل .. فإن كان عمله حق نافع.. صارت سمته هي الخير وصار خير جندي بمجاله.. 6- كل عمل خير بذات وسطيته الجهادية .. الفدائية .. النافعة.. المؤمنة لحياة الناس هو خير - كما ذكرنا وصاحبه من الأخيار أيضا - ولكن تلك السمة في العمل القتالي الذي فيه الفداء .. ¢بروح وحياة الجندي المقاتل¢.. هي وسطية رقي الجهاد.. وبذلك جعلت ذاك الفدائي.. ¢خير أجناد الأرض وعمله خير الأعمال¢ .. وهكذا المقاتل المصري حتي قيام الساعة.. 7- بذات مقياس عدل الله.. وبذات ما ذكرنا بقدر علمنا القليل.. فالتاريخ يثبت أيضا.. أن المصري حين يتخلي عن سمته الوسطية فكرا وعملا.. ¢يدفع ثمنا باهظا بسبب خيانة نسيانه لسمته¢ .. كما حدث عام 56 وعام 67.. وكما حدث لجزء منه قد ضلوا عن سمة رفعته.. فصاروا طرائد شتات ببقاع الأرض.. 8- مصر أرضا وشعبا لصيقة بسمة الرفعة اختيارا حسنا بإذن الله.. وصهاينة اليهود وإسرائيل تخيروا البغي والاعتداء علي عدل الله .. ويترصدون بالغدر للسمة المصرية.. وعلي أجيالنا انعدام نسيان ذلك أو مجرد الغفلة عنه شيئا قليلا.. خاصة وقد ارتبطت غايتها "إسرائيل" بمستهدفات البعض الدولي والإقليمي والقلة الضالة من المصريين .. وعلي أجيالنا أن تدرك أن ذاك الترصد مليء بثلاثية انتصارات مريرة له هم.. انتصار أكتوبر73.. وانتصار 31 ديسمبر عام 1999.. وانتصار 30 يونيو عام 2013.. اي انه إدراكا محمل بمسؤلية الحفاظ علي ما سبق من انتصارات تاريخية عظيمة.. ثم إنماء تلك الانتصارات بانتصارات أخري سياسية واقتصادية وعسكرية إن لزم الامر.. والآن.. نعود إلي حيث بعض الخطوط العريضة لانتصار أكتوبر عام 73.. وبعض من الأرقام الدالة علي ذاك الانتصار وتلك الخطوط وكذا الخطوات.. وسوف نبدأ بثلاثية الطيران والمدفعية الميدانية ثم البحرية المصرية.. وكيف كان العامل المشترك بين أطراف تلك الثلاثية الحربية القتالية المصرية هو.. سعت 1405.. أولاً: القوات الجوية: 1- تلك الطائرات انطلقت من قواعد جوية مختلفة في مسافاتها من خط قناة السويس.. وبحسابات المسافات والسرعات بدقة مصرية تخطيطية تاريخية.. كانت جميعها تعبر خط قناة السويس ..¢سعت 1405¢.. حيث رفعنا رءوسنا جميعا حينذاك ونحن نكبر اسم الله العظيم .. ¢الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر¢.. ولم تكن تكبيرات يماثلها أي تكبيرات.. ولم تكن نبضات قلوبنا سوي دعاء وتسبيح لم يسبق لقلوبنا العلم بعمقه ولا عظمته.. كذلك كانت دموعنا المتحرقة للقتال الذي بدأ .. ¢إنها لحظات ليست دنيوية قط¢.. نعم.. ليس لها وصف دنيوي معروف ولا معلوم من قبل.. ¢إنها لمسة سماوية¢.. والحمد لله.. 2- 220 طائرة "مئتان وعشرون طائرة" ميج 21.. وميج 21 معدل .. وسوخوي 9.. وحتي الميج 17.. وما كادت تعبر من فوق رءوسنا المرتفعة بطيرانها المنخفض وصوت تسبيحها المرتفع.. حتي ظهرت "التي رأيتها فقط" ثلاث طائرات إستراتيجية تي.. يو.. "تبولوف" علي ارتفاع متوسط.. وفوق خط قناة السويس انطلق من تحت جناحي كل منها.. صاروخ مجنح كبير.. "في حجم الطائرات ميج 17" وما إن أرسلت الطائرات تلك..¢ المجنحات الكبيرة التي تعلم أهدافها¢.. حتي استدارت وعادت لقواعدها سالمة بإذن الله.. 3- 20 دقيقة "عشرون دقيقة" وبينما كل منا حفيظا بتشوق لأداء مهمته القتالية.. عادت طائراتنا.. وتمايلت بأجنحتها تحية لنا "تلك تحية معروفة لنا" وكبرنا الله ردا للتحية وحمدا له.. عادت عدا خمس طائرات فقط.. عادت بخسارة نسبية قليلة جدا مقدارها 2% "اثنان في المائة" وكان أحد شهدائنا هو .. ¢عاطف السادات¢.. الأخ الأصغر للرئيس السادات رحمهما الله.. ثانيا.. مدفعية الميدان.. 1- سعت 1405 أيضا.. كانت الشريك الحاضر بزلزال..¢ رعده وبرقه¢.. المدفعي القاصف الذي احتضنت تكبيرات تسبيحه القتالي تسبيح رعد الطائرات .. وتسبيحنا المكبر لله العظيم والمنتظر زلزلة العدو بشراسة قتاله الحق.. 2- 2000 ماسورة مدفع "ألفان مدفع ميداني" 130مم و155مم.. يدعمهم المدفعية الصاروخية المحملة علي المركبات.. يشاركهم القصف مدافع الدبابات من فوق المصاطب المجهزة بغرب القناة.. 3- جحيم نيراني مصري قاصف ..¢لخط بارليف الحصين¢.. وجميع وسائل دفاعاته.. بما فيها حقول الألغام المرصوصة أمامه ومغطاة بالسلك الشائك وفتح ممرات محددة وآمنه به.. قصف استمر خمس عشرة دقيقة "15ق" هي زمن الإعداد لعبور .. وعبور أول فصائل جنود مصر من الضباط والصف والجنود إلي الضفة الشرقية لقناة السويس واقتحام خط بارليف ..ثم توالي طوفان العبور.. 4- بتلك المرحلة القصفية بالمدفعية الميدانية السابقة.. ثم استهداف 37 نقطة حصينة "37 نقطة حصينة وهم المكون لخط بارليف بنائيا" تحتل مسافة أرضية بقدر مائة وعشرة كيلومتر من مسافة طولية قدرها مائة وخمسة وسبعون كيلومتر "110من 175كم" هي طول أرضي لقناة السويس "طول المواجهة الشرقية للقناة".. 5- تتكون النقطة الحصينة بخط بارليف ..¢بمقياس أهمية موقعها الحربي¢.. من 10 إلي 26 دشمة رشاش متوسط وكبير "أي - بوصة و35مم" ومن 9 إلي 24 ملجأ أفراد.. ومن 4 دشمة سلاح مضاد للدروع ..م/د.. ومن 3 دشمة لأسلحة ..م/ط.. أي المضادة للطائرات .. ومن 2 إلي 4 مربض للدبابات في حالة قدوم الإحتياطي القريب لنجدتها "الذي علي مسافة من 3 إلي 5كم" ومن 3 إلي 5 موقع هاون متوسط وثقيل.. هذا بالإضافة لما أمامها من حقل ألغام .. وما يخرج منها "من مستودع خلفها" من إنبوب لضخ سائل كيميائي حارق "مثل النابالم" ذات درجة حرارة تصل إلي 700 درجة مئوية "سبعمائة" ..إلخ.. 6- عدد النقاط الحصينة السابق "37" مضاف إليه قوة الإحتياطي القريب "فصيلة دبابات وأخري مشاه ميكانيكي" يشكلان خمسة وعشرون موقع دفاعي.. يدعمهم الاحتياطي التعبوي المكون من أحد عشر موقعا علي مسافة من 6 إلي 8كم "ثمانية كيلومترات" وبكل موقع من سرية إلي كتيبة دبابات ومثلها مشاه ميكانيكي "حوالي 225 دبابة ومثلها عربات مدرعة حاملة للمشاه" مضافا إليهم مدفعية الميدان بعيدة المدي "175مم ومداها حوالي 32 كيلومترا" وهي قوة بها مراكز قيادة وإتصالات وتستطيع القيام بهجوم مضاد لحماية خط بارليف خلال من 1 إلي 2 ساعة.. ودائما ما يدعم ذاك الهجوم سلاح الجو الإسرائيلي من قواعده القريبة "المليز وتمادا ورأس نصراني".. وكل تلك المواقع كانت أهدافا.. للضربة الجوية المصرية والقصف المدفعي أيضا.. 7- يذكر المشير الجمسي "وقد كان رئيس هيئة العمليات الرئيسية حينذاك" في كتابه ص 319 "مذكرات الجمسي" أن القصف المدفعي قد استمر 53 ق "ثلاثة وخمسون دقيقة" وأن ما سقط علي المواقع الإسرائيلية في الدقيقة الأولي "خط بارليف" يقدر بعشرة الاف وخمسمائة دانة "10500 دانة x حوالي 5 كجم للدانة الواحدة كمتوسط أعيرة" وبمعدل 175 دانة في الثانية .. وقد ذكر موشي ديان .. وبعض الكتب التي خرجت بعد الحرب.. أن عدد المدافع كان يزيد عن 1850 مدفع.. ولكن الجمسي أكد أنها 2000 مدفع.. ثالثا.. البحرية المصرية.. 1- سعت 1405 أيضا..كان الشريك الثالث في إحداث الزلزال الحربي المصري هو ..¢البحرية المصرية تليدة التاريخ¢.. بكل أسلحتها ذات اليد الطولي القوية.. وفي مقدمتها المدمرات والغواصات المصرية.. 2- وأيضا كانت البحرية شريكا أساسيا في قصف مراكز قيادة وسيطرة واتصالات العدو في عمق سيناء من البحر الأحمر.. بواسطة صواريخ بحر/أرض من المدمرات والغواصات .. 3- أما مهمة البحرية المصرية الأساسية هي..¢ السيطرة الكاملة علي البحر الأحمر¢ ..وغلق باب المندب.. وتدمير أي مؤثر عدائي علي قواتنا في سيناء علي وجه الخصوص.. وعلي أي رقعة مصرية بصفة عامة.. 4- لقد شهد البحر الأبيض المتوسط ..¢حدث جلل¢.. شهد كيف أحالت البحرية المصرية موانيء إسرائيل الحربية "أشدود وحيفا ويافا" إلي قطع من جحيم مستعر.. وكيف كانت القطع الحربية الإسرائيلية تتسارع إلي الرقود غرقا في قاع البحر ربما لتطفيء إلتهابها.. ولما تساءل البحر عن تلك الجسارة المصرية.. قيل له .. إنه الثأر قصاصا بعدل الحق .. فقد أغارت طائرات العدو علي ميناء الزعفرانه بتاريخ 9/9/1969 وقذفت غدرا.. وقتلا .. قطعتان من البحرية المصرية كانتا راسيتان بمربضهما البري.. ملاحظتان هامتان 1- ما قامت به أسلحة القوات ..¢الجوية والبحرية والمدفعية الميدانية¢.. سعت 1405.. كان مجرد تمهيد نيراني.. تكسير عظام مراكز قوة العدو.. وبداية للحرب الشاملة.. وبداية لمهام قتالية أخري.. 2- بعد ما قامت به الأسلحة الثلاثة السابقة من بركان زلزالي حربي مصري.. كان يتحتم خروج بيانا يخاطب به العالم .. ولذا خرج البيان العسكري الأول سعت 1410 يقول..¢ قام العدو في الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم.. بمهاجمة قواتنا بمنطقتي الزعفرانه والعين السخنة.. بخليج السويس .. بواسطة عدة تشكيلات من قواته الجوية عندما كانت بعض زوارقه البحرية تقترب من الساحل الغربي للخليج.. وتقوم قواتنا خاليا بالتصدي للقوات المغيرة¢ ..!!!.. نعم كان بالبيان لمسة سياسية دولية ..¢ولكن الأهم هو¢ .. أنه أعلن للشعب المصري مؤكدا..¢ أن مصر لا تنسي قط دماء شهدائها .. ولا تفرط قط في حبة رمل من أرضها .. ولو بعد حين¢.. والآن.. وقبل أن نذهب إلي حيث بداية طوفان العبور الذي بدأ بعد صدور البيان بخمس دقائق.. ¢أي سعت 1415¢.. فإن من حق القاريء المصري والعربي والمسلم أن يعلم كيف كانت أثار.. وأصداء.. ذاك الزلزال المصري ..¢في إسرائيل¢.. وفي العالم كله ووسطه أمريكا خادم إسرائيل الأمين وخاصة .. ¢اللوبي الصهيوني بها¢.. 1- فقد الإعلام المرئي والمسموع في إسرائيل توازنه وصار علي نمط ما كان يبثه عام 1967.. ففي الفواصل الإعلامية يبث بعض الأكاذيب مثل..¢ قام المصريون والسوريون بعملية غادرة مستغلين فرحة الشعب الإسرئيلي بعيد .. ¢كيبور¢.. وبذاك الغدر الأعمي كتبوا نهايتهم بأيديهم¢.. وأخري تقول ..¢ لقد أقدم الجيش المصري علي عمل أحمق سوف يدفعون ثمنه غاليا¢ ..وأخري تقول.. ¢يقوم الآن سلاح الجو الإسرائيلي بتكسير عظام المصريين¢.. وتقول أخري .. ¢لقد غطت جثث القتلي المصريين مياه قناة السويس¢.. إلخ إلخ.. 2- أما علي المستوي الشعبي .. فقد كان القلق الشديد .. والريبة.. هما المسيطر الأعظم..!! 3- أما علي المستوي الرسمي.. فقد كان الصمت هو سيد الموقف..!! 4- في كتاب ..¢التقصير¢.. الذي اشترك في كتابته ستة من أبرز الصحفيين والمراسلين الإسرائيليين عقب الحرب ..¢قولهم¢.. إن أخطر تقصير إسرائيلي هو ..¢حقيقة¢.. فقدان الشعب الثقة في قيادته السياسية والعسكرية.. وحدوث الخوف الشديد لدي تلك القيادة .. من عدم تحمل الشعب ..¢الفشل والهزيمة¢.. ويقولوا .. مع تخبط الإعلام الإسرائيلي.. وفقدان الثقة في القيادات الإسرائيلية ..¢خيمت الكآبة واليأس¢ ..علي الشعب الإسرائيلي.. فلم تجتاج إسرائيل أزمة اجتماعية ونفسية بهذا العمق من قبل.. فقد اكتشف الشعب .. ¢حقيقة الوهم¢.. الذي كانت تصوره لهم أجهزة الدعاية الإسرائيلية .. وقد عبر عن ذلك أحد الجنود بعد عودته من خط قناة السويس بقوله ..¢الموت مسموح به عندنا أما معرفة الحقيقة فإنها محظورة¢.. 5- يقول د.حمدي الطاهر في كتابه..¢ حرب أكتوبر في الإعلام العالمي¢.. وهو الصحفي الذي عايش الحرب يوما بيوم من الجانب المصري..¢ ظهرت جدية الرأي العام العالمي وواقعيته عندما رأي شجاعة الجندي المصري¢.. 6- بينما كان ..¢محمد حسن الزيات¢.. وزير خارجية مصر حاضرا بالجمعية العامة للأمم المتحدة.. راح فأرسل رسالة مكتوبة تفيد بأن إسرائيل بدأت القتال .. ودعا فيها جميع الدول المحبة للسلام إلي الوقوف لجانب مصر في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.. ¢ولم يطلب عقد اجتماع لمناقشة ذاك العداون¢..!!.. وقد كان ذلك مسبق التخطيط..!! 7- أما ..¢أبا إيبان¢.. وزير خارجية إسرائيل فقد عقد مؤتمرا صحفيا.. أكد فيه علي أن عدوان مصر وسوريا هو بمثابة ..¢بيرل هاربر¢.. "التي تعتبرها المشاعر الأمريكية عملية..غدر" وأن مصر كانت تستعد لذاك الهجوم من وقت طويل .. وأنه ليس بمقدور أحد عبور قناة السويس .. ¢كما فعل المصريون¢.. دون إستعداد وإعداد مسبق.. ثم ختم كلامه بقوله.. ¢إن إسرائيل لن تنقل هذا الموضوع العدائي إلي الأممالمتحدة في الوقت الحاضر.. لأن العالم كله قد عرف أنها ..¢عاجزة¢.. عن اتخاذ قرار يدين العرب¢.. 8- أصدر ست عشرة دولة عربية "16 دولة" بيانا مشتركا .. ¢تدين فيه اعتداء إسرائيل¢.. وتؤكد أنها وضعت كل إمكانياتها للدفاع عن مصر وسوريا ضد إسرائيل.. 9- أما..¢كيسنجر¢.. وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية.. فقد أرسل برقية عاجلة إلي ..¢الملك فيصل ملك السعودية¢.. يناشده فيها التدخل لوقف القتال من جانب مصر.. فكان رد الملك عليه كالآتي ..¢إن مسئولية الصراع الدائر في الشرق الأوسط تقع علي عاتق أمريكا وإسرائيل.. وإسرائيل كانت هي البادئة بالهجوم.. الذي هو إحدي حلقات سياستها التوسعية¢.. 10- قالت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن وزارة الدفاع الأمريكية.. أن الأسطول السادس الأمريكي بالبحر الأبيض المتوسط يتحرك إلي حيث منطقة القتال "50 قطعة بحرية . 200 طائرة . ومرابط أمام السواحل السورية اللبنانية منذ عام 1970" للحيلولة دون هجوم سوري علي إسرائيل.. وقد أكد .. ¢جيمس شليزينجر¢.. وزير الدفاع الأمريكي .. ¢والأميرال توماس ميرور¢.. رئيس أركان حرب القوات الأمريكية.. ومجموعة الأمن القومي المسئولة عن الحالات الطارئة..¢ قد عقدوا اجتماعا للنظر في تلك الحالة¢.. وأنهم لم تكن لديهم معلومات مسبقة عن.. تلك الحالة .. وكذا عن تحرك الأسطول السوفيتي "خمسون قطعة بحرية" بالبحر المتوسط.. في السياق السابق.. أعلن المتحدث الرسمي باسم.. ¢البنتاجون¢ .. السيد.. ¢مكلوسكي¢.. أن أمريكا لن تعارض تدخل مجلس الأمن في هذه الحالة.. وأنها لا تملك معلومات حالية عن من بدأ القتال.. وأن ما كان لديها من معلومات كانت تفيد بأن إستعدادات مصر.. ¢كانت دفاعية¢.. وكان ذاك الموقف حتي تاريخ مساء الجمعة الخامس من أكتوبر عام 73.. وهي تسعي الآن بواسطة ..¢كيسنجر¢.. مع كل من مصر وإسرائيل .. ¢وكذا فالدهايم¢.. أمين عام الأممالمتحدة.. والسفير السوفيتي .. ¢دوبرنين¢.. وكل من السعودية والأردن.. بمحاولة ضبط النفس.. كما ذكر .. ¢مكلوسكي¢.. عدم علمه بإذا كان قد جري حديث بين ..¢نيكسون وبريجينيف¢.. علي الخط الساخن أم لا.. 11- صحيفة..¢برافدا السوفيتية¢.. اتهمت إسرائيل بتحدي كافة قوي السلام في العالم .. وقالت..¢مرة أخري يقدم صقور تل أبيب علي عمل متفجر سافر.. وأن حكام إسرائيل يتحملون مسئولية خطيرة عن العدوان¢.. وذكر مراسل البرافدا في القاهرة..¢أن العدوان قد أعد له بدقة وخطط له في تل أبيب¢.. 12" أما بيان الخارجية الهندية والذي أكد أن.. ¢أنديرا غاندي¢.. ألقت علي عاتق إسرائيل مسئولية إندلاع الحرب والقتال في الشرق الأوسط.. فقد قال .. ¢إننا نقف بكل عواطفنا مع العرب الذين بلغت معاناتهم درجة الانفجار.. إن قضية العرب قائمة علي العدالة¢.. وإلي لقاء إن شاء الله ملاحظة هامة بخبرة الماضي أقول للحاضر .. ¢حين يتم تغيب الحق عن الإعقال السياسي.. فالعدل هو فرضه عمليا بالقوة المخططة بإحكام.. فليحذر كل من يظن أنه في مأمن من العدل¢..