رغم قيام هيئة النقل العام بطرح أتوبيسات جديدة للقضاء علي الزحام والتكدس. إلا أن سوء توزيع الخطوط الجديدة أدي إلي حرمان مناطق من المواصلات العامة. في حين أن هناك بعض الخطوط تعاني من قلة الركاب مما يعد إهداراً للمال العام. ومن جانبهم أكد الخبراء انه لتطوير منظومة النقل الجماعي يجب ربط خطوط هيئة النقل العام بنهايات خطوط المترو وتوحيد التذكرة بينهم. يقول مصطفي عبدالله- موظف- إن دفع هيئة النقل العام بخطوط أتوبيسات جديدة شيء ايجابي يستحق التقدير. لكن ينقصه التوزيع الصحيح علي المناطق المحرومة بطريقة صحيحة لأن التوزيع الخاطئ ينتج عنه ازدحام مروري بالشاعر بلا داع. وعمد تقديم خدمة للمحتاجين فعلياً مما يسبب خسائر مادية لا حصر لها لعدم استغلال الأتوبيس بشكل صحيح. فلا يعود علي المواطنين والهيئة منه سوي التلوث البيئي علاوة علي هدر الوقود دون جدوي. يشاركه الرأي جمال صبري- من سكان مدينة الشروق- مؤكداً أن المدينة محرومة من المواصلات العامة. فلا يوجد سوي الميكروباص فقط من موقف العاشر وهو الوسيلة الوحيدة للدخول والخروج من المدينة مما يسبب في تكدس الركاب يومياً علي المحطات. ورغم شكاوي السكان لرئيس جهاز المدينة إلا اننا لا نزال نحلم بمواصلات هيئة النقل العام. يضيف حازم فكري ان خطوط السير لأتوبيس النقل العام لا تتمتع بطول المسافات الذي يحقق الوفر في ميزانية الراكب التي يخصصها لبند المواصلات. وهذا من أهم أسباب عزوف الركاب عن الأتوبيس وتفضيل مترو الانفاق الذي تسمح تذكرة واحدة منه بالتنقل عبر الثلاثة خطوط من خلال المحطات التبادلية. مناشداً المسئولين بضرورة وضع استراتيجية محكمة للنقل الجماعي للنهوض به. يقترح طارق صلاح ضرورة وجود تكامل بين النقل السطحي ومترو الانفاق حتي يكون هناك سهولة ويسر في حركة النقل الجماعي بالقاهرة الكبري. حيث يتم ربط خطوط الأتوبيس من نهايات خطوط المترو مما يحقق الرضا لدي الركاب ويحقق السيولة المرورية بالشارع. الدكتور أحمد موسي- خبير هندسة تخطيط النقل والمرور ومستشار وزير النقل الأسبق- يقول إن شبكة النقل سواء أتوبيسات النقل العام. والمترو والسكة الحديد تحمل أقل من 30% من حجم الرحلات اليومية المطلوبة داخل القاهرة الكبري. فشبكة أتوبيس النقل العام تعطي 200 أتوبيس لكل مليون فرد وهذا رقم هزيل جداً بالمقارنة مع دولة مثل كوريا الجنوبية التي تعطي أكثر من 1500 أتوبيس لكل مليون فرد. لذلك نحتاج إلي استراتيجية وخطة لحل أزمة المواصلات في العاصمة تتضمن إنشاء منظومة نقل متكاملة لا تعتمد فقط علي المترو بل علي تنوع وسائل النقل المختلفة والمترابطة مع بعض. وتشمل حزمة حلول غير تقليدية لها نفس كفاءة مترو الانفاق وفي نفس الوقت أرخص وأسرع في التنفيذ مثل إنشاء شبكة أتوبيسات سريعة تغطي القاهرة. فالطاقة الاستيعابية للأتوبيس السريع تقترب من المترو وتتميز أيضاً بسرعة التنفيذ والإنشاء. يقترح موسي عدة محاور استراتيجية لتطوير النقل الجماعي كما وكيفاً. من خلال إنشاء شبكة من الأتوبيس السريع علي المحاور الرئيسية. وان يكون هناك تكامل بين وسائل النقل بربط خطوط أتوبيس النقل العام بشبكة مترو الانفاق الذي يعتبر العمود الفقري لشبكة المواصلات والمحطات الرئيسية من خلال مسارات محددة بصورة دقيقة وفي أوقات زمنية منتظمة. وانهاء معظم ورحلات السكك الحديد القادمة من الوجه البحري والقبلي عند المحطات النهائية لمترو الانفاق عند شبرا الخيمة والمنيب. مع إنشاء محطات تبادلية للنقل العام ومناطق انتظار وخدمات مكملة عند أطراف الإقليم. وربط المدن والتجمعات العمرانية الجديدة بخطوط أتوبيسات نقل جماعي. معتبراً ان توحيد وسيلة الدفع سواء بالتذكرة أو الكارت الذكي من أهم بنود التكامل لنتمكن من إغراء المواطنين باستخدام أتوبيس النقل العام. بحيث تكون التذكرة الخاصة بالمترو هي نفس التذكرة التي نستخدمها في الأتوبيس كما يحدث في فرنسا وغيرها من الدول المتقدمة مع ضرورة بحث سبل رفع استثمارات الدولة من النقل التي لا تتعدي 8 ملايين دولار وذلك بالسماح للقطاع الخاص بالدخول كمنافس لتخفيف العبء المالي علي ميزانية الدولة.