تستعد السلطة الفلسطينية لرفع قضايا قانونية ضد بريطانيا في حال أصرت علي الاحتفال بمئوية -وعد بلفور- الصادر يوم 2 نوفمبر عام 1917. حيث يصر المسئولون الفلسطينيون علي ضرورة اعتذار بريطانيا عن إصدار هذه الوثيقة. طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الكلمة التي القاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمر الماضي . السلطات البريطانية الحالية بتقديم اعتذار عن إصدار "وعد بلفور" . ومنح تعويضات للفلسطينيين علي احتلال أراضيهم. كما أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن حكومته تعد خطة لمحاكمة بريطانيا بسبب إصدار "وعد بلفور" و تمادي الحكومة البريطانية بالإصرار علي الاحتفال بمئوية وعد بلفور .بدلًا من الاستجابة للمطالب الفلسطينية بالاعتذار عنه . في هذا السياق اكد بركات الفرا السفير الفلسطيني الأسبق بالقاهرة انه لابد من التحرك في كل الاتجاهات وليس فقط في محكمة العدل الدولية وأشار أنه يجب اللجوء إلي الأممالمتحده واستخدام العلاقات البرلمانيه الفلسطينية مع الدول والاحزاب والقوي السياسية. ويري الفرا ان وعد بلفور كوثيقة ليست مهمة لأن حكومة الانتداب البريطاني في هذا الوقت مكنت اليهود من احتلال فلسطين فقد أعطوا اليهود 250 الف دونم من الاراضي مجانا وتم تأجير 280 الف أخري لهم علاوه علي تسهيل عمليات الهجرة لليهود الي فلسطين وكانوا يفرضون ضرائب باهظه علي الفلاحين حتي لا يكونوا قادرين علي زراعتها كما جعلوا التوظيف لليهود فقط مما جعلهم يقيموا دولة إسرائيل ولولا ذلك ما كان سينفذ الوعد المشئوم. واضاف انه إذا حكمت العدل الدوليه لصالح فلسطين فإن الحكم سيعرض علي مجلس الأمن الدولي رغم ان بريطانيا لديها حق الفيتو وهو ما يعني ان ما نقوم به هو محاولة التحرك في الجمعيه العامه للأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان الدولية حتي يشعر العالم بأن بريطانيا هي المسئولة عن ما حدث للشعب الفلسطينيز من جانبه يقول غازي فخري عضو البرلمان الفلسطيني ان الدعاوي القانونيه تأخذ الكثير من الوقت في المحاكم الدولية وعلينا ان نحاول منع اقامة هذا الاحتفال بطرق أخري وهو ما قمنا به حيث عقد اجتماع بمقر اتحاد المحاميين العرب لمناقشة الأمر وتم الاتفاق علي الدعوة لمؤتمر في الثاني من نوفمبر يضم الأحزاب والقوي الوطنية والاتحادات والنقابات وسوف يتم عمل مذكرة رسميه بتوصيات المؤتمر وتقديمها إلي السفير البريطاني . و تسائل فخري كيف يحتفلوا بدلا من الاعتذار للشعب الفلسطيني علي الجرائم التي ارتكبتها بريطانيا بعقد وعد بلفور؟ وعلاوه علي ذلك يقوموا بدعوة رئيس الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو إلي الاحتفاء في لندن وهو ما يعد دعما كاملا لقوي الاحتلال ضد حقوق الشعب الفلسطيني . وطالب فخري من كل أصدقاء الامه العربيه في العالم ان يضغطوا علي بريطانيا لإلغاء هذا الاحتفال وايقاف عملية التغزل بالمآسي للشعب الفلسطيني مشيرا إلي أن هذا التصرف موجه ضد العرب كافه وليس للشعب الفلسطيني فقط مطالبا ان تقف الامة العربيه بكل نقاباتها واحزابها ومؤسساتها لكشف الدور الذي تتخذه بريطانيا و الذي مازال مستمر حتي الآن . في الوقت نفسه يقول السفير ابراهيم الشويمي مساعد وزير الخارجية الاسبق للشئون الافريقية انه من حق الفلسطينين اقامة دعوه في المحكمة الدوليه ضد بريطانيا لما قد يؤدي الاحتفال بوعد بلفور من آثار نفسيه واعلامية سيئة علي الشعب الفلسطيني وقال انه علي العرب ان يقفوا مع الفلسطينيين وأن يتم ترتيب حمله اعلاميه سياسيه كبيره وتقديم دعوة أمام المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن الدولي مشيرا الي ان هذه الجهود قد لا تؤتي ثمارها سريعا الا انها اجراءات مطلوبة ومن واجبنا حتي ولو لم تجدي نفعا. واوضح الشويمي انه تم تشكيل لجنة قانونيه خلال القمة العربية بعمان في مارس الماضي حيث تم اصدار قرار خلال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة بتشكيل اللجنة منوها الي انها قضيه قانونيه سياسيه وعلي المحكمه الدوليه النظر فيها سياسيا إعلاميا . واشار الي ان الإستماع لاحكام المحكمه الدولية او عدم تنفيذها لن يكون الجدال لأنها رفضت سابقا انشاء الجدار العازل الاسرائيلي ولكنه موجود إلي الآن وهذه الأحكام يتم الدفع بها من اجل الصالح الفلسطيني حيث انها سند لها في اي قضيه أخري للتأكيد علي عدم شرعية الاستيطان وإدانة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي. ودعا الشويمي نقابة الصحفيين في مصر ونقابة الصحفيين العرب الي اجتماع عاجل والإعلان عن رفضها لهذا الوعد المشئوم وهذه الذكري المؤلمه للفلسطينين وللعرب وتوضيح ما نتج عن هذا الوعد من ضياع حقوق الفلسطينيين حتي أصبحوا لاجئين في مختلف دول العالم مؤكدا انه علي كافة النقابات الاعلان عن تنديدها لهذا الاحتفاء وان تقوم المنظمات وجمعيات حقوق الانسان بالتنديد بمثل هذه الممارسات العنصرية.