پ أؤكد أن ما جري في الواحات هو مؤامرة مكتملة الأركان. ولم تحدث للمرة الأولي. فمن قبل تم الوصول لخلية تابعة لحسم. وعناصر أخري قادمة من ليبيا. ومنهم زعيم الجماعة أشرف الغرابلي. الذي تتبعه الأمن. حتي وصل إليه في شبرا. وتبادل معه إطلاق الرصاص حتي أرداه قتيلاً. مصر عقب الثورة كانت منطقة جاذبة للإرهابيين وليست طاردة لهم. بسبب عدة عوامل سوف نفصلها. وهو ما أدي ذلك إلي احتضان أعداد كبيرة من المسافرين إلي الخارج للمشاركة في القتال بالجبهات المفتوحة سواء بليبيا أو العراق. أو سوريا.پ لتوضيح الأمر بدقة أكبر. فإن مصر عقب ثورة 25 يناير تعرضت لانهيار أمني لم يسبق له مثيل. حتي كانت اللجان الشعبية هي التي تقوم بمهمة الأمن في أوقات كثيرة. وأصبح بالدولة مناطق متنوعة خارج السيطرة. ومنها سيناء التي وصل إليها السلاح من الشرق والغرب. وبعض مناطق الصعيد. التي تعرض فيها المسيحيون لأكبر هجمة. طالت أراضيهم ومنازلهم وكنائسهم. وتحديداً بمحافظة المنيا.پ في هذه الفترة تدفقت جميع أنواع الأسلحة. ومنها السلاح الثقيل المتقدم. الذي وصل إلينا عبر تجار الأسلحة من مخازن القذافي.پوعبر خطة واضحة من هذه الجماعات تم تكديسه في مخازن. وأنفاق. وفي شقق بالقاهرة. لاستخدامه واستعماله پوقت الحاجة.پ وفي هذه الفترة أقيمتپمعسكرات تدريب. وتحديداً بالقرب من محافظة أسيوط. وفيپالواحات. وبالفيوم. وفي سيناء. ولم يلتفت أحد من المسئولين الأمنيين في هذه الفترة لتلك المعسكرات. ويمكن أن نقول بصراحة. إنه لم يكن أحد لديه القدرة علي اتخاذ أي قرار يتعلق بفتح مواجهات مباشرة مع هذه الجماعات. بل واضطروا لإصدار قرارات تتعلق بالعفوپعن قيادات الإرهاب. وإخراجهم من السجون. ومنهم أحمد عشوش. ومحمد الظواهري. ومحمد حجازي. وغيرهم. وذلك في الأثناء التي عاد فيها الباقون من أفغانستان.پ تحول ميدان التحرير في فترة الثورة إلي منطقة لنشر الأفكار الإرهابية. وتم استغلال الفعاليات الثورية والخيمات لتجنيد عناصر جديدة. ورأينا كيف أن عادل عوض شحتو. قد أنشا تحالفاً جهادياً من داخل الميدان. وكيف أن داوود خيرت أعلن عن إنشاء "الحركة الإسلامية لتطبيق الشريعة" من داخل التحرير. وكيف تم طباعة كتب القاعدة والجهاد في مكتبة اشبيلية لصاحبها أحمد عشوش. زعيم السلفية الجهادية في مصر. وكيف كان يتم توزيعها هي وكتب رفاعي سرور. شيخ السلفية الحركية بالقاهرة. داخل الميدان أيضًا. وشهدت مصر أكبر تدفق تمويلي ليس للإسلاميين فقط. لكن لكل الطوائف. إلا أن المال القطري كان يوجه بشكل مباشر لجماعات بعينها. خاصة جماعة حازم أبو إسماعيل. مما أدي في النهاية لزيادة اعضاء العناصر المجندة. وأعداد أنفاق غزة. التي كان يتدفق منها السلاح. ويهرب منها أعضاء الخلايا إلي الداخل الغزاوي لتلقي دورات عسكرية. بعد أن تفرغ أعضاء القسام لذلك. وتركوا إسرائيل وقضيتهم المركزية. في هذه الآونة. وقع اختراق للأمن المصري بشكل لم يسبق له مثيل. لدرجة أن رفاعي طه تحدث في مؤتمر عام. كنت أحد حضوره بنجع حمادي. عن وجود عناصر له بالجيش والشرطة. وقام عبود الزمر لإعطاء دورات تثقيفية لضباط أمن مصريين لتغيير عقيدتهم الوظيفية.پ فوجئنا في هذه الفترة أيضًا خروج المختفين تنظيميًا في سراديب الإخوان إلي العلن. واكتشفنا أسماء كثيرة لم تكن تعلن أنها من الإخوان. بل وكانت أحيانًا تهاجم الجماعة. مثل صفوت حجازي. والخضيري. وغيرهما كثير.پ وانقلبت الجماعة الإسلامية علي توجهاتها التي ذهبت إليها بمحض إرادتها. وعادت للحديث عن التغيير الفوقي. وقامت بعرض شبه عسكري في أسيوط. مارس 2013. انتهي كل ما سبق بنا إلي أننا رأينا وسمعنا خطاباً تحريضياً تكفيرياً من فوق منصتي رابعة والنهضة. وحالة من الحشد غير مسبوقة. في نفس التوقيت الذي كان الشاطر يهدد رأس الجيش المصري. في هذا الوقت. "السيسي" بتكوين جيش حر. ثم شهدنا عددًا من الجماعات الجديدة. بلغ بعضها في سيناء وحدها 19 تنظيمًا. هذه هي المقدمات التي أدت بنا إلي نتيجة واضحة. هي ما جري بالواحات. التي حاولوا أن يجعلوها محطة لاستقبال العائدين من ليبيا. إلا أن يقظة الأمن حالت دون ذلك. رغم الخسائر في الأرواح.