في يوم السادس من أغسطس 2015 حلقت 3 طائرات من طراز رافال فرنسية الصنع فوق قناة السويس خلال حفل الافتتاح العالمي الذي شارك فيه بالحضور الرئيس الفرنسي "أولاند ". كانت تلك اللحظة إيذانا بواقع جديد من العلاقات المصرية الفرنسية في المجال العسكري والذي توج بعد ذلك بعدد من الاتفاقيات والصفقات التي كانت مثار حديث العالم وربما كانت السبب في تغيير موازين القوة في الشرق الاوسط. كانت مصر تعتمد اعتمادًا كليًا علي التسليح العسكري الأمريكي. من طائرات. وأنظمة دفاع جوي. وغيرها من الأسلحة والعتاد العسكري. والجزء الأكبر من المعونة الأميركية لمصر. يذهب لتسليح الجيش. إلي أن جاءت صفقة طائرات الرافال الفرنسية. لتفتح صفحة جديدة في تنوع مصادر السلاح للجيش المصري. بعد نحو 37 عامًا. من التعاون العسكري المصري مع الولاياتالمتحدة . والمتتبع لمسار العلاقات العسكرية بين مصر وفرنسا يجد لها جذوراً تاريخية تمتد لقرنين من الزمان حيث ترجع الي بدايات القرن التاسع عشر عندما قرر محمد علي مؤسس الاسرة العلوية التي حكمت مصر تأسيس جيش نظامي مصري قوي وكان كرجل عسكري ومحارب يدرك أهمية القوة العسكرية في مظاهرها المختلفة. ومن هنا اتجه إلي بناء قوة عسكرية ذاتية نظامية . ففي عام 1820. أعاد المحاولة مرة أخري. فقام بفتح مدرسة لهذا الغرض في أسوان. بعيدًا عن جو المؤامرات في القاهرة. واستقدم للمدرسة ضباطًا ومعلمين ذوي خبرة من الأوروبيين. واعتمد علي أحد ضباط الجيش الفرنسي. "كولونيل سيف" المعروف باسم "سليمان باشا الفرنساوي". حيث لاقي "الكولونيل" متاعب جمة في تدريب عسكر المماليك. علي النظام والطاعة المطلقة. حتي فكروا في اغتياله أكثر من مرة. حتي انتهي من تدريبهم بعد ثلاث سنوات وتكونت بهم الهيئة الأولي للضباط واسمه الحقيقي "أوكتاف جوزيف انتلم سيف". ولد في مدينة ليون الفرنسية عام 1788. أسند إليه محمد علي باشا في عام 1819. مهمة تكوين جيش مصري علي الأسس الأوروبية الحديثة. وسلمه مائة مملوك عام 1820. كنواة أولي في تكوين هذا الجيش المصري. في أسوان. كأول مقر لأول مدرسة حربية للضباط في مصر. أنشأ الكولونيل سيف هذه المدرسة. وظل يدرب طلابها علي مدي ثلاث سنوات إلي أن تخرجوا كأول دفعة من الضباط في الجيش المصري. تجري القوات المسلحة المصرية والفرنسية تدريبين ثنائيين مرة كل عامين علي الأراضي المصرية. فيما يتعلق بالتدريبات البحرية "كليوباترا". التي تقام في الأعوام ذات الأرقام الزوجية . فهي تشترك فيها قوات البلدين البحرية مع إمكانية مشاركة دول أخري فيها. أقيمت آخر تدريبات بحرية من هذا النوع علي سواحل الإسكندرية في الفترة من 18 مارس إلي 2 أبريل 2006. ويعقِد الاجتماع الفرنسي - المصري سنويًا. بباريس. ويشارك فيه وفد مصري هام. بقيادة وزير الدفاع المصري. ورئيس الأركان وأتاح آخر لقاء الذي عقد في ديسمبر الماضي. وحضره وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي. التطرق إلي كل مواضيع التعاون. إضافة إلي تسليط الضوء علي العلاقة المتميزة القائمة. بين مصر وفرنسا في مجال الدفاع. أما فيما يتعلق بالتدريبات الجوية. يتم إجراء تدريبات ثنائية تحمل اسم "نفرتاري". وكان آخرها التدريبات التي أجريت من العام الجاري وبالنسبة للأعوام ذات الأرقام الفردية. تشارك فرنسا في جميع تدريبات "برايت ستار- النجم الساطع". متعددة الجنسيات التي تُجري علي الأراضي المصرية. وتأتي مناسبات أخري عديدة للتبادل العملياتي. وكذلك لقاءات متميزة عند مرور سفن تابعة للبحرية الوطنية إلي الموانئ المصرية أو مرورها في قناة السويس. وأُجريت التدريبات البحرية "كيلوباترا 2009¢. التي تعد نقطة حيوية في التعاون بالإسكندرية من 10 إلي 22 مايو 2009. شارك الجانب الفرنسي في هذه التدريبات لاسيما من خلال الفرقاطة "جان بارت" . و"السميرية" ومروحية محمولة. وطائرة دورية بحرية وأُجرِيَ التدريب الجوي البحري المصري الفرنسي "كليوباترا". الذي يتم تنظيمه كل عامين. من 8 إلي 13 ديسمبر 2012 بالإسكندرية. وشهد هذا التدريب مشاركة فرقاطات. وسفن دورية مصرية وفرنسية. هذا إضافة إلي غواصة مصرية وطائرتين مقاتلتين من طراز أف 16 مصريتين. وعزز حضور الفريق فيشو. مستشار رئيس أركان القوات البحرية للعلاقات الدولية. من شأن هذا التدريب. وبهذه المناسبة. زار السفير الفرنسي. نيكولا جاليه. الإسكندرية. والتقي علي هامش التدريب بمحافظ الإسكندرية. ليثبت من جديد سير هذا التدريب علي نحوي جيد تميز العلاقات الثنائية في مجال الدفاع بين القوات البحرية في البلدين. حيث تم إجراء تدريب "كليوباترا" في مدينة تولون في عام 2014. وكان آخرها كليو باترا 2017 الذي استمرت فعالياته عدة أيام في البحر الاحمر والمتوسط وانتهت فعالياته في يوليو الماضي . وهناك جزء كبير من تجهيزات القوات المسلحة المصرية. منذ منتصف السبعينيات. فرنسي الصنع. "طائرات الميراج. والألفاجيت. والمروحية جازال. وأجهزة الاتصال. والإشارة.. إلخ". كما أن هناك حوارا دائما بين البلدين في مجال التكنولوجيا. وصيانة المعدات وتبادل الخبرات. وبالنسبة للجانب الفرنسي. يتم متابعة هذا الجانب من جوانب التعاون بشكل خاص. من خلال الوفد العام للتسليح. الذي يتبع وزارة الدفاع. ويرتكز التعاون العسكري. بين البلدين أيضًا علي الحوار الاستراتيجي. الذي يسمح بتبادل الرؤي. وتحليلات القضايا الدولية الكبيرة. والأزمات الإقليمية. وشهدت القوات المسلحة أعمال تطوير واضحة في العديد من الأسلحة مع الجانب الفرنسي. ووصلت الصفقات العسكرية إلي ما قيمته 2.5 مليار يورو. ومنها شراء "الفرقاطة فريم". وهي قطعة حربية بطول 142 مترًا مضادة للغواصات وللسفن وللطائرات. وبها مهبط للمروحيات ومنصة صواريخ أرض-جو ومنصة صواريخ مضادة للسفن و19 طوربيدًا بحريًّا. وترددت معلومات بأنها صفقة تمت مع الجانب الفرنسي مقابل مليار يورو. تسلمت القوات المسلحة المصرية الجزء الاكبر من طائرات الرافال الجديدة من فرنسا وهي من أحدث المقاتلات العالمية. ضمن صفقة 24 طائرة من الطراز نفسه. وتتمتع هذه المقاتلة برادار AESA بمدي أكثر من 200 كيلومتر. وتبلغ حمولة التسليح 9 آلاف و500 كيلوجرام علي 14 نقطة. وخلال العام الجاري. تتسلم مصر أيضًا حاملتي الطائرات "ميسترال". وتتمتع بقدرات هجومية وبرمائية عالية. وتعتبر من أحدث السفن الهجومية البرمائية. التي تخدم في صفوف القوات البحرية الفرنسية. وتتمع بمنظومة صاروخية متطورة للدفاع الجوي مزودة بأحدث الرادارات الحديثة التي يمكنها كشف الأهداف والتعامل معها علي مسافات بعيدة و"ميسترال" قادرة علي حمل 16 مروحية كاملة التسليح. ومزودة كذلك برشاش من العيار 12.7 ملم. ومدعمة برادار ملاحي متطور. وهوائي اتصالات مع الأقمار الصناعية. ورادار جو أرض. ومنظومة توجيه للأسلحة المختلفة الموجودة علي سطح السفينة. ويبلغ طولها 199 مترًا وعرضها 32 مترًا وسرعتها تصل إلي 18.8 عقدة في الساعة. ويمكنها حمل 70 مركبة مدرعة. ويصل عدد الطاقم الخاص بها إلي 180 شخصا. بالإضافة إلي 450 راكبا. من الممكن أن يصل عددهم في الحالات القصوي إلي 900 راكب. كما تصل حمولة ووزن السفينة ميسترال يصل إلي 22 ألف طن. ومزودة ببرج للطيران وآخر للقيادة علي مساحة 850 مترًا مربعًا. ويد التطوير امتدت بسرعة إلي ترسانة الإسكندرية البحرية. لتبدأ في تصنيع سفن حربية جديدة. ضمن الاتفاقية الموقعة بين مصر وفرنسا لتسليمها 4 سفن "كورفيت" من طراز جويند. وتضم الصفقة تصنيع ثلاث منها في الإسكندرية.