تصاعدت المخاوف الدولية بعد تكرار الإشارات إلى طوربيد بوسيدون المسير الذى أعلنت عنه روسيا، وهو يصنف من فئة الأسلحة النووية الاستراتيجية غير التقليدية، ويعد تغييرا نوعيا في مفاهيم الردع البحري والعسكري. ماذا نعرف عن "بوسيدون"؟ بوسيدون عبارة عن طوربيد تحت سطحية مسيرة تعمل بمحرك نووي صغير يزودها بدفع مستمر، وتطلق من غواصة تقليدية أو منصة بحرية. تصنفه تقارير عسكرية ووسائل إعلام غربية وروسية كسلاح نووي استراتيجي جديد. كيف يعمل؟ يعمل بإمداد نووي مستمر يسمح له بالبقاء في البحر لفترات طويلة جداً والتحرك لمسافات بعيدة دون الحاجة للتزود بالوقود، وهو قابل للتوجيه عن بُعد لمسافات تصل إلى آلاف الكيلومترات بحسب التحليلات المتاحة. القدرات والتهديد المحتمل تشير تحليلات إلى قدرته على بلوغ سرعات عالية نسبياً تحت الماء، ومناورة يصعب اكتشافها بواسطة أنظمة الرصد التقليدية، هناك تقديرات تربطه بإمكانية حمل رؤوس نووية عالية القدرة، واستخدامه لإحداث موجات تسونامي محملة بإشعاع نووي لاستهداف مناطق ساحلية كبيرة وهو ما يجعله سلاحًا ذا آثار إنسانية وكارثية محتملة. المدى والسرعة بحسب تحليلات صحفية وعسكرية، له مدى عملي شبه غير محدود من ناحية التزود بالطاقة، وسرعة قد تصل إلى عشرات العقد. التشغيل والتحكم قابل للتحكم عن بعد أو برمجيًا من مسافات بعيدة، ما يمنح مشغليه القدرة على تغيير الوجهة أو المهمة أثناء الإبحار. ما الفرق بين بوسيدون والصواريخ التقليدية؟ يمكنه البقاء مختبئاً تحت البحر لفترات طويلة ثم الظهور قرب الأهداف الساحلية، حركته تحت السطح وسرعته وامتداده العملي يجعل رصده واعتراضه أصعب من الصواريخ الباليستية التقليدية. وكان قد قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، إن طوربيد "بوسيدون" النووي يمكن اعتباره سلاح يوم القيامة بالمعنى الكامل، في إشارة إلى قدرته التدميرية الهائلة وتفوقه النوعي على الأسلحة التقليدية وحتى النووية الأخرى. وأوضح مدفيديف، عبر قناته على منصة "ماكس"، أن "بوسيدون" يختلف عن الصاروخ المجنح بوريفستنيك، الذي يمتلك هو الآخر قدرات استثنائية، لكنه لا يرقى من حيث التأثير الشامل إلى ما يمثله "بوسيدون" من تهديد استراتيجي شامل للبشرية.