تشهد علاقات التعاون العسكرى بين القوات المسلحة المصرية ونظيرتها الفرنسية تطورًا كبيرًا خلال الفترة الراهنة، في إطار التوافق السياسي والاستراتيجي للبلدين تجاه قضايا مكافحة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا اليوم، لتعد تتويجًا للعلاقات المتميزة، التي تجمع البلدين في العديد من المجالات المدنية والعسكرية. ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، إلى باريس في زيارة إلى فرنسا، تستمر حتي الخميس المقبل، يلتقي خلالها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث يبحث الرئيسان تعزيز التعاون الثنائي، والمصالح المشتركة.
وترتبط العلاقات العسكرية "الفرنسية - المصرية"، بتاريخ البلدين، منذ نهاية حملة نابليون بونابرت على مصر في عام 1798، حيث استعان محمد على باشا بضباط فرنسيين، عندما أراد تأسيس جيش مصري حديث، وبحرية مصرية حديثة، تنامى هذا التأثير الفرنسي في المجال العسكري حتى الأن.
ففي 1971عام عقب عودة العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا ومصر بثمان سنوات، تم فتح بعثة عسكرية بسفارة فرنسا بالقاهرة، مع تعيين مقدم من القوات الجوية لملحق للقوات المسلحة الفرنسية في مصر، ومنذ ذلك الحين، حافظت فرنسا ومصر على علاقات عسكرية أكثر قوة ترتكز على عدة اتفاقات ثنائية، خاصة اتفاق التعاون العسكري والفني الذي تم التوقيع عليه في 30 يونيو ، من قبل 2005، مما أعطى دفعة جديدة في العلاقات العسكرية بين البلدين.
تدريبات وأنشطة تجري القوات المسلحة المصرية والفرنسية تدريبين ثنائيين مرة كل عامين على الأراضي المصرية، فيما يتعلق بالتدريبات البحرية "كليوباترا" التي تقام في الأعوام ذات الأرقام الزوجية، فهي تشترك فيها قوات البلدين البحرية مع إمكانية مشاركة دول أخرى فيها. أقيمت آخر تدريبات بحرية من هذا النوع على سواحل الإسكندرية في الفترة من 18 مارس إلى 2 أبريل 2006. أما فيما يتعلق بالتدريبات الجوية، يتم إجراء تدريبات ثنائية تحمل اسم "نفرتاري" وكان أخرها التدريبات التي أجريت من 29 أكتوبر إلى 12 نوفمبر 2006.
أما بالنسبة للأعوام ذات الأرقام الفردية، تشارك فرنسا في جميع تدريبات "برايت ستار-النجم الساطع" متعددة الجنسيات التي تُجرى على الأراضي المصرية. تأتي مناسبات أخرى عديدة للتبادل العملياتي وكذلك لقاءات متميزة عند مرور سفن تابعة للبحرية الوطنية إلى الموانئ المصرية أو مرورها في قناة السويس.
حوار دائم بين البلدين في مجال التكنولوجيا وهناك جزء كبير من تجهيزات القوات المسلحة المصرية، منذ منتصف السبعينيات، فرنسي الصنع "طائرات الميراج والألفاجيت و المروحية غازال وأجهزة الاتصال والإشارة" كما أن هناك حوار دائم بين البلدين في مجال التكنولوجيا وصيانة المعدات وتبادل الخبرات.
وبالنسبة للجانب الفرنسي، يتم متابعة هذا الجانب من جوانب التعاون بشكل خاص من خلال الوفد العام للتسليح (DGA) الذي يتبع وزارة الدفاع.
24 طائرة مقاتلة متعددة المهام من طراز رافال ولم تتوقف العلاقات إلى هنا بل عززت مصر منذ عام 2015 ترسانة أسلحتها من خلال التعاقد مع فرنسا على 24 طائرة مقاتلة متعددة المهام من طراز رافال، وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فرام"، وصواريخ قيمتها نحو 5,2 مليارات يورو إلى جانب حاملتي طائرات هليكوبتر من طراز ميسترال بقيمة 950 مليون يورو.
تعاون بحري وقد أمدت فرنسا مصر بالفرقاطة البحرية المتطورة "فريم"، التي تعتبر من أحدث الطرازات، ويبلغ طولها 142 مترًا ووزنها 6000 طن وتُعْتَبَر قطعة بحرية مضادة للغواصات والسفن والطائرات ومزودة بمهبط للمروحيات وصواريخ أرض- جو، وأخرى مضادة للسفن، بالإضافة إلى 19 "طوربيد" وأربعة رشاشات، ودخلت الخدمة في مطلع شهر أغسطس 2015، من خلال مشاركتها فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.وهناك اتفاق مع الجانب الفرنسي لبناء وتصنيع 4 قرويطات من طراز جوويند، داخل ترسانة الإسكندرية البحرية.
مروحيات "ميسترال" في سياق كانت مصر قد حصلت علي حاملتي مروحيات من طراز "ميسترال" تعد اضافة هامة إلى القوات المسلحة المصرية، وتعد نواة لأول أسطولين بحريين لمصر، الأسطول الجنوبي والأسطول الشمالي لتأمين المياه الاقليمية بالبحر الاحمر والمتوسط.
طائرات "الراافال" وفي مجالات التعاون الفرنسية في التسليح الجوي، فقد تم التعاقد على توريد 24 مقاتلة فرنسية حديثة متطورة من طراز رافتل في فبراير 2015، وقد تم تسليم 9 مقاتلات من إجمالي الصفقة الاولى في 21 يوليو 2015، والثاتية في 28 يناير 2016، ومن المنتظر ان يتم تسليم باقي المقاتلات خلال الفترة المقبلة.
الفرقاطة وقد وصلت مصر اخرها في 18 اكتوبر الجاري، حيث وصلت الفرقاطة المصرية فرنسية الصنع الفاتح من طراز جويند.