رغم مرور قرابة العام علي الانتخابات الامريكية التي افرزت الرئيس الحالي دونالد ترامب . مازال الفساد داخل المؤسسة السياسية الأمريكية والذي وعد الرئيس ترامب بتطهيره أثناء حملته الانتخابية يحاصر الآن إدارته نفسها . مما يضاعف من حالة الفوضي والخلل التي تواجه إدارته منذ قدومها للبيت الأبيض. بات من الصعب التصديق بأن ترامب نفسه الذي يدير صفقات بمليارات الدولارات سيضع محاصرة الفساد ضمن أولوياته. بعد أن حامت حوله شبهات الفساد. فبحسب صحيفة نيويروك تايمز قام الرئيس دونالد ترامب بزيارة استغرقت 85 يوماً لإحدا ممتلكاته وذلك من أصل 249 يوماً قضها في منصبه كرئيس للبلاد. وبالطبع تحمل دافعو الضرائب كافة النفقات الخاصة بهذه الرحلات باهظة التكلفة. ورغم صعوبة تحديد تكلفة هذه الرحلات بالضبط إلا أن صندوق العمل التقدمي الأمريكي كشف في أغسطس الماضي أن ترامب أنفق أكثر من 31 مليون دولار علي رحلاته إلي فنادقه وملاعب الجولف والمنتجعات التي يملكها شاملة نفقات موظفيه إضافة تكاليف أعمال التأمين الخاصة بموكبه. وبالتالي فإن هذه الأموال الطائلة تذهب مباشرة من دافعي الضرائب إلي جيوب الرئيس الأمريكي نفسه الذي يرفض الفصل بين أعماله الخاصة ومهامه كرئيس للبلاد. كما تمتد شبهات الفساد إلي أفراد عائلته ولا سيما ابنته إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر. والذين يتورطان في شبكة معقدة من المصالح. وبحسب "نومي برينز". الباحثة في مركز الأبحاث البريطاني "ديموس". فإن ترامب وكوشنر يوظفان علاقاتهما السياسية لتحقيق مكاسب مالية. فعلي سبيل المثال. فازت شركة إيفانكا بثلاث علامات تجارية جديدة من الصين في نفس اليوم الذي تناولت فيه الغداء مع الرئيس الصيني شي جين بينج في نادي والدها "بالم بيتش" في ولاية فلوريدا. وفي السياق نفسه قام كوشنر بالتحضير لزيارة الرئيس الصيني لمنتجع "مار إيه لاجو" للجولف بينما كانت شركته تشارك في محادثات رفيعة المستوي مع مجموعة مالية صينية كبري. الفساد أيضاً يلاحق أعضاء في إدارة ترامب. وذلك بعد أن أساء بعضهم استخدام أموال دافعي الضرائب. فقد استقال "توم برايس" من منصبه كوزير للصحة والخدمات الإنسانية بعد أن كشف تحقيق صحفي أنه أنفق ما يقرب من مليون دولار علي الرحلات الجوية الرسمية والشخصية. حتي أنه أنفق عشرات الآلاف من الدولارات في رحلة واحدة فقط إلي ولاية فيلادلفيا. كما كبد الحكومة الأمريكية 17 ألف دولار في رحلة إلي ولاية تينيسي لإلقاء خطاب قصير وتناول الغداء مع ابنه. كما يتعرض وزير الخزانة ستيف منوشين لسيل من الانتقادات بسبب سوء استغلال الرحلات الجوية المخصصة له. فقد استخدام منوشين طائرة عسكرية للسفر مع زوجته إلي ولاية كنتاكي في رحلة شخصية لمشاهدة كسوف الشمس» كما طلب استخدام طائرة حكومية لقضاء شهر العسل في أوربا. أما سكوت برويت. رئيس وكالة حماية البيئة. فقد أنفق أكثر من 900 ألف دولار علي الرحلات الخاصة. وأعمال التأمين والحماية. بالإضافة إلي إنشاء جناح عازل للصوت في مكتبه. ليس هذا فحسب فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز إن من بين النفقات رحلاته المتكررة الممولة من الحكومة إلي ولاية أوكلاهوما. حيث يشغل منصب النائب العام بالإضافة إلي الوجبات باهظة الثمن مع رجال الصناعة والأعمال. كما يخضع وزير الداخلية رايان زينك ورئيس شئون المحاربين القدامي ديفيد شولكين لرقابة شديدة بشأن. ولا سيما بعد أن أنفق زينك أكثر من 12 ألف دولار من الأموال الحكومية في رحلة من لاس فيجاس إلي مونتانا في حين أنفق شولكين آلاف الدولارات في رحلة أوروبية شملت مشاهدة المعالم السياحية برفقة زوجته بالإضافة إلي قيمة تذاكر مشاهدة مباراة ويمبلدون للتنس في العاصمة البريطانية لندن. وهذه الدرجات المتفاوتة من الكسب غير المشروع والاحتيال وسوء استغلال أموال دافعي الضرائب ليست فقط خيانة لثقة الناخب الأمريكي ولكنها قد تهدد برحيل مبكر لترامب بعد أن رُفعت بحقه عشرات القضايا. وعالمياً تفقد الولاياتالمتحدة شرعيتها كلاعب رئيسي في مكافحة الفساد في ظل الممارسات المالية وتضارب المصالح داخل إدارة ترامب. وبحسب "الكسندار راج" مديرة المنظمة الدولية لمكافحة الرشوة وهي منظمة غير حكومية تعمل علي قياس مؤشر الرشوة في مختلف دول العالم - فإن التصورات الحالية حول الإدارة الأمريكية الحالية تغذيها حقيقة أن ترامب نفسه يتربح من منصبه في انتهاك صارخ للدستور الأمريكي.