أثار قرار البابا فرانسيس بابا الفاتيكان باعتماده مسار رحلة العائلة المقدسة إلي مصر ضمن رحلات الحج المسيحي ارتياحاً كبيراً لدي جموع المسيحيين الشرقيين في شتي بقاع العالم. حيث تعتبر دعوة لقرابة 2 مليار نسمة من الحجاج الكاثوليك في شتي أنحاء العالم لأداء شعائرهم الدينية بمصر مهد الحضارات والأديان. كما يعتبر قرار الحج الباباوي من أهم القرارات التي اتخذت منذ انفصال الكنيسة الشرقية عن الغربية وليكون بمثابة اعتراف صريح وموثق بحقيقة الرحلة المباركة ودليل دامغ علي حدوثها للعائلة المقدسة للسيدة العذراء مريم البتول وولدها كلمة الله المسيح عيسي عليه وعلي أمه أفضل السلام بصحبة خطيبها الصديق يوسف النجار إلي أرض مصر. التي احتضنت العديد من الرسل والأنبياء علي مر العصور والدهر.. الكنانة. تلك الرحلة المباركة التي استمرت بمباركة من الله لمدة 3 سنوات ونصف ولمسافة 2000 كيلو متر من بيت لحم بفلسطين إلي أسيوط بمصر هرباً من بطش حاكم الرومان "هيردوس" لتعبر واحد وثلاثين موقعاً داخل اثنتي عشر محافظة بمصر. من خلال الأراضي الصحراوية الوعرة لتسلك طريقاً غير معروف وتخلف وراءها العديد من المعجزات والآثار الواضحة لتكون شاهدة علي صدق هذه الرحلة المقدسة. ومن أهم هذه المعجزات تلك الشجرة العجائبية المباركة بمدينة المطرية "شجرة مريم" التي كانت تنحني بأغصانها لتظلل الأم البتول وابنها من حر الشمس. وكذا تفجر ينابيع المياه في العديد من الأماكن ومن أخلدها ذلك الينبوع بمسطرد "المحمة" التي تفجرت ليستحم بها المسيح عليه السلام ويشربون منه. وأيضا من الآثار المقدسة ذلك المقام الطاهر بجبل القسقام "دير المحرق" الذي أقامت به العائلة المقدسة مدة ستة أشهر وعشرة أيام لتقيم به أول كنيسة في العالم أجمع. وأيضا كنيسة البستان بمدينة "مغاغة" بالمنيا والتي تتميز بقبابها الاثني عشر بعدد تلاميذ السيد المسيح. ان اختيار الله جل وعلا لأرض مصر لتكون ملاذاً آمناً للعائلة المقدسة من بطش الطغاة ليس بجديد علي مصر. لما يتصف به أهلها من سماحة في الدين ورقي في الأخلاق وكذا كرم الضيافة عن سائر البشر. ولأحتضانها للعديد من الرسالات السماوية والأنبياء والرسل من الخليل إبراهيم عليه السلام وإدريس وصالح وكليم الله موسي والصديق يوسف وانتهاءً بزيارة أفضل الخلق محمد صلي الله عليه وسلم في رحلة الإسراء لجبل الطور كما جاء بصحيح الإمام مسلم ليزور كليم الله موسي وهو يصلي في قبره. وليس أدلة من عظمة هذه الأرض وقدسيتها عند الله تعالي من ذاك ها في أفضل الكتب السماوية لما يزيد علي ثلاثين مرة تلميحاً وتصريحا. وذكرت في القرآن خمس مرات بالاسم. بل وأقسم الله بها في قرآنه في سورة التين وزاد المولي عز وجل وعلي من كرمه علي مصر بأن أضفي عليها من جلال وجلي الكريم بأن تجلي علي جبل الطور بسيناء ولم يتجل سبحانه وتعالي بأي مكان علي الأرض. مرحباً بكم اخواننا المسيحيين من شتي بقاع العالم بمسار العائلة المقدسة. في أرض الكنانة ملتقي الأديان والرسالات. تحرصكم عناية الله كما قامت بحراسة العائلة المقدسة منذ آلاف السنين. لترون تلك الآثار المقدسة في أرض الكنانة التي باركها الله وجعلها الله ملتقي الحضارات والرسالات السماوية الخالدة.