العالم العربي يمر في الفترة الحالية بأصعب فتراته.. حرب في سوريا وانقسام في ليبيا وأزمة في اليمن وأمام كل هذه التحديات لم تتخل مصر عن أشقائها وسعت بكل الوسائل والطرق لوضع حد لهذه الأزمات من أجل لم الشمل العربي وإعادة الأمة العربية لطريق الوحدة والتقدم نحو مستقبل أفضل.. مفاوضات مكثفة وجهود حثيثة قامت بها مصر لإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية وإطلاق هدنة في جنوبدمشقبسوريا التي تعاني منذ عدة سنوات حروبا وصراعات لا تنتهي. منذ أيام قليلة نجحت مصر في رأب الصدع بين الأشقاء الفلسطينيين لتتم المصالحة التاريخية بين فتح وحماس وتوحد الجبهة الفلسطينية في مفاوضاتها مع إسرائيل لكي يواصل الفلسطينيون مسيرتهم لتحقيق حلمهم بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.. ورغم المشاكل والتحديات التي تواجهها لم تنس مصر القضية الفلسطينية وأخذت علي عاتقها تذليل كل العقبات التي تقف أمام وحدة الصف الفلسطيني وإعادة المفاوضات مع إسرائيل لإنهاء هذا الصراع التاريخي في المنطقة بإقامة دولتين مستقلتين تعيشان جنباً إلي جنب في سلام واستقرار. وتعتبر هذه المصالحة التاريخية بين الفصائل الفلسطينية إنجازاً جديداً للمخابرات المصرية التي استطاعت إنهاء أكثر من تسع سنوات من الانقسامات الفلسطينية بتوقيع جميع الأطراف علي اتفاق واضح يتيح للجانب الفلسطيني التركيز علي قضيته الأساسية والعودة لطاولة المفاوضات مع الإسرائيليين لتحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة. جهود المخابرات لم تتوقف عند القضية الفلسطينية بل امتد أيضاً للأزمة السورية وقامت برعاية اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوبدمشق وإدخال المساعدات لأبناء الشعب السوري بالإضافة إلي الأزمة الليبية والوقوف مع الأشقاء الليبيين لإعادة ليبيا إلي الطريق الصحيح واستعادة استقرارها وأمنها خلال الفترة المقبلة. وأمام كل هذه المبادرات والجهود المصرية أشاد المجتمع الدولي بمواقف مصر ومساعيها المستمرة لإرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة حيث أثني الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس بالجهود المصرية لإتمام المصالحة الفلسطينية التي تعتبر خطوة هامة وأساسية لتحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط.. مصر عادت لمكانتها الإقليمية والدولية واستطاعت التغلب علي الصعاب والتحديات التي واجهتها السنوات الماضية وقادت في الفترة الأخيرة تحركات دولية وإقليمية لإنهاء الانقسامات والأزمات المتعددة التي تحيط بالأمة العربية من كل جانب.. لا تتردد مصر في مد يد العون للأشقاءالعرب لتجاوز أزماتهم والوقوف أمام تحدياتهم وعلي الدول العربية أن تقف خلال الفترة المقبلة بجانب مصر لصد المؤامرات التي تهدف لتقسيم الوطن العربي وبث الفرقة بين أبنائه ولا يمكن التصدي لهذه المؤامرات والمكائد إلا بوحدة الأمة العربية ولم شمل أبنائها.. بمواقفها الثابتة ومبادراتها الرائدة تؤكد مصر أنها لن تتخلي عن الأشقاء العرب ولن تتنازل عن دورها الحيوي في منطقة الشرق الأوسط.