أصبح من حق المرأة التونسية المسلمة أن تتزوج من رجل غير مسلم بموجب قرار من الرئيس التونسي الباجي بن قايد السبسي أصدره للجهات المسئولة بإلغاء نص قديم كان يمنع ذلك الزواج. هذا القرار مخالف لنص الشريعة الإسلامية.. واستنكره عامة المسلمين والعلماء في الفقه الإسلامي لأنه يتجاوز المعلوم من الدين بالضرورة. ما الذي يحدث لو تزوجت المرأة المسلمة بغير المسلم؟! هل يجبر الزوج أبناءه علي اتباع ديانته؟! أم يترك لكل منهم الخيار في اختيار دينه.. فهذا يكون مسلماً وذاك غير مسلم!! وكيف يتعاملان في أسرة واحدة. هل يجبر الزوج زوجته المسلمة علي أن تقدم له المشروبات الروحية أو أن تطبخ له لحم خنزير؟! فلو رضيت عن ذلك تكون قد خرجت عن دينها!! وإن لم ترض عن ذلك يحدث انشقاق بين الزوجين ولا تنتظم الحياة الأسرية بينها!! ماذا إذا حدث خلاف بين زوجة مسلمة وزوج غير مسلم؟! سوف يلتزم الزوج بديانته ويمتنع عن طلاقها!! وإذا استحالت العشرة بينهما هل يطلقها بلفظ الطلاق المعروف في الإسلام ويقول لها: أنت طالق بالتلاتة؟! كيف ذلك وهو لا يعترف بالطلاق ولا بلفظه؟! مشاكل كثيرة سوف تحدث بين الزوجين حتي أن أول صدام بينهما سيجعل الحياة شاقة ولا يستطيعان التواصل ومن ثم يتم التفريق بينهما. بماذا أجاب علماء الإسلام عن زواج المسلمة بغير المسلم * نبدأ برأي رئيس جامعة الزيتونة التونسي هشام قريسه: قال إن مسألة زواج المسلمة بغير المسلم حسمها الشرع معرباً عن رفضه لمقترحات الرئيس التونسي الباجي بن قايد السبسي. قال إن موقفنا في الزيتونة واضح وهو أنه لا يمكن أن نتجرأ علي أحكام الله.. نجتهد فيما يخص الظلم في حياتنا ولكن أحكام الله لا تكون للعبد أن يعقب عليها أو يمنعها. * الأزهر الشريف: أصدر بياناً بتحريم هذا الزواج وقال إن رسالته هي حراسة دين الله.. وهي رسالة عالمية لا تحدها حدود جغرافية ولا توجهات سياسية. وهذا ما ينتظره المسلمون من أزهرهم الشريف ولا يقبلون به بديلاً. وقد جاء ذلك رداً علي أصوات من تونس تقول إن هذا أمر داخلي يمسنا نحن فقط ولا نقبل تدخل الأزهر. * "دار الافتاء": قالت إن زواج المسلمة بغير المسلم باطل ولا يتوافق مع نصوص الشريعة الإسلامية.. ولأنه باطل فيلزم التفريق بينهما ولا يترتب عليه شيء من أحكام النكاح الصحيح. * الدكتور أحمد كريمه أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر قال إن زواج المسلمة بغير المسلم تواجهه إشكالية النسب.. متسائلاً: ماذا لو أمرها زوجها بتقديم الخمر أو لحم الخنزير له.. وليس مقبولاً ولا معقولاً أن تنجب السيدة المسلمة من رحمها طفلا غير مسلم لافتاً إلي أنه "علمنة" الأسرة المسلمة في ديار المسلمين أمر مرفوض شكلاً ومضموناً.. ولن نقبل في مصر بالتفريط في أحكام الشريعة.. وهذا الزواج باطل. وإذا حدثت علاقة جنسية بعد هذا الزواج فهو "زنا صريح". * الشيخ سامح عبدالمجيد الداعية السلفي.. قال: إن إباحة زواج المسلمة بغير المسلم كارثة شرعية تنذر بالخراب والإرهاب.. وعقب: احنا مش هنعدل علي ربنا.. الله سبحانه يحرم زواج المسلمة بغير المسلم. بالطبع.. كثير أو بعض نساء تونس فرحات بقرار الرئيس التونسي لأنه يعطيهن حق الحرية في الزواج من غير المسلم.. عبرت عن ذلك "لينا بن مهني" الناشطة الحقوقية التونسية في مجال المرأة. قالت إن جميع التونسيين توحدوا عندما تدخل الأزهر في هذه المسألة حتي من عارضوا هذه المقترحات لأن هذا أمر داخلي.. وتونس لها رجال دين لهم من الكفاءة ما يسمح بمناقشة ذلك.. ولذلك لا نقبل تدخل الأزهر في هذه المسألة. نقول للرئيس التونسي مع احترامنا الشديد له ولكل الإخوة التونسيين إن قراركم مخالف لشرع الله.. وهذا الشرع ليس خاصاً بالتوانسة فقط بل هو عام لجميع المسلمين الذين يتجاوز عددهم ملياراً ونصف مليار مسلم في جميع أنحاء الكرة الأرضية. وهو عدوان علي حدود الله.. قال تعالي: "وتلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون".