* سيظل التحكيم علامة استفهام كبيرة في دنيا الرياضة.. لكنه في كرة القدم سيبقي مثار استفسار دائم.. والبعض يقول إن أخطاء الحكام سر حلاوة كرة القدم. لكن السواد الأعظم من متابعي المباريات يريدون مباريات نظيفة وحكاماً علي الحياد ونتائج تعبر عن الوضع الحقيقي داخل الملعب. وأول أسبوع في الدوري شهد مستويات فنية عالية لبعض الفرق لكنها لم تكسب مثل الزمالك الذي قدم مباراة مقبولة فنياً لكنه فشل في الفوز.. وبعض الفرق لعبت وحاولت لكن الحظ عاندها أو قل إن التحكيم لعب ضدها.. وحتي لا نتجني علي الحكام فنقول إن الحكم لم يكن موفقاً وتسببت قراراته في تغيير النتيجة!! أكثر الأمثلة وضوحاً مباراة الأهلي والطلائع التي أدارها الحكم أحمد حمدي وانتهت بالتعادل الإيجابي.. وانتهت برقم قياسي من الأخطاء التحكيمية وشهد الجميع سواء من الخبراء أو الحكام القدامي والجماهير أن للأهلي ثلاث ضربات جزاء لاشك فيها. وشاهدها الجميع إلا الحكم أحمد حمدي وهو صاحب القرار الوحيد في المباراة. وأصر علي عدم احتسابها فكان سبباً لخروج الأهلي بنقطة أصابت جماهيره. لكن الأهم أنها أصابت الحكم نفسه بضربة قوية وربما بحالة نفسية ستؤثر عليه تأثيراً مباشراً خلال المباريات القادمة. فالآن أصبح من الصعب أن يختاره عصام عبدالفتاح المسئول عن الحكام ليدير مباراة أخري للأهلي علي الأقل خلال الدور الأول من الدوري. ومن الصعب جداً أن يشاهده جمهور الأهلي قريباً يدير لقاء للفريق بعد ما فعله أمام الطلائع.. حتي لاعبو الأهلي أنفسهم أصيبوا بحالة انفعال ضد الحكم أحمد حمدي الذي كان ضد الأهلي علي طول الخط!! واختيار لجنة الحكام "الوهمية" له مرة ثانية حكماً للقاء يكون الأهلي طرفاً فيه يعني أن اتحاد الكرة يريد إشعال المشاكل في المسابقة وتفجير الخلافات التي لا داعي لها!! وهذا يستدعي منا طرح عدة أسئلة علي اتحاد الكرة بشأن الحكام لاسيما أننا مازلنا في بداية الموسم وتريد تصحيح خريطة الحكام حتي لا تتفجر المشاكل في الدوري مثلما حدث الموسم الماضي!! * أولاً أين هي لجنة الحكام؟!! هل من المعقول أن يبدأ الدوري دون أن يعلن الاتحاد عن تشكيل لجنة الحكام؟! المفروض أن عصام عبدالفتاح عضو المجلس هو المسئول عن اللجنة فأين هي اللجنة ولماذا لا يتم تشكيلها من قبل أن يبدأ الموسم؟!! أعرف أن هناك عدة ضغوط علي عصام عبدالفتاح لوضع أسماء معينة في اللجنة وفرضها بالقوة!! وأعلم جيداً أن هناك عشرات من ماركة عبده مشتاق ينتظرون وضع أسمائهم في اللجنة. وهذا يعني أن تدخل الواسطة وضغوط بعض أعضاء المجلس لاختيار أسماء بعينها في اللجنة سيؤدي إلي التهلكة في دنيا التحكيم!! نعم لدينا أسماء عديدة جيدة عملت وتفانت في الموسم المنقضي سافروا إلي المحافظات والأقاليم وساهموا في تثقيف الحكام.. لكن اختيار أفضلهم يتوقف علي اقتناع الحكام بمن أفادهم وساهم في تثقيفهم أما الواسطة والتلاعب والمجاملات فسوف تقضي علي البقية الباقية من الحكام الواعدين!! * ثانياً.. من الطبيعي جداً أن المسئولين عن الحكام يريدون النجاح والتوفيق خاصة في ضربة البداية للموسم. وهذا يحتاج لفضخ الثقة في الحكام من خلال نجاح الأسابيع الأولي. ولن يحدث ذلك إلا بتعيين واختيار الحكام أصحاب الخبرة في المباريات الأولي للخروج بها إلي بر الأمان حتي تسير المركب بهدوء وبلا مشاكل.. ولكن للأسف شاهدنا حكاماً جدداً وأسماء مستجدة علي التحكيم تدير أصعب وأقوي المباريات.. بعضهم ساعدته الظروف وحقق النجاح والخروج بالمباراة إلي بر الأمان.. وبعضهم اهتز مبكراً ووضع الجميع حول اسمه عدة علامات استفهام وليس علامة واحدة مثل لقاء الأهلي والطلائع.. فالحكم مهما قال عنه عصام عبدالفتاح.. اهتز مبكراً.. حتي في تعامله مع اللاعبين وفي قراراته لكن ما كشفه هو عدم احتساب ولو ضربة جزاء واحدة من الثلاث ضربات التي لم يحتسبها ولو كان الأهلي مثلاً فائزاً لأغمض الجميع أعينهم عما حدث ولكن عندما يكون للقرار أو عدم اتخاذ القرار أثراً سلبياً يغير النتيجة النهائية.. فهنا تكون الكارثة التي انتهت بأقل الأضرار وهي خسارة الأهلي لنقطتين كانت ستغير النتيجة!! هذا لا يعني أن الحكم سيئ.. بل هو واعد ويمكن أن يكون جيداً باكتساب الخبرة التي تنقصه وسرعة اتخاذ القرار وحسن التعامل مع المواقف والجرأة المرتبطة بالثقة وفهم القانون وتطبيقه والتفاهم مع مساعديه. ولا أظن أن أخطاء التحكيم ستنتهي في يوم ما لأننا بشر وسيظل الاختلاف قائماً.. فما من حكم في الدنيا يستطيع أن يكون ناجحاً بنسبة "ميه.. ميه" لأن سرعة اتخاذ القرار مرتبطة بموقفه ورؤيته داخل الملعب وعينه الثالثة مع مساعديه وعقله يحلل الموقف الذي أمامه ليصدر قراره في جزء من الثانية.. وهنا تلعب الخبرة دورها الرئيسي سواء في اختيار اللجنة المسئولة للحكم وللمباراة المناسبة أو اختيار الحكم للمباراة في توقيت مناسب يتناسب مع خبرته وتاريخه فليس من المعقول أن أختار حكماً جديداً خبرته قليلة في أول أسبوع وضربة بداية الموسم لمباراة شعبية جماهيرية قوية مثل الأهلي؟!! نحن نحاول توضيح الصورة التي كان يجب أن تبدأ باختيار لجنة الحكام وإعلانها قبل أن يتم اختيار الحكام وتوزيعهم علي المباريات وربنا يستر علي المباريات القادمة!! وإن كانت المرحلة النهائية للتحكيم في الأسبوع الأول مرضية بدليل عدم شكوي 17 نادياً من التحكيم في الانطلاقة. ومرورها بشكل مقبول عدا لقاء الأهلي الذي شهد القيل والقال بسبب ضربات الجزاء "العمياني" التي لم يرها الحكم!! * ثالثاً وأخيراً لا أعلم سبباً يؤخر انطلاق حكم الفيديو حتي الآن!! ولا أظن أن تطبيقه في بعض المباريات علي سبيل التجربة سيسبب مشاكل حتي وإن لم يعتمد عليه الحكم.. لكن علي الأقل للاستفادة منه في تحليل الأداء والمحاضرات فيما بعد لحين اعتماده رسمياً.