مع الارهاصات الأولي لظهور ملامح الجيل الرابع من الحروب والتي بدأت بقوة وعلي نطاق واسع إبان أحداث 25 يناير 2011 والتي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا للترويج لمخططها كأخطر أسلحة الجيل الرابع.. قلنا إن وعي الشعوب هو السبيل الوحيد الذي يحميها من السقوط.. إذ لا توجد أمة واعية يمكن أن يقودها الفيس بوك كالأعمي حتي تسقط بأقدامها في الهاوية.. ولو ذهبت إلي دولة ترتفع فيها نسبة الوعي والتعليم مثل فرنسا أو ألمانيا أو إيطاليا.. وظللت ليل نهار تدعو عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنزول الفرنسيين مثلاً في ميدان الكونكورد أو الشانزليزيه.. ما التفت إليك أحد واتهموك بالجنون.. ولو ذهبت إلي برلين أو ميوينخ وروجت علي السوشيال ميديا لأي شائعة.. لقالوا سكران أو مخمور.. لأن الوعي يقي ويحمي من الشائعات. *** صحيح أن الفرق كبير بين مستوي المعيشة ونسبة التعليم ببننا وبينهم.. لكن الانتماء للوطن وحب المصريين لتراب بلادهم كفيل بأن يكون درعهم ضد شائعات السوشيال ميديا.. وضد مخططات إسقاط الوطن.. والتي تعتمد بالدرجة الأولي علي بث الشائعات والفتن وإثارة البشر واستغلال أزمات الشعوب ولو بسيطة في إشعال نار القلاقل والفوضي عبر بعض وسائل الإعلام التابعة لمصادر التمويل والتدريب وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.. والذي يتأمل همس الحديث علي المقاهي وفي وسائل المواصلات بين البسطاء يدرك أن محور الحديث بحلوه ومره يدور حول شائعات يبثها أعداء الوطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. معلومات مغلوطة لا أساس لها من الصحة. الخطر الحقيقي فيما تروجه وسائل الإعلام ذات التمويل الأجنبي والتي تنفذ أجندة مدفوعة الأجر وفي منتهي الخطورة وتستخدم مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف أساليب السوشيال ميديا.. أن الشائعات المغرضة والأكاذيب المفبركة تتحول في دقائق معدودة إلي حقائق تسري في أروقة المجتمع وكواليس الزحام كما تسري النار في الهشيم.. وتصبح حقائق دامغة بفعل الحبكة الروائية وإضافات الحكائين والتوابل الشعبية.. فالشائعات التي تبدأ بكلمتين.. تصل لآخر الشارع في سطرين وتنتقل كميدان.. قصة طويلة وسيناريو محبوك من الصعب تكذيبه.. والذي يعود إلي الوراء قليلاً إبان أحداث 25 يناير 2011 أو قبلها بأسابيع يدرك أننا أمة يحركها الفيس بوك وتقودها السوشيال ميديا.. وتقع بكل سهولة في فخ الجيل الرابع من الحروب الذي يعتمد في حرب إسقاط الدول بأيادي شعوبها علي مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة التي يجندها بدقة وإحكام لتنفيذ مخططه.. لذلك أكرر دائماً أن وعي الشعوب بما يدبر ويخطط لإسقاط أوطانها والوعي بما يروج علي وسائل التواصل الاجتماعي هو الذي يفسد جدوي ترويج هذه الشائعات ويحبط التآمر ويحمي الأوطان من السقوط بأيادي أبنائها.