استطاعت "مريم" ابنة حارس العقار أن تنتزع حب وتقدير كل المصريين ببساطتها وحسها الإنساني. وانتمائها الوطني.. بعد أن نجحت في اقتناص المركز الأولي علي إدارة شرق القاهرة التعليمية في الثانوية العامة بمجموع 99% شعبة العلوم. واستحقت عن جدارة تقدير مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر "الجمهورية" ومبادرة الكاتبين الصحفيين: سعد سليم. رئيس مجلس الإدارة. وعبدالرازق توفيق. رئيس تحرير "الجمهورية" بضمها إلي رحلة العمر لأوائل طلاب الثانوية العامة بمصر. والتي تنظمها "الجمهورية" منذ 65 عاماً إلي أوروبا لصقل خبرات الأوائل واطلاعهم علي أحدث ما في العالم من علوم وفنون. وتأهيلهم خير سفراء لمصر. أينما كانوا. .. دمعت عيون.. ومن قبلها أفئدة المصريين. وهم يشاهدون واحدة من بنات الأرض الطيبة تعطي المثل والنموذج كأروع ما يكون لنبت مصر.. نبت النيل. نبت الأصالة والتاريخ والحضارة.. ونبت المستقبل المشرق لأجيالنا القادمة. .. استطاعت بأسلوب سهل بسيط لا افتعال فيه ولا مظهرية "أن تفرض" حضورها علي الشاشة.. وعلي الكاميرا.. وعلي المشاهدين. .. وأظن أن الفقرة التي ظهرت فيها.. ووالدها المصري العظيم. سوف تحقق أعلي نسبة مشاهدة في برنامج الإعلامي المجتهد معتز الدمرداش. الذي قاوم كثيراً حتي لا تسقط من مقلتيه دموع الإحساس بالفخار بأسرة مصرية بسيطة استطاعت في وقت وجيز أن ترسل للداخل.. وللخارج أيضاً عشرات.. إن لم يكن مئات الرسائل التي أتمني أن تجد من يحسن قراءتها.. ويجيد فهمها. ويستخلص العبر من حروفها. .. مريم تفخر بأبيها. وأمها. وشقيقاتها.. فالبنت "مش بس" زي الولد.. ولكنها تثبت جدارتها وتفوقها وتميزها. .. والدها يفخر بأن عمله حارس عقار.. وأنه يتقي الله في عمله. وأنه "لا يقل شأناً" عمن شاء قدره أن يكون في خدمتهم. فإن إخلاصه في عمله ونظافة يده واستقامة مسعاه. انصهرت جميعاً في شخصيته. فجعلته رمزاً للكبرياء واحترام الذات.. وحتي عندما بادرت الجامعة الألمانية بطلب ضم مريم إليها.. يرد الرجل ومريم معاً: اننا جئنا فقط لكي نقدم للمجتمع نموذجاً مصرياً خالصاً استطاع قهر كل الظروف.. والتفوق والتميز. إن بعضاً من أهم الرسائل التي تبعثها "مريم".. أن جوهر الشعب المصري بخير.. و"المصريين أهمه".. قادرون علي قهر المستحيل.. وتحدي التحدي. وعندما يقررون فلن يستطيع أحد أو قوة أي قوة تعويقهم. .. رسالة أخري.. أن بسطاء المصريين سوف يظلون العمود الفقري لانطلاقة مصر.. وأنهم رغم قسوة الحياة.. وضرورات الإصلاح الاقتصادي وتبعاته. فإنهم ماضون في حياتهم ومسيرتهم.. يتحملون.. وسوف يتحملون لأنه لا وطن لهم إلا مصر.. وأن أمنها وسلامتها واستقرارها. أغلي ما يصبون إليه. .. وأخيراً.. لقد جسدت مريم وأسرتها كل أشكال الفخار لأي دولة.. وبقي أن تكرمها الدولة. حتي يكون في مصر مليون مريم أخري.. وعاشت مصر.