عين حلوان من أشهر العيون المائية في مصر. لما تتميز به من قدرة علي شفاء العديد من الأمراض الجلدية والروماتيزمية والمفصلية وأمراض الكبد بسبب تواجد كميات كبيرة من "الكبريت" المعالج بها. وبعد أن كان مخطط لها ان تصبح مشفي عالميا تبدل حالها وتحولت لصحراء جرداء تنتشر بها القمامة وتحاصرها الأبراج بسبب اهمال المسئولين بالحكومات المتعاقبة لها. لتخسر مصر احد أهم أماكن السياحة العلاجية علي مستوي العالم. يقول وليد جابر عامل منذ طفولتي وابي يصطحبني لشلالات عين حلوان للاستفادة من المياه الغنية بالعناصر المفيدة المنبثقة من العيون. لكن سرعان ما تحول المكان لصحراء جرداء. فلم يعد هناك حديقة وجفت الأشجار إلي جانب ارتفاع نسبة التلوث لوجود مياه راكدة ومستنقعات بها. فمعالم الجمال التي كانت موجودة بها اختفت بفعل الاهمال. مشفي طبيعي يضيف أبو بكر أحمد مدير تشغيل بشركة سيارات ان عين حلوان كان يتعامل معه الناس كمشفي طبيعي منذ قديم الأزل يأتون إليه للاستجمام والتمتع بالطبيعة والشفاء من الأمراض الجلدية. فلقد أصيب اطفالي بحمي النيل وذهبت لطبيب وتم اعطائهم أدوية كثيرة دون فائدة. وبمجرد وضع مياه العين علي المكان المصاب كان له مفعول السحر. لذا أناشد المسئولين سرعة الاعتناء بهذا الكنز الالهي. ويتعجب أحمد سمير سائق من غلق "الكبرتاج وهابي داي" بالرغم من أهميتهم في تنمية السياحة العلاجية بمصر. حيث كانوا مقصد للملوك وسادة القوم. ومع انتشار الأمراض أصبحنا في أمس الحاجة لإعادة إحياء هذه الكنوز اللتي افتقدناها تماما بعد غلقها وحرمان الناس عن زيارتها والاستفادة بها. ويشير صالح سيد أحمد موظف إلي ضرورة اهتمام الدولة بالسياحة العلاجية. وبمنطقة حلوان بصفة خاصة حيث تعوم علي آبار جوفية غنية بالمعادن الطبيعية. وتعتبر استثمار جيد سيعود بملايين الدولارات علي الدولة خاصة بعد تراجع مستوي سياحة الآثار. وتؤكد إيمان عثمان ربة منزل علي وجود فوائد عديدة لمياه عين حلوان فارتفاع نسبة الكبريت فيها يساعد علي شفاء معظم الأمراض الجلدية. أمراض الكبد والروماتيزمية. لذا أحرص علي زيارتها بصفة مستمرة. ولكن المكان يحتاج لتطوير وإعادة نظر للحفاظ علي تلك الثروة الطبيعية التي نتميز بها عن باقي العالم. وتتفق معه في الرأي مروة مصطفي مدرسة قائلة: إن مياه العين غنية بنسبة كبيرة من الكبريت المعالج للعديد من الأمراض الجلدية ومنها الحروق. فلقد اصيبت زوجة أخري بحروق في وجهها منذ عدة سنوات وعجز الأطباء عن علاجها. وعندما زرنا العين ووضعت المياه علي وجهها شعرت بارتياح وأخذت ي تكرار الزيارة بصفة أسبوعية وخلال أسابيع عاد وجهها لحالته الطبيعية. لذا لابد من الاهتمام بها رفقا بالغلابة الذين لا يستطيعون التردد علي عيادات الأمراض الجلدية في ظل الغلاء الفاحش. ويطالب جمال عبد المنعم محاسب بسرعة تطوير العين الموجودة بالقرب من جامعة حلوان أسوة بالعديد من الأماكن السياحية العلاجية الأخري فهي بمثابة مشفي مجانا للغلابة. فمؤخرا تم إقامة سور حديد حولها لحمايتها وسمعنا مرات عديدة عن تطويرها لكن لم نشهد سوي تصريحات فقط. وتناشد سعاد فوزي موظفة محافظ القاهرة بسرعة انقاذ العين مع فتح الكبرتاج. بعد أن تحولت العين لمكان مهجور محاط بسور تنتشر به القمامة وانتشرت الشوائب والروائح الكريهة بالمجري المائي واندثر طابعه الأثري بسبب الاهمال. تطوير شامل من جانبه أكد المهندس صادق عبد المقصود رئيس حي حلوان ومدير مشروع تطوير الأماكن السياحية ان هناك خطة لتطوير منطقة حلوان بالكامل مع رفع كفاءة الأكان السياحية والعلاجية بها مثل عين حلوان. ركن فاروق. متحف الشمع والحديقة اليابانية. مع إزالة الاشغالات والتعديات سواء في الطرق أو المباني المخالفة التي أقيمت دون ترخيص. مشيرا إلي أنه تم تخصيص 20 مليون جنيه لاعادة منطقة العين بما تحتويه من شلالات المياه الكبريتية لجمالها. كما سيتم العمل بالتوازي علي هذه الأماكن مرة واحدة في الفترة المقبلة لاستعادة منطقة حلوان السياحية والعلاجية مرة أخري. مشيدا بدور جامعة حلوان في التعاون مع المحافظة بوضع تخطيط كامل لهذا التطوير وجاري الآن تجهيز المشروع لعرضه علي محافظ القاهرة ثم مجلس الوزراء. وأشار الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث السابق واستاذ الأمراض الجلدية إلي وجود مخطط لتطوير عيون حلوان لما بها من مياه غنية بالكبريت والعناصر الشفائية الطبية. بالاضافة لمناخ حلوان الجاف الذي يعد جوا مناسبا للاستشفاء من أمراض عديدة أهمها الأمراض الجلدية لذا تستخدم في علاج العديد من الأمراض الجلدية منها الحساسية والأكزيما وجفاف الجلد. علاوة علي الأمراض الروماتيزمية وتيبس المفاصل مطالبا بإعادة فتح الكبرتاج وفندق هابي داي لاستخدامه في تنشيط السياحة العلاجية.