قطاع السيارات في دول العالم المتقدم يعتبر قاطرة من قاطرات التنمية.. ويلعب دوراً رئيساً في زيادة معدلات النمو الصناعي في أي دولة ويسهم بقوة في زيادة معدلات نمو هذا الاقتصاد واتاحة فرص عمل كثيرة للشباب رغم التكنولوجيا التي أصبحت عنوان هذا القطاع في كل دول العالم المتقدم والمتوسط. شركات قوية.. تحالفات كبيرة أكثر من 45 مصنعاً يعمل من أجل نمو هذا القطاع لهذه الحكومات في هذه الدول تحاول المحافظة علي هذا القطاع وهذه الشركات عندما تعرضت جنرال موتورز الأمريكية لوعكة صحية وأفلست تدخلت الحكومة وبقوة في دعم هذه الشركة التي تلعب دوراً هاماً في اقتصاد أمريكا لاحتلالها عرش السيارات علي مستوي العالم. أما قطاع السيارات عندنا فهو يشكل جزراً منعزلة.. الكل يعمل بمعزل عن الآخر.. الجهات الحكومية تقوم بالدراسة والبحث من أجل وضع استراتيجية للسيارات يجب ان تنظم علي أسس سليمة تجعل من هذا القطاع هدفاً قوياً يحقق انطلاقة قوية تساهم في دعم الاقتصاد الكلي الا ان هذه المحاولات لم تظهر علي الفور رغم المدة الكبيرة التي استغرقت هذه المحاولة حتي الآن. أيضاً التنظيمات الخاصة بهذه الصناعة تحاول جاهدة ان تقدم شيئاً ولا أحد يستجيب وكذا اجتماعات من أجل توحيد الجهود ولم تفلح حتي الآن الكل يعمل في جزر منعزلة والقطاع يتدهور والسوق أصبح في خبر كان والمبيعات تراجعت والشركات المجمعة انخفض انتاجها والبعض اغلق نهائياً حتي التصنيع لحساب الغير أصبح في خبر كان. الشيء العجيب وفي إطار الجزر المنعزلة أيضاً نجد ان شركة النصر للسيارات تعلن العودة بإنتاج مشترك مع إحدي الشركات الصيني لانتاج سيارة مصرية أيضاً الانتاج الحربي يعلن علي لسان الوزير المسئول أيضاً التوصل إلي اتفاق مع أحد وكلاء السيارات الصينية والشركة الصينية لإنتاج سيارة مصرية.. لابد ان تتحرك الحكومة وبجهد كبير في اتخاذ الخطوات الجادة لانقاذ هذا القطاع وتوحيد الجهود العامة والخاصة لتحقيق هدف واحد هو إنتاج سيارة بسعر معقول وبكم وافر يمكن تصديره إلي الاسواق المجاورة ولن يتحقق ذلك الا بالاتفاق مع احدي الشركات العالمية لاقامة مصنع كبير لها في منطقة قناة السويس لانتاج اقتصادي يصل نصف مليون سيارة وبذلك سيكون سعرها معقولاً يقبل عليها متوسطو الحال بعد ارتفاع الأسعار عقب تحرير أسعار الصرف وان تتحد أيضاً جميع المصانع المجمعة في كيان كبير لتوحيد الجهود من أجل إنتاج العديد من الموديلات بمواصفات قياسية قوية ويصبح لنا كيان كبير أو ثلاثة كيانات قوية للتصدير والإنتاج المحلي والا القطاع سيظل في هذا التوهان الذي يعيشه الآن.