أشرف معروف خرج علينا الكاتب الروائي يوسف زيدان. خلال لقائه ببرنامج "كل يوم" بهجوم علي القائد البطل صلاح الدين الأيوبي. قائلا: "صلاح الدين الأيوبي أحقر شخصية في التاريخ". ولا نعرف سر هذه الهجمة الشرسة علي صلاح الدين الأيوبي في هذا التوقيت ومعها نغمة التهوين من أمر القدس هل هذه خطة مدبرة توطئة لتهويد القدس ونقل السفارة الأمريكية إليها؟ هل هجمة هذا الروائي محض صدفة أم أمر دبر بليل؟ وهل هي خطة مرسومة أم خطوة عشوائية طمعا في جائزة نوبل التي يحلم بها من سنوات فخرج علينا بغريب الآراء. بلا شك الأمر في غاية الريبة ومحاولة تحطيم البطولة في أذهان الناس وراءها غرض خبيث. والحق إن الحديث عن صلاح الدين الأيوبي أمر مطلوب. أو قل: هو ضرورة إسلامية لأمور منها: أولا للرد علي هذا القائل المحموم الذي أطلق صيحته الرعناء الحمقاء التي لا أشك أن وراءها رغبة عمياء في الشهرة ثانيا: لأن القدس في محنة أشبه بما كانت عليه قبل مجيء صلاح الدين الأيوبي.. ثالثاً: لأن أمتنا في حاجة إلي من تقتدي به في عصر قلت فيه القدوات. وانعدمت فيه الرجال رابعاً: لأن أمتنا تنتظر مثيلاً لصلاح الدين الأيوبي. ليعيد لها عزتها وكرامتها خامساً: وسط ما تعيشه أمتنا الإسلامية اليوم من أزمات وهجمة شرسة من أعدائها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً في فلسطين وإريتريا والفلبين والصومال وبورما. وفي خضم هذه المعاناة التي أحاطت بأمتنا نري الأمل يشع بضوئه المشرق ليبعث فينا روح التفاؤل لعلنا نجد مخرجاً لما تعانيه الأمة. لقد كانت الأمة الأسلامية قبل مجيء صلاح الدين ومن قبله نور الدين زنكي وشريكه تشكو من الظلم والفساد الذي استشري في كل مكان. فلما تولي الوزارة بمصر ثم استقل بشئونها رأي بتوفيق من الله أن يخطو خطوة إيجابية هامة في توحيد المسلمين فبدأ بحمل شعار: إصلاح العقيدة وكانت عقائد أكثر الناس قد فسدت في زمانه. ورأي صلاح الدين خطورة ذلك الفساد في العقيدة والأخلاق وكان يؤلم نفسه ما يري من اختلافات وفرقة ونزاع بين المسلمين. وشعر صلاح الدين بصعوبة ما هو مقدم عليه من عمل. ولكنه كان يري أن صلاح أمر أمته وخروج المسلمين من أزماتهم الطاحنة لن يتم إلا بهذه الخطوة الإيجابية. وهي أولاً صلاح العقيدة. ولما أحس صلاح الدين بنجاح هذه الخطوة توجه إلي توحيد بلاد المسلمين ليتمكن بذلك من مواجهة أعداء الإسلام بصف موحد لا عداوة بين أصحابه ولا خلاف ولم يكن هذا الطريق ممهداً أمامه بل كان فيه كثير من العقبات وكان من أول تلك العقبات ان امتنع والي حلب عن فتح أبوابها أمام صلاح الدين بل تجاوز ذلك إلي محاولة قتل صلاح الدين فأنجاه الله من كيده. وهنا عزم صلاح الدين علي مواجهته بعد ان استعان والي حلب بالإفرنج ولكنه لم يستطيعوا الصمود أمام قوة الجيش الإسلامي ثم كان تآمر الإفرنج علي المسلمين فهجموا علي دمياط والإسكندرية ولكن الله هزمهم. وهكذا ظل صلاح الدين يبذل جهودا ًكبيرة في توحيد الجبهة الإسلامية بعد ان كانت مفككة لا ضابط لها ولا نظام ومن ثم انطلق إلي مواجهة الأعداء الصليبيين فقد اتفقت ضده جميع الدول الأوروبية وجمعت جيوشاً كثيرة لمحاربة المسلمين فكان بينهم وبين صلاح الدين وقائع كثيرة انتصر فيها عليهم فكانت موقعة حطين ثم تلاها فتح بيت المقدس. ومن مواقفه الشهيرة من أجل تحرير بيت المقدس انه كان بينه وبين اورناط أمير الكرك هدنة وفي شروطها السماح للقوافل الإسلامية بالانتقال بين مصر والشام دون التعرض لها ولكن ارناط لم يحترم هذا العهد فاعتدي علي قافلة تجارية تابعة للمسلمين وكان ذلك عام اثنتين وسبعين وخمسمائة للهجرة فصادر أموالها وأسر رجالها ولم يكتف بذلك بل زاد عليه ان أساء إلي المسلمين وإلي النبي محمد حيث قال للأسري: إن كنتم تعتقدون في محمد فادعوه الآن ليفك أسركم وليخلصكم من شر ما وقع بكم. ولما علم صلاح الدين بهذا الاعتداء وهذه الإساءة إلي رسول الله اشتد غضبه لله ولرسوله وحلف ان أظفره الله بأرناط ليقتلنه بيده وعزم علي الخروج لمحاربة الأعداء بعد صلاة الجمعة السابع عشر من ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة للهجرة. وخرج المسلمون بعد صلاة الجمعة وهم يكبرون ويتضرعون إلي الله والتقي الجيشان ودارت رحي الحرب واشتد الحر علي الناس وكتب الله النصر للمسلمين وكان نصراً كبيراً. وصف العماد الأصفهاني مشهد القتلي والأسري من الأعداء بقوله: "فمن شاهد القتلي في ذلك اليوم قال: ما هناك أسير ومن شاهد الأسري قال: ما هناك قتيل". بعد انتهاء المعركة سجد صلاح الدين شكراًپلله علي نعمة النصر الذي كان من عند الله ثم استعرض كبار الأسري بحثاًپعن ارناط الذي أساء إلي رسول الله فلما رأه قال له: ها أنا ذا انتصر لنبينا ثم عرض عليه الإسلام فأبي فقتله ووفي بقسمه فقتله. هذا هو صلاح الدين فيم وموقعة حطين وما قام به من إصلاح ومعالجة لواقع المسلمين فالعلاج يا عباد الله من ينبع ذات الإسلام وعملاً بالإسلام. قبل شهر القرآن: الأوقاف تؤجر ملحقات المساجد بمبالغ هائلة للمحفظين فتحي الصراوي كانت أول الصرخات من مكاتب تحفيظ القرآن أو ما يطلق عليها "الكتاتيب".. قالوا.. أكثر من أربع سنوات نؤدي الامتحان الذي تعلن عنه وزارة الأوقاف دون أن نصل إلي نتيجة سألت لماذا؟ أجابوا لا نعرف؟ من بني سويف.. قال الشيخ شعبان محمود حسن محفظ القرآن الكريم بقرية بني حلة: وزارة الأوقاف كانت تعلن عن مسابقات للقرآن الكريم خاصة بالكتاتيب.. تعتبر المورد الحقيقي للمسابقة العالمية للقرآن الكريم.. حيث يتم الامتحان علي أكثر من مستوي حتي نصل إلي التصفيات النهائية.. كانت الوزارة تعطي جوائز قيمة للفائزين. ولكن منذ سنتين أصبحنا لا نعرف شيئاً عن هذه المسابقات. سألته وبالنسبة للأزهر؟ قال قطاع المعاهد الأزهرية يعلن عن مسابقات يلتحق بها تلاميذ الكتاتيب ويحصلون علي مكافآت مختلفة تقدر بمقدار ما يحفظه التلميذ من أجزاء.. كما أن المحفظ يحصل أيضا علي مكافآت بعدد الأجزاء التي قام بتحفيظها للتلاميذ. ولكن هذه المكافآت قلت الآن كثيراً. غير أن هذه المسابقات مازالت مستمرة. ذكر أن المحفظين كانوا يحصلون علي مكافآت رمزية شهرياً من الأزهر.. تم إلغاؤها في معظم الكتاتيب ولكن يبدو انه جار الآن دراسة عودة هذه المكافآت مرة أخري للمحفظين. مفتشون أضاف أن الأزهر يرسل إليّ مفتشين للإشراف.. ولا يوجد إشراف دون ثواب أو عقاب.. ثواب للمحسن وعقاب للمسئ.. فإذا ألغيت المكافآت فلماذا تشرف؟ ومع ذلك فإن مسابقات الأزهر الآن هي الأفضل لأن التلاميذ يلتحقون بها ويحصل الفائز منهم علي مكافآت تقدر بمقدار ما يحفظون.. ويحصل المتفوقون علي مبالغ مالية تشجع التلميذ والمحفظ.. أما وزارة الأوقاف فلم نعد نسمع عن مسابقاتها إلا من الإعلام والاحتفالات.. أما الكتاتيب فتم تجاهلها تماماً خاصة في المسابقة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم. في المنوفية الشيخ إبراهيم غريب محفظ قرآن كريم.. يقول خمس سنوات يلتحق التلاميذ بمساباقت الأوقاف لتحفيظ القرآن الكريم دون ان يتقاضي أحد أي مكافآت.. ولأول مرة نري مسابقات يعلن عنها ونقوم بملء الاستمارات وتصوير التلاميذ ويلتحق التلاميذ بالمسابقة وتجري الوزارة الامتحانات ثم لا نجد أي نتيجة!! ولا يمكن أن يكون كل التلاميذ راسبين.. وحتي لو كان كذلك فلا أحد يخبرنا.. فلماذا أعلنتم عن المسابقة.. ولماذا أجريتم الامتحان؟ وكم تكلفت هذه اللجان التي عقدت لأداء الامتحانات ثم بعد ذلك كله لا شيء.. خمس سنوات دون نتيجة.. سؤال لا نجد له إجابة. نسمع عنها في الإعلام سألته والمسابقة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم؟ أجاب: نسمع عنها الآن فقط في الإعلام بعدما كانت الكتاتيب هي الحاضن الفعلي لهذه المسابقات.. حيث ندخل الامتحانات علي أكثر من مستوي.. وتتم التصفية النهائية إلي أن يتم امتحان التلاميذ المتفوقين في المسابقة العالمية ويتم تكريمهم هم والمحفظون أما الآن فلا نعرف كيف تتم المسابقة العالمية وأين هي التصفيات.. وكيف تكون عالمية ونحن لا نعرف المستويات التي تمت علي أساسها هذه المسابقة؟ أسئلة كلها لا نجد لها إجابة. سألته أين كانت تتم هذه المستويات؟ أجاب.. كانت تتم علي مستوي المراكز.. ثم علي مستوي المحافظات.. والتصفيات النهائية يجري الامتحان علي مستوي الجمهورية.. أين هذا كله الآن؟.. لا نعرف شيئاً منذ خمس سنوات.. إحياء للعربية أضاف ان مثل هذه المسابقات كانت ضرورية لعدة أسباب.. أولاً تشجيع تحفيظ وحفظ القرآن الكريم.. وهذا واجب ديني مهم والحافز المادي ضروري لتشجيع الناس علي حفظ القرآن الكريم وتحفيظه لأولادهم. كما أن انتشار تحفيظ القرآن يعني إحياء اللغة العربية ويعني تخريج طلاب يعرفون النطق السليم لها ويعني تقوية التلاميذ وتقوية موهبة الحفظ عندهم.. ويعني مساعدة الأزهر الشريف في مادة القرآن الكريم وهي أهم مادة في الأزهر.. تعتمد عليها تقريباً كل المواد الشرعية. من الآخر من لم يحفظ القرآن في "الكتّاب" فلن يستطيع حفظه في مكان آخر ولا في المعاهد الأزهرية لأن منهج الكتاتيب في التحفيظ يختلف عن أي مكان آخر.. فإذا أظهرت وزارة الأوقاف عدم اهتمام بالمسابقات فإن هذا معناه تدني مستوي الحفظ والمحفظين. ذهبت إلي إحدي مديريات الأوقاف.. التقيت ببعض المسئولين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم.. وجدت كشوفاً كثيرة معلقة في بعض الغرف.. عرفت أنها لمحفظين القرآن الكريم استأجروا ملحقات المساجد من الأوقاف لتحفيظ القرآن بها. سألت عن الإيجار الشهري وجدته يبدأ من 600 إلي 1800 جنيه.. وجدت بعض الأسماء مشطوبة عرفت ان هؤلاء محفظون لم يستطيعوا دفع الإيجار. سألت أين الكتاتيب التي كانت تقام في منازل بعض المحفظين؟ أجاب.. التراخيص الآن موقوفة أو إجراءاتها بطيئة جداً.. تعلن الوزارة عن مسابقات لاختيار محفظين ولكنها أصبحت قليلة جداًپالآن. أضاف ان من يطلب الآن العمل في تحفيظ القرآن بالوزارة فإن أمامه القاعات التي تؤجرها الوزارة في المساجد للمحفظين.. ولكن الأزهر يعطي تراخيص لمن يجهز مكاناً لتحفيظ القرآن في البيوت كما كان موجوداً سابقاً. أضافوا ان الوزارة تعطي بعض المحفظين حتي الآن مكافآت تتعدي المائة جنيه شهرياً. قلت ولكن معظم المساجد وملحقاتها قامت بالتبرعات فكيف تستحل الوزارة تأجير قاعاتها للمحفظين؟ أجابوا هناك مساجد مازالت بها مكاتب لتحفيظ القرآن غير مؤجرة ولكنها تتناقص الآن لصالح القاعات ومكاتب التحفيظ المؤجرة. سألت الشيخ إسماعيل حجي محفظ قران شبرا النخلة بالشرقية عن مسابقات الأوقاف لتحفيظ القرآن الكريم؟ أجاب: أذهب للمسابقة التي يعلن عنها قطاع المعاهد الأزهرية. الاستعداد لشهر رمضان د. هلال: بتطهير النفس والتوبة النصوح د. الجندي: الحفاظ علي صلاة الجماعة.. قراءة القرآن.. صيام النوافل.. رد المظالم بعد أيام قلائل يحل علينا شهر الخيرات وموسم الطاعات وهو يحتاج منا إلي استعداد بدني وروحي ونفسي وأن نمارس فعل الخيرات حتي نصل لهذا الشهر ونحن علي أتم الاستعداد. الدكتور عبدالغفار هلال عميد كلية اللغة العربية جامعة الأزهر الأسبق يقول: يفرح المسلمون بقدوم شهر رمضان المبارك وينتظرونه كل عام بدعائهم اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان فإذا جاء إلينا واكرمنا الله به فإننا نسعد بهذا الشهر الكريم لما فيه من ثواب وبركة ولأننا نتصل بالله جل جلاله إتصالاً مباشراً كما قال تعالي في الحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" ومعني هذا أن الصيام سر بين العبد وخالقه. فالصلاة قد يكون فيها رياء. والزكاة قد يكون فيها رياء. والحج قد يكون فيه رياء. لأن العبد يفعله ظاهراً ويراه الناس فربما يغتر بهذا العمل فيضيع منه الثواب أما الصيام فلا يطلع عليه إلا الله سبحانه وتعالي ولذلك فجزاؤه عظيم. وأضاف د. هلال أنه يجب الاستعداد لاستقبال الشهر الكريم بتطهير النفس من كل ما يغضب الله. وأن يكون المسلم مستعداً للتضحية فليست المسألة بكثرة الأكل والشرب وضياع وقت العبادة في إعداد الطعام والشراب بشتي أنواعه. بل هو شهر الزهد والقناعة والاقبال علي الله وهذا يقتضي أن يتفرغ لله وأن يكون كما قال صلي الله عليه وسلم "إن ربي يطعمني ويسقين" ويجب أن يستعد المسلم لصلة الارحام. والاحسان إلي الناس عامة والجيران خاصة والتزاور معهم ومساعدتهم بما يستطيع وأن يكون كريماً في هذا الشهر. وأن يتناسي الحقد والغل والحسد. وألا تصدر منه كلمة سيئة بل يكون ذاكراً لله. ومتصالحاً مع نفسه ومع الخصوم. وأن يرد الحقوق لأهلها. وأن يراجع القرآن وألا يظلم الناس ولو بالكلمة. وأن يكون في خدمة العباد وأن يسعي لقضاء حوائجهم. وأن يفتح صدره للاخلاص والتقوي كما قال تعالي "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياماً معدودات". وقال د. هلال إن شهر رمضان يهل علينا بعد أيام قلائل فيجب علي المسلم أن ينتهز كل يوم ليكون عنده بمثابة السنة كاملة. والمعروف أن المسلم إذا صام رمضان واتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله أي صام السنة كلها لأن رمضان إذا كان ثلاثين يوماً فالحسنة بعشر أمثالها فيساوي ثلاثمائة يوم فإن أضفنا إليه ستة من شوال في عشرة يساوي ستين فهي بعدد أيام السنة ثلاثمائة وستين يوماً فليحرص كل مسلم علي انتهاز فرصة صيام رمضان ليكون مثل الذين يصومون الدهر. وقد كان داود عليه السلام يصوم يوماً ويفطر يوماً وعلي هذا فالاستعداد لابد أن يكون قوياً وأن يصوم القادر علي الصيام والذي لا يقدر فاته خير كبير وإن كان الله قد عوضه خيراً بأن يقدم فدية عن كل يوم يفطره إطعام مسكين وجبتين كاملتين كما قال تعالي "وعلي الذين يطيقونه فديه طعام مسكين". وأشار د. هلال إلي أن المسلم عليه أن يجتهد خلال هذا الشهر. وهذا لا يقتضي أن يعطل العمل بل عليه أن يكون نشيطاً يصلي الفجر ثم ينطلق إلي عمله قبل ارتفاع الشمس المحرقة. وليعلم أن الصوم يقوي بنية الانسان ويعود عليه بالصحة والعافية كما قال صلي الله عليه وسلم: "صوموا تصحوا" فعلي المسلم أن يحافظ علي صحته بالقيام وألا يكثر من الأكل والشرب ويتخم المعدة بما يضره وينبغي ألا يكون رمضان متلفة للمال بل يكون عاملاً علي الاقتصاد. فالحياة ليست أكلاً وشرباً بقدر ما هي حياة ذكر وطاعة. فلا يرهق الميزانية خلال هذا الشهر في العزائم لأنه شهر بركة وليس شهراً للإنفاق في غير وجه صحيح ويجب عليه أن يعود اسرته علي الصيام من الاطفال الذي يقدر منهم علي الصوم. فالصيام بركة ولوعودنا الطفل أن يصوم بضع ساعات في اليوم فهذا يربيه ويعوده علي حب الله. ويجب أن تجتمع الاسرة في رمصان علي مائدة واحدة فيتناولون الافطار جميعاً حتي يفرحوا مصداقاً لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه". الدكتور محمد الشحات الجندي استاذ الشريعة الاسلامية بكلية الحقوق جامعة حلوان وعضو المجلس الأعلي للشئون الاسلامية سابقاً يقول: علي كل مسلم أن يستقبل الشهر الكريم بالورع والحياء وأن يهيئ نفسه روحياً ونفسياً وبدنياً وليعلم أن هذا الشهر شهر فضله الله تعالي وجعل فيه الخير الكثير. فعلي المسلم أن يصفي قلبه وروحه أستعداداً للمناسبة الطيبة. وعليه أن يعود نفسه بالتردد علي المساجد والمحافظة علي أداء الصلاة في أوقاتها وفي جماعة. وأن يتعود علي قراءة القرآن الكريم ويجعل لنفسه ورداً كل يوم حتي يستطيع أن يقرأ القرآن أكثر من مرة في رمضان وأن يراجع علاقاته مع الأهل والجيران والزملاء وأن يستقبل الشهر بصيام أيام من شعبان مثل الاثنين والخميس من أجل التعود البدني وأن يستصحب روحانيات هذا الشهر وأن يستعد لاستقبال هذا الضيف العزيز التي يحمل لنا كل الخيرات من الحسنات والتجليات الايمانية. وأضاف د. الجندي أنه علي المسلم أن يؤدي واجبات الناس. وأن يجلس مع نفسه يراجع تصرفاته مع الله ومع النفس والأهل والمجتمع راجياً من الله عزوجل أن يجازيه خير الجزاء. وأن يتجه إلي الطاعة وأن ينصرف عن لذات الدنيا وأن يبتعد عن الطعام والشراب وكل الأطعمة التي ترهق ميزانية الاسرة والتي تعد من الاسراف والله تعالي قال "ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين" وطالب د. الجندي جموع المسلمين أن يبتعدوا كل البعد عن المسلسلات الخليعة والماجنة حتي لا يفسدوا صيامهم وطاعتهم لأن هذه المسلسلات والافلام آفة المجتمع وهي كثيرة ومتتالية ومن تابعها أضاعت وقته وأفسدت طاعته وشغلته عن صلاة القيام وقراءة القرآن وصلة الارحام والبر للوالدين وكل أفعال الطاعات. كما نصح المسلم أن يضع لنفسه برنامجاً للعباة وينظم وقته بين العبادة والعمل في الحياة اليومية حتي لا نعطل العمل ويزيد الانتاج والله تعالي يعطي الأجر علي قدر المشقة. فالمسلم يصوم نهاراً ويؤدي عمله ويقوم الليل للطاعة والعبادة. ويتحري الحلال من الحرام. الدكتور أحمد طلعت الغنام استاذ العقيدة والفلسفة وعميد كلية الدراسات الاسلامية للبنات سابقاً بجامعة الأزهر يقول: رمضان من الشهور الفضيلة التي يعم خيرها علي جميع المسلمين لقوله تعالي "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون" فالعلة من الصيام التقوي. وهو شهر الصيام والقرآن والصدقات والتزاور وصلة الأرحام كل هذه الخصال الحميدة تحتاج إلي تهيئة واستعداد حتي يتعود المسلم علي المواظبة والقيام بهذه الطاعات وعلي المسلم أن يفعل في شعبان من خصال الخير التي يواظب عليها في رمضان حتي يتدرب ويتمرن حتي تقوي عزيمته في فعل الطاعات في هذا الموسم الذي أمتن الله تعالي به علي خلقه من الرحمات. وقال د. الغنام إن الله تعالي قد جعل أوله رحمه رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار فكل هذه المنح تحتاج إلي صيام الجوارح وأن ينقي المسلم نفسه من الصغائر والكبائر حتي يكون من عباد الله الاطهار الصيام يحتاج إلي صفاء النفس مع العباد حتي يرضي الله عنه.. فالاستعداد لرمضان يحتاج من المسلم أن يقف مع نفسه وأن يتوب إلي الله وأن يخلص في التوبة وأن يبتعد عن المحرمات بكل أنواعها ألا يسرق ولا يزني ولا يشرب مسكرات ولا يأكل أموال الناس بالباطل ولا يأخذ رشوة ولا يعطل مصالح العباد وأن يكون لين الجانب وأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه. وأن يأمن الناس بوائقه. وأن يراعي حقوق الجار والاصدقاء والمجتمع وأن يدخل المسجد خاصة ان كان مقصراً في أداء الصلاة لوقتها في المسجد وفي جماعة وأن يتعور علي مساعدة كبار السن في عبور الشارع أو في المواصلات العامة وذوي الاحتياجات الخاصة وأن يعدل بين أهله من الازواج والاولاد.. كل هذه الخصال تحتاج إلي ممارسة حتي تتحول من عبادة إلي عادة.. فمن أراد صيام رمضان يحتاج إلي ممارسة لفعل الطاعات حتي يأتي رمضان وهو مستعد لأن يذكر الله بكل ما أمرنا في الكتاب الكريم وأن يعمل بسنة رسوله صلي الله عليه وسلم.