أوصلت الولاياتالمتحدة رسالة للعالم عبر صواريخها ان الادارة الأمريكية الجديدة موجودة وقادرة. ليس فقط علي الفعل بل وعلي الحسم أيضا وكأنها تعيد التفاوض مع الروس حول الملف السوري إلي نقطة الصفر ..وكان اجتماع الدول السبع في إيطاليا بالإضافة إلي السعودية وتركيا وقطر والأردن والإمارات بداية شهر ابريل الماضي بعد الضربة الأمريكية بمثابة تفعيل وتنظيم للجهود الدولية ضد الأسد بقيادة الولاياتالمتحدة ..وهل الواقع الجديد سيحتم علي الكرملن إيجاد طريقة للتعامل مع الحالة الراهنة المتمثلة بوجود رئيس جديد في البيت الأبيض استطاع عبر الملف السوري وبالتحديد بين عشية وضحاها حشد دعم الدول الأوروبية كما سيأخذ الموقف الروسي في الحسبان أيضاً العقوبات الدولية ضده وأيضا أزمة شبه جزيرة القرم ودعم دول الاتحاد الأوروبي المطلق لجمهورية أوكرانيا وبالنسبة للتواجد الروسي في سوريا هدفه إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ركائز الدولة السورية فضلا عن حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة في ظل ¢التصرفات الطائشة¢ لواشنظن وحلفائها ومن الممكن للقوات الروسية أن تكون في المستقبل جزءا من قوات أممية لحفظ السلام في سوريا وللفصل بين القوات المتحاربة كما نستبعد الزج بقوات روسية علي الأرض في سوريا وكل التطورات الميدانية في سوريا هي امتداد للجهد السياسي علي مختلف الساحات الدولية. فهناك قناعة دولية بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة. خاصة مع الضغوط التي يمثلها تدفق اللاجئين السوريين إلي أوروبا والنظام السوري في ظل الدعم الروسي والإيراني يمكنه الصمود لفترات طويلة وهو المطلوب لحماية سوريا ولقد تدخلت روسيا الي دعم سوريا والحرب بها لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية غير جادة في محاربة تنظيم داعش و القضاء عليه ولأن الاستخبارات العسكرية الروسية تتابع قصف طائرات التحالف في سوريا و العراق لمواقع التتنظيم لكنها تتجنب امريكا ضرب المواقع المؤثرة و الحيوية التي يتمركز فيها داعش .. وهو ما يعني أن الامريكان يتظاهرون بمحاربة داعش و اضعافه لكن دون القضاء عليه مما يشير الي وجود نوايا خفية لدي الادارة الأمريكية و حلفائها. لذلك قررت روسيا القضاء علي داعش وتحركت بقوتها لحماية نظام الرئيس بشار الأسد .. طبعا يتجاهل كثيرون أن روسيا لها قاعدة بحرية في مدينة طرطوس التي تطل علي البحر المتوسط وهو الوجود العسكري الوحيد لها في المنطقة كما تملك قاعدة جوية في اللاذقية تضم خمسين طائرة حربية . وتدعيم روسيا لقواتها ونزولها بعتادها ورجالها في سوريا وبدء غاراتها الجوية علي مواقع داعش يشير الي أن الروس قد وصلوا الي قناعة أنه لا مفر من المواجهة المباشرة مع التنظيم بعد تمدده علي الأرض حماية لحليفهم الاقليمي ولاظهار استعادة الدب الروسي لعافيته و كذلك توجيه رسائل مختلف خاصة للأمريكان والغرب بأن عهد القطب الواحد قد انتهي في الساحة الدولية مع بداية تشكل قطب مواز يضم ايرانوالصين ولاننسي ان الصين قد ارسلت ايضا حاملة طائرات الي ميناء طرطوس لدعم الروس في هذه الحرب وإذا أضفنا التواجد الميداني لقوات الحرس الثوري الايراني وحزب الله علي الأرض ندرك تكامل هذا المحور الجديد الذي فرضته التقلبات المثيرة التي تشهدها المنطقة كما اصبحت الأجواء السورية تحت سيطرة سلاح الجو الروسي مما منح متنفسا للجيش السوري لبداية جولة جديدة من الحرب ضد خصومه الذين يهددون وجود الدولة ذاتها وقد يتساءل المرء . ما هدف روسيا من دخول الحرب وهي التي اكتفت سابقا بالدعم السياسي لحلفائها؟ وتعي روسيا جيدا أنها في حاجة لانتصار عسكري قوي يعيد هيبة جيشها و اختيار مواجهة داعش الذي صار مرعبا للعالم كله هو امتحان كبير عزم بوتين علي خوضه بعد أن استكمل استعاداته له ولا ننسي ان الدول الكبري تخطط جيدا لحروبها و تتوقع أغلب تطوراتها حتي المرعبة منها وبوتين هو رجل مخابرات بالأساس و تعهد بدعم بشار الأسد و سخر من المعالجة الغربية للأزمة السورية فقد صرح بأن أزمة اللاجئين السوريين التي صدمت العالم سببها جرائم تنظيم داعش الارهابي وليس النظام السوري.. ويبقي السؤال هل سيظل صراع الدول العظمي في سوريا؟!!