تشهد الساحة الفرنسية في الفترة الحالية سباقاً ساخناً علي كرسي الرئاسة بين إيمانويل ماكرون ذلك الشاب الواعد حديث العهد بالسياسة ومارين لوبن زعيمة اليمين المتشدد والمرأة ذات الخبرة السياسية الطويلة.. سباق مثير يحسم في السابع من الشهر الجاري ويحدد ملامح مستقبل فرنسا الفترة المقبلة وسياساتها الخارجية مع جيرانها ودول العالم.. الانتخابات الرئاسية الفرنسية تشهد هذه المرة حدثاً تاريخياً فلأول مرة يصل شاب عمره 39 عاماً. دخل الحياة السياسية بحزب دشنه عام 2016. لمرحلة متقدمة في الانتخابات الرئاسية خاطفاً الأضواء من أحزاب فرنسا التاريخية سواء اليمينية أو اليسارية التي قدمت العديد من رؤساء فرنسا السابقين وتتوقع كل استطلاعات الرأي فوزه بكرسي الرئاسة.. إيمانويل ماكرون كان وزيراً للاقتصاد في حكومة ماني ويل فالس واستقال بعدما قدم قانوناً جديداً للعمل في فرنسا آثار جدلاً واسعاً إلا أنه نجح في تغيير الكثير من السياسات الفرنسية ليستقيل ويفكر في رئاسة فرنسا بعد ذلك ويؤكد ان المستقبل للشباب في المرحلة القادمة ويقدم نموذجاً للأجيال المتعاقبة في جميع أنحاء العالم. الشاب الطموح الذي كسر كل القيود واقترب بشدة من الاليزيه يفكر في تغيير الكثير من سياسة فرنسا الفترة المقبلة فلقد صرح في العديد من المرات بأنه يعزز من وحدة أوروبا خاصة بعد خروج بريطانيا وأنه سيحاصر داعش بتحالف دولي يضغط علي الدول التي تموله وانه لن يمنح الكثير من الامتيازات لبعض الدول التي تعمل علي الاراضي الفرنسية منها قطر.. ليس هذ فقط بل انه يتمني ان يغير تماماً من بيئة العمل والاستثمار في فرنسا في ظل علاقاته القوية مع معظم رجال الأعمال الفرنسيين.. ماكرون الذي يعتبر ظاهرة في كل شيءتزوج من مدرسته التي تكبره ب 24 عاماً ويعيش معها قصة حب ساخنة. أما مارين لوبن زعيمة اليمين الشهيرة فتدخل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ولها فرص كبيرة في الفوز فلقد استغلت العديد من المشاكل التي واجهت فرنسا الفترة الماضية والعمليات الإرهابية التي تعرضت لها وبنت برنامجها الانتخابي علي مشكلة اللاجئين وكيفية الحفاظ علي الهوية الفرنسية ومنع الهجرة لها في الفترة المقبلة.. المفاجأة ان مارين لوبن كشفت خلال حملتها ان جدتها ولدت في مصر وعاشت فيها معظم فترات حياتها.. مارين لوبن النموذج المعاكس تماماً لماكرون فهي تشجع سياسة الانغلاق والخروج من الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر من وجهة نظرها سبب كل المشاكل والأزمات التي تعاني منها فرنسا في الفترة الحالية. نموذجان مختلفان تماماً ولاشك ان الكثير من سياسات فرنسا الخارجية سيتغير خلال الفترة المقبلة سواء بنجاح ماكرون أو لوبن ولكن الاثنين يتفقان مع توجه مصر في محاربة الإرهاب الذي لم تنج منه أي دولة خاصة أننا شاهدنا الكثير من جرائمه في أوروبا وأمريكا وليس في مصر وحدها.. ان جهود العالم يجب ان تتحد وان يكون هناك تحالف دولي لاقتلاع جذور هذه الآفة الخطيرة.. التاريخ بين مصر وفرنسا زاخر بالكثير من العلاقات الطيبة والثقافات الممتدة والرؤي المتطابقة وكم كان لأولاند من مواقف لدعم مصر وسياستها.. نأمل أن تواصل مصر وفرنسا تعاونهما المثمر والتاريخي في الفترة المقبلة من أجل خير البلدين وتحقيق السلام العالمي.