شهدت مصر خلال السنوات الست الماضية.. ما لم تشهده علي مدار قرون.. توقفت حركة العمل وتعطلت عجلة الإنتاج وضربت السياحة في مقتل وانخفض ضخ مدخرات المصريين في الخارج من العملات الأجنبية وحوربت الصادرات المصرية إلي الخارج.. مما أنهك الاقتصاد وأرهق الدولة واقلق المستثمرين.. فكان انخفاض الاحتياطي النقدي وهبوط قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية مما أدي إلي غلاء السلع والخدمات وتضاعف أسعارها بدرجة أثرت علي كافة طبقات المجتمع. مؤكد أن ما تم في 25 يناير 2011 ثورة.. لكنها حادت عن أهدافها وضلت طريقها.. وتلقفتها أياد خفية.. وتداعت عليها جماعات وتيارات.. كل يدعي أنه صاحبها.. ونشط وسط هذا الصراع نشطاء مأجورون وعملاء مدسوسون.. شاركوا في توجيه الثورة إلي وجهة أخري بعيداً عن وجهتها التي قامت من أجلها.. وهي التخلص من الفساد والقهر الجاثم علي صدورهم لعقود. حلم المصريون كثيراً بزوال نظام ظل قابعاً علي أنفاسهم لأكثر من ثلاثة عقود.. ولكنهم أفاقوا علي كابوس من الفوضي والبلطجة وعدم الاستقرار.. وحاولت الجماعات الموتورة والمأجورة إسقاط مؤسسات الدولة الأساسية.. وساندتهم قوي خارجية.. لا تريد الخير لمصر.. وساءت الأوضاع لدرجة أن المصريين لعنوا ثورة 25 يناير وتمنوا لو أنها لم تقم.. فكان لابد من تصحيح مسارها وإعادتها إلي وجهتها التي قامت من أجلها.. وهي الإصلاح والقضاء علي الفساد المستشري في مؤسسات الدولة والمتغلغل في مفاصلها.. وإحباط المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد مصر.. فكانت ثورة 30 يونيه. والآن ونحن في السنة السابعة علي ثورة يناير.. نأمل أن تكون هذه السنة نهاية للسنوات السبع العجاف.. وبداية للسنوات الخضر السمان.. ولن يتحقق ذلك إلا بتوحدنا وتغليبنا المصلحة العليا علي ما دونها من المصالح.. فنحن جميعاً ندرك أن هناك تحديات كثيرة تواجه مصر ككيان ونظام.. ونعلم أن هناك مؤامرات تحاك لنا وأخطاراً جسيمة تحيط بنا وتتهددنا.. في ظل التوتر الذي يسود العالم بأسره.. خاصة منطقتنا.. وتدخل القوي العالمية فيها مثلما يحدث في سوريا وليبيا.. واستعراض القوة بين الغرب والشرق. نحن نواجه حروباً وليست حرباً واحدة معلنة وغير معلنة.. وهناك مخاطر تتهددنا في شرق البلاد وغربها.. وخفافيش الظلام الذين يعيثون في الأرض فساداً.. ويحاولون الوقيعة بين طوائف الشعب وتمزيق نسيجه المتماسك. فإذا كنا نريد الاستقرار والأمن فلابد أن نتحد لأن قوتنا في وحدتنا.. ونعمل علي تقوية بلدنا ونراعي ضمائرنا في عملنا ونساند جيشنا وشرطتنا.. لتكون حدودنا آمنة وداخلنا مستقراً.. ولابد للجماعات الضالة والمضللة أن تعود إلي رشدها وإلا فلا مكان لها بيننا.. وليعلم المأجورون أنهم معلومون لنا ولن ننساق وراء مؤامراتهم ودسائسهم وسنلفظهم.. وسيكون حسابهم عسيراً.. حفظ الله مصر شعبها وجيشها وشرطتها وقضاءها وكل مؤسساتها من شرور أعدائها.. ووقاها شر الفتن والمؤامرات وأدام وحدتها.. ووحد كلمتها.. ووفق قادتها لما فيه خير البلاد والعباد.