كنت أتصور أن الخوف قد هجرني بعد ثورة 25 يناير.. وأعني الخوف من السلطة المجنونة المتصورة أنها ظل الله علي الأرض ولكن بدون عدله وقطعا لا رحمته. وتذكرت ونحن نري الفرعون المستبد مبارك يخلع وكدت أفقد صوابي فرحا وأنا أراه داخل القفص منبطحا علي ظهره بطريقة مخجلة لا تتناسب مع من كان يوما عسكريا حتي التهمته غواية السلطة وشرورها.. وانحطت به أنه أكل لحم المصريين أحياء حتي يستتب له الحكم حتي أبد الآبدين.. في تخمة فساد أوصلته إلي رمح التوريث الذي به قتل وإن كان القشة التي قصمت ظهر البعير حتي أن المؤسسة العسكرية فجعت في مؤامراته في أن يسلم البلد للولد جمال وما أدراك من هو وكيف تنظر له المؤسسة الوطنية معمل الرجال الحقيقيين!!! كتبت وكتب كل صحفي حر عن جرائم مبارك التي قضت علي مقدرات بلد بأكمله.. ولكن كان للسلطة التي سلمها الحكم بعد عزله رأي آخر..!!! دللته حتي أجبرها الشعب علي سجنه.. وكانت حيثيات الحكم بالمؤبد التي عددت جرائمه ضد أمة بأكملها.. وقتها بكيت من الفرحة ولم أكن أعرف أنني سأبكي كثيرا بقدر الخذلان والمؤامرات التي حيكت ضدها وتجريدة التأديب والانتقام ممن أطاحوا بنظام بسبع أرواح قادر علي التجدد ليعود كالحرباء يتلوّن ويتغير.. ثم يلدغ كالحية !!! أخفيت الأدلة في كل قضايا مبارك وكلابه مصاصي دماء الشعب وكان مهرجان البراءة للجميع أو أحكام خففها قبول النقض للجميع.. أما الأموال المهربة تحت نظر المسئولين حينئذ والمتآمرين وأصحاب المصالح.. فلم يعد منها جنيه واحد.. لغياب الإرادة السياسية والاتفاقيات السرية للإخوان المجرمين. وجرت مياه كثيرة.. وحوكم مبارك وأبناؤه علي فيلا وشاليه. أي والله.. وقصور رئاسية.. وأخذنا قفا كبيرا موجعا.. وُبرّئ هو وضباطه وأمن دولته.. أما القتلة فمجهولون لهم معلومون للشعب وآخرتها.. أحكام رومانسية.. تهشتكهم وتحكم علي أهالي الشهداء الذين ماتوا يأسا علي الشواطئ الغربية واحترقوا الذين انتحروا باليأس الأبدي في عدالة تزور هذا البلد ولو في الأعياد غير الرسمية. وأخيرا احتفل أنصاره بعيد ميلاده وقالوا له آسفين ياريس!!! مطمئنين.. بأن الماضي الجميل قد عاد من تاني وليس ربيع فريد الأطرش ولا الثورة !! أما أنا فلقد شممت رائحة الخوف!!! وتمنيت أن تصل لأنوف من يفكر بالغدر بمصر المحروسة!!!! لقد اطمأنوا.. أما أنا فلقد زارتني رائحة الخوف علي البلد.