في آخر تجلياتهم عندما أخذتهم العزة بالإثم، فتجردوا من كل معاني الوطنية، وقاموا بحرق علم مصر للمرة الثانية في ميدان التحرير، بعد حرقه بإشارة رابعة العدوية، فهل هؤلاء مصريون، عاشوا معنا، وتقاسموا رزق بلادنا، وأكلوا من خيراتها، وشربوا من نيلها؟؟ فهم يدافعون عن شخص وليس عن وطن. هل هؤلاء وطنيون؟؟ وهل يجري ماء النيل في عروقهم؟؟ وهل يسري خير مصر في أجسادهم؟؟ وهل يضخ دم القاهرة في قلوبهم؟؟ وهل عاصمة المعز لدين الله الفاطمي مفضلتهم؟؟ فلا يمكن لمصري وطني شريف أن يحرق علم بلاده، إنهم فئة ضالة مضلة، جائرة ومأجورة، ولا يمكن تسمية حرق العلم سوي لخيانة. للمؤامرة والغدر والخيانة رائحة كريهة، عفنة، يشمئز منها الوطنيون الحقيقيون، ولا يشمها إلا الأوفياء العقلاء، وأصحاب القلوب الطاهرة، والأفكار الباهرة، والقلوب المبهرة، ولا يقدم عليها ويقوم بتنفيذ مخططاتها إلا أصحاب العقول الحقيرة، والأفكار الخطيرة، والشعارات الكاذبة، والتصرفات السفيهة، التي لا معني لها سوي النفاق والاحتقار والغل والكراهية، لأن معني الخيانة والغدر، هو الإرهاب والإجرام، لتصرفاتهم الوحشية التي لا تصدر إلا من شيطان مارد، تجرد من معاني الإنسانية، فيجب أن يلقي هؤلاء بهامش الحياة، وأن يبكوا علي أطلال أفعالهم السقيمة، حتي تطأهم الأقدام ويرموا بسلة المحذوفات، وصندوق القاذورات، التي تكشف عن وجوههم القبيحة، وسلوكياتهم الهزيلة، وخطواتهم الصفيقة، وتصرفاتهم الحمقاء، وأفعالهم الشنعاء، التي تزرع في نفوسهم البغضاء. تلك صورة بشعة عن الغدر والخيانة بسبب المال والمصالح والكراسي، التي لا تسمن ولا تغني من جوع في نظر المخابرات والجيش، الذين ينتسبون للمصرية والوطنية، والحب والبراءة والقومية، وهؤلاء الرجال هم تتويج لمعني الحب والرغبة الجامحة ببقاء أمن مصر ورفع رايتها عالية خفاقة، لأن حبهم لمصر غطاء، وخوفهم عليها عطاء، وحنانهم لها فراش، ومودتهم ألفة وشعار. حرق العلم خيانة، والخيانة الوطنية هي انتهاك صارخ للأرض والعرض والشرف والكرامة، وحرق علم مصر من قبل الإخوان، نقض للعقد الاجتماعي، وخرق لعهد مفترض بين الوطن والمواطن، والأمانة والثقة التي تنتج عن الصراع الأخلاقي والنفسي في العلاقات بين الأفراد والبلاد.بلادنا أمانة في أعناقنا، يجب أن نحافظ علي أمنها ومقدراتها، لأننا مستهدفون من أعدائنا الذين يتحالفون مع الإخوان، ومن يدمر بلده لأغراض دنيوية خائن خوان. القوة أمانة وعلينا تسخيرها لخدمة بلادنا، فالمسلم يجب أن يتحلي بالصبر والعفو والمغفرة، وأن يتجنب الكذب والنفاق والرياء. الدماء أمانة يجب احترامها، 'كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه'، ويقول تعالي: 'ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق'. إن الدعوة الإسلامية قيد في رقبة المسلمين، وعليهم أن يدعوا إلي الخير ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، والابتعاد عن الأفعال المنفرة، التي تغضب الله تعالي. أما آن الأوان للفرار إلي الله والاعتصام بحبله، والتحلي بالشجاعة والإخلاص، ونزع فتيل السلاح وتسخير أفكارنا الوطنية لرقي الأمة؟ إن بلادنا أمانة في أعناقنا فلنحافظ علي علمها وأمنها ومقدراتها واستقرارها، فنحن مستهدفون من كيد أعدائنا الذين يريدون نشر الفتن والبغضاء والعداوة في صفوفنا، ولن يستطيعوا، فأعظم الخيانات هي خيانة الفرد لأمته، وتحالفه مع أعداء وطنه، فيحطم بلده لمصلحته وأغراضه الدنيوية. لقد شارك الإخوان في إحياء الذكري الثانية لأحداث محمد محمود، رغم تأكيدهم بأنهم لن يشاركوا بها، احتراما لدماء الشهداء. كذبة جديدة للإخوان ضمن سلسلة طويلة من الكذب والزيف والخداع، علما بأنهم رفضوا المشاركة في فعاليات محمد محمود الأولي في نوفمبر 2011، ضد المجلس العسكري، حيث كانوا وقتها يعقدون الصفقات مع المجلس العسكري، وكانت محاولة جديدة لاستغلال الثورة، بحجة الاستعداد لانتخابات مجلس الشعب، ووصفوا الشباب المُشارك بها 'بالبلطجية'، وهم أول من باع الشباب في 'محمد محمود، الأولي والثانية' وهم المسئولون عن قتلهم، واتهموهم بتلقي أموال من أجل 'تعطيل مسيرة العملية الديمقراطية'. أما الآن فاستغلال سفلي للإخوان من خلال الخطة التي كانت تحاك من جهاز المخابرات التركي، بالتنسيق مع التنظيم الدولي، لإسقاط النظام الحالي في البلاد، من خلال تكليف عناصر التنظيم بمصر لتنفيذ مؤامراتهم الدنيئة، كان أولها التشهير الممنهج بالنظام الحاكم والمؤسسات العسكرية، لعرقلة مسيرة المرحلة الانتقالية وصولا لإحداث ثورة أخري تستمد قوتها من الاحتجاجات، وكذلك محاولة استفزاز قوات الأمن أثناء التظاهرات، لنقل الصورة للرأي العام العالمي بأن هناك انتهاكات، هذه الانتهاكات من قبل الشرطة ضد المتظاهرين السلميين، وإظهار أن ما حدث يوم 30 يونيو ما هو إلا انقلاب عسكري، إلا أن البلاد تظل محمية برجالها وشعبها، والحمدلله أن فشلت خططهم وسوف تفشل مخططاتهم المقبلة. الذكري الثانية لمحمد محمود لا يمكن نسيانها من عقل ووجدان كل أحرار مصر، إلا أننا برغم الحسرة والألم التي تدفعانا لإحياء هذه الذكري وتأبين الشهداء الذين سقطوا بيننا، إلا أننا استشعرنا المؤامرة التي تحاك من قبل الإخوان لدفع البلاد لمزيد من الفوضي والعنف والدماء، وأنه بفضل الله تم تفويت الفرصة علي الإخوان من إشعال الشارع وإراقة مزيد من الدماء، فقمنا بالانسحاب فورا من الميدان. الإخوان لا دين لهم إلا التمكين والتمكن من مقدرات البلاد، ولا اقول الأوطان لأنهم ليس لهم أي انتماء لأي وطن، بعدها يستذلون البلاد والعباد للسيطرة علي المال والنفوذ والسلطة, أستاذية العالم فكرهم كما الماسونية تماما, يتلونون كما الحرباء تماما, يكذبون كشرب الماء تماما، يراوغون كالتنفس تماما. نحن مسلمون ومؤمنون ولا نحتاج أوصياء علينا من تجار للدين. هل صنف فضيلة الإمام الشعراوي 'رحمه الله' نفسه سلفيا أو إخوانيا أو جهاديا؟ هل صنف صحابي من الصحابة نفسه غير أنه 'عبد الله'؟ لماذا تصرون علي التقسيم والتصنيف والتفتيت والتشتيت؟ لماذا تحلمون بدمار جيشنا ولصالح من؟ هل تقصدون تشويه الدين من خلال إرهابكم وترويعكم؟ فلو نظرتم الي وجوه المسلمين والمتأسلمين ستجدون الفارق كبيرا، ففي وجه المتدين بحق لن تجدوا إلا السماحة والتفاؤل والخير, وفي وجوه تجار الدين لن تجدوا إلا الحقد والكراهية والاستعلاء، فتشوا في عقول المتدينين بحق لن تجدوا إلا الإنارة والاستنارة والوسطية والتسامح، وفتشوا في عقول هؤلاء المرضي وأتباعهم فلن تجدوا إلا الاستعارة والكراهية والتخريب والتخريف، حاوروا المتدينين بحق ستجدون النور والتنوير، أما هؤلاء المغيبون التائهون فستجدون عقولهم خاوية، وأفكارهم عارية، يدعون السيادة والقيادة والمعرفة، ويعشقون الاستعلاء والاستيلاء، ومصر ليست في حاجة الي أوصياء أو جهلاء. من أعطاكم الحق في التكفير.. وأنتم لا تجيدون التفكير؟ عميد النادي الدبلوماسي الدولي [email protected]