تسميه العائلة عيد الأم والحكومة عيد الأسرة.. لكن المهم أنه يوم نتذكر فيه كفاح الأهل في تربية الأبناء.. تفانيهم في رعايتهم.. أمنيتهم الصادقة أن نصبح أحسن مما كانوا.. أشياء تبقي من خلافات حول المسار أو ضغوط بسبب أعباء الحياة تحملها ذاكرتنا الان.. إنه أكثر من يوم في السنة نحشد له المبادرات ونقيم الاحتفالات.. هو حياة يومية من العطاء تستحق وقفة من الامتنان في قصص رواها لها أصحابها الشباب.. ليرسلوا باقات حب لأب وأم.. لأسرة لولاها ما كانوا. جيهان صبري 39 سنة مدير موارد بشرية تبعث بالتحية لوالدتها "صباح حنفي" التي بدأت مشوار الكفاح مبكرا كأم وأب معا عقب وفاة الأب بعد 5 سنوات من الزواج. تاركا للشابة الثلاثينية 3 أبناء أكبرهم في الثالثة وأصغرهم عمرها شهور. خاضت الأم المقاتلة حروبا مع أهل الزوج حفاظا علي حق الصغار. تقول جيهان "كنت أراها تذهب إلي عملها صباحا ثم إلي المحكمة وتعود إلينا.. تحافظ علي صبرها وابتسامتها ونجحت في تربيتنا فكانت لا تبخل علي دراستي بالقواميس الأجنبية ولا أدوات الرسم لأخي طالب الفنون التطبيقية حتي تخرجنا جميعا.. أخي مصمم شبكات وله شركته الخاصة وأختي تخرجت في كلية الاداب وانشأت مشروعها". وبالتالي امتد تأثير الأم إلي شخصية الأبناء فكان معرض الكتاب مثلا طقسا سنويا علمتهم اختيار الكتب.. انشأتهم علي التواصل والانفتاح علي الاخرين ومازالت مصدر تحفيز لكل من حولها حتي أحفادها تجمعهم حولها تروي لهم قصص النجاح. تعلمت منها الصبر في عز محنة المرض لا تشكو وبالارادة تجتازه أحاول أن أكون مثلها داعمة لمن حولي ومؤثرة في حياتهم. عرفت أهمية التعليم المستمر فامي لا تتوقف عن تنمية قدراتها حتي بعد أن أصبحت مديرة مدرسة.. إنها تحب فعل الخير في الخفاء ونتعلم عنها ومنها. وتعلق جيهان : ربما لا يشعر الشباب بتعب أهلهم بسبب الرفاهية التي يعيشون فيها لكن عندما يصلون لمرحلة الأمومة أو الأبوة سيدركون محبتهم وجهدهم لذا تنصحهم بأن يربوا أبنائهم علي التعبير عن الحب بالفعل والقول والامتنان لكل النعم التي تبدأ بإيثار الأهل.. أم مكافحة وباعتزاز تتحدث راوية محمد زيدان - بكالوريوس تجارة عن أمها المكافحة "أم ياسر" بائعة الخضار بالوراق ونجحت بعملها البسيط وهمتها الكبيرة أن تصل ب 7 بنات وولد إلي مراحل التعليم المختلفة. تقول راوية : منذ انتقال أسرتنا من الفيوم وأمي تكافح مع أبي الذي كان يعمل في مهن بسيطة مثل المحارة أو السباكة وكانت تعمل يدها بيده حتي أصيب بمرض رئوي فقلت قدرته علي العمل وصار موسميا وتولت هي المسئولية.. كانت تحرص علي تعليمنا فحصلت علي بكالوريوس تجارة بامتياز وشقيقتي علي معهد سكرتارية ومازال لي شقيقتان في المراحل الثانوية والاعدادية. واهتمت بتحفيظنا القران الكريم وتعويدنا علي الصلاة فهي نعم الأم وحتي الان لا تتخلي عن مكانها وتضع فرشة الخضار.. بكميات أقل من قبل لكنها تصر علي العمل بنفسها لإكمال رسالتها مع اخواتي الصغار. وتواصل قائلة : أمي علمتنا تحمل المسئولية.. كانت بحكم العمل لا تعود سوي اخر النهار فتعودت أن أرعي اخواتي وأقوم بمهام البيت مع المذاكرة وعندما تأتينا فرص عمل ترفضها إلا بعد إكمال الدراسة وتقول "اللي بعمله معاكم دلوقتي اعملوه مع أولادكم وانفعوا نفسكم بالتعليم". وهذه الأم ببساطتها نجحت في تجهيز بناتها 5 بنات وتتمني الابنة رد الجميل للأم فلا تجد سوي كلمات الشكر والحب. أباء وأصدقاء أما ريهام شعبان أحمد 20 سنة طالبة بكلية الصيدلة جامعة القاهرة فتبدي امتنانها للأب والأم معا.. قائلة : كفاح أبي وأمي بدأ قبل زواجهما كان أبي يعمل في المبيعات في السعودية وأمي ممرضة ومترجمة.. تعارفا وتزوجا ليتفقا علي الكفاح معا من الصفر.. اجتهدا وعملا كثيراً. لم نكن نملك أي شئ وأصبح لدينا أكثر من شقة ومحل خاص بأبي وعقب الاستقرار في أرض الوطن مرت الأسرة بظروف اقتصادية صعبة وباعت أمي مصاغها لمساندة أبي حتي استطاع الوقوف من جديد. وتقول ريهام :تعلمت الرضا والقناعة من أسرتي وأن الدنيا لا تثبت علي حال لذا أتمني أن أربي أبنائي علي الصداقة مثل والديّ خصوصا أمي التي منحتني ثقتها وتقول دائما "افعلي ما تريدين ولكن تذكري هل هذا الفعل يرضيني أم يؤذيني" ولذا أحافظ دوما علي الثقة. ومن موقع المحبة يتحدث ابراهيم محمد السيد "23 سنة" محام قائلا .. يكفي دعم الأهل غير المحدود ففي فترة الدراسة الثانوية كنت بحكم المراهقة أتعامل بلا مبالاة بعكس الأب والأم حملا الهم من أول الثانوية وحتي ظهور النتيجة ورغم أن أملهما كان أكثر من كلية الحقوق لكنهما لمسا سعادتي بالطريق الجديد فتحولوا إلي التشجيع بل وبالتهوين عندما لم احصل علي التقدير الذي استحقه.. ومازلت حتي الان أفكر كيف أجعل القادم من حياتي مصدر سعادة وفخر لأبوين داعمين وصابرين. غرس أبي أما علي شعبان علي 22 سنة طالب بكلية التربية جامعة الأزهر فيحكي عن تأثير والده علي حياته قائلا: تعلمت منه الكثير.. كيف أديرحوارا وأبسط طرق لتوصيل المعلومة لم أعرفها من الكتب ولكن من والدي الفلاح الذي امتهن كل المهن وصولا للعقارات وحاول غرس الثقة داخلي وتعويدي علي بعد النظر ووزن الأمور.. كان ومازال يأخذ برأيي ويشيد به أمام الناس واتذكر عندما قال لأصدقائه : تعلمت من ابني ألا أعاتب أحدا فشعرت بالفخر والسعادة بهذا الأب الذي يتعلم من أبنائه كما يعلمهم.. وهو بالنسبة لي ولأخواتي الصديق والرفيق فأختي المتزوجة إذا جاءت إلي البيت غاضبة يسمع منها. إن كانت مخطئة يناقشها وإن كانت علي حق يعيد لها حقها بالأصول وليس بمزيد من المشاكل ويحافظ علي كرامتها في جميع الأحوال. لذا ينوي "علي" نقل ما تعلمه من والده لأولاده في المستقبل وأن ينمو ما غرسه صحيحا مثمرا. بين ابتسامة طفل.. ودعاء أم التطوع قبل العريس.. أحيانا المتطوعات : رسالة نحو المجتمع.. توازن في الشخصية وخبرات متجددة في مارس الملقب بجدارة بشهر المرأة.. نتوقف أمام عطائها في كل الأعمار.. تضرب المثل وتلفت النظر أن شاباتنا بخير و في تألق. انظروا للأعمال التطوعية اللاتي يقمن بها والمجالات اللاتي يعطين فيها.. نتخد من شهرهن.. مناسبة للاقتراب والفرحة ببذور تنمو في أرض للأمل لتكون أشجار ظلها وثمراتها للجميع.. مثلا سلمي خلف محمد 18 سنة طالبة بالفرقة الأولي كلية التربية جامعة 6 أكتوبر بدأت العمل التطوعي بالصدفة بعد أن شاهدت أحد زملائها يجمع تبرعات بالكلية وفكرت أن العمل الفردي - علي حسن نيته - لا يكفي فأنشأت مع زملائها فريق "أصحاب الميمنة" .. طافت معهم دور الأيتام حتي اختاروا دارين.. واحدة في اكتوبر وأخري بعين شمس ليتطوعوا بالتدريس للأطفال ومحاضرتهم عن الأخلاق والقيم الدينية الصحيحة.. تغيرت سلمي بعد التطوع.. أصبحت أكثر تحملا للمسئولية وصارت تراقب أفعالها حتي تكون قدوة للذين تدرس لهم.. تقول أن التطوع يعوض إخفاقات أخري فهي لم تلتحق بالكلية التي تمنتها "طب الاسنان" لكنها رسمت هدفا جديدا الان وهو إنشاء شركة ترجمة تخصص جزءا من أرباحها للأطفال وجمعية أهلية لتنميتهم وتتمني أن تدرك كل البنات لذة التطوع وقتها لن يكون للحياة طعم بدونه. التطوع إضافة أما أميرة إسماعيل عبد الحميد 22 سنة الفرقة الثالثة بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر فاختارت العمل التطوعي الأكاديمي.. تشرح لنا مفهومه : توصيل العلم للناس.. بمعني تشجيع الشباب غير القادرين علي حضور الكورسات المكلفة ونقدم لهم كورسات مجانية تؤهلهم لسوق العمل.. تختلف المهمة المطلوبة منها.. فعملت في الترجمة لفترة ثم في مؤسسة لتنمية المرأة وأخيرا بدأت التعامل.. مع مواقع التواصل الاجتماعي وكان المدهش كيف أضاف لها التطوع في سيرتها الذاتية أو في شخصيتها.. تقول : لا استطيع التخلي عن التطوع ومتعة توصيل المعلومة بأسلوب بسيط فالعمل التطوعي ليس تضييعا وقت بل رسالة يجعل الفتاة أكثر استقراراً وتوازنا. تعلمت منه التواصل مع الآخرين بعد أن كنت انطوائية. وأتمني أن يكون التطوع في خطة كل بنت قبل العريس فهو وحده سيؤهلها أن تكون زوجة وأم ناجحة وجدت الطريق هل يمكن أن يبدأ التطوع بعد التخرج؟سؤال تجيب عليه بثقة دعاء مصطفي عبدالحميد 26 سنة ليسانس الآداب جامعة عين شمس تعمل في الموارد البشرية وتمتلك رصيد من الخبرة في التطوع يزيد علي 3 سنوات.. البداية كانت كورسا للتأهيل لسوق العمل بعد التخرج ثم جذبها اخر عن التطوع. تقول : تعلمت فيه ماهية التطوع. كنا نخرج إلي الشوارع في حملات توعية نجمع أموال لشنط مواد غذائية. ننظم محاضرات بالمجان ثم بعد الانتهاء من الكورس تطوعت بشكل رسمي. ووجدت طريقي.. شعرت بالنضج كل يوم.. تغير فكري.. كنت قبل التطوع بلا هدف بلا رؤية بلا بصمة وبعده أدركت أن عمارة الأرض هي هدفنا الأسمي.. استطعت أن اكتشف ذاتي.. رتبت أولوياتي. صرت أعرف أخطط وأنجز.. أكثر خبرة وجرأة وبسبب التطوع اكتشفت ادارة الموارد البشرية.. مهنتي الحالية. وتشير إلي المعوقات التي تقابلها كفتاة في العمل التطوعي منها مثلا النظرة السلبية وأن قعدة البيت للبنت أفضل من "بهدلة" التطوع أو أنه للناس الفاضية وترد علي كل هذه المثبطات أن بداخل كل بنت كنز.. لابد أن تبحث عنه وتفيد به غيرها.. وهذا هو جوهر التطوع.. عطاء الفن ربما تكون هوايتك وشغفك هي المجال المناسب للتطوع مثل بيان العطار 19 سنة الفرقة الثانية بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية التي تتطوع بالرسم والتلوين في مستشفيات الأطفال.. تحكي لنا عطاء الفن الذي بدأته مع أختها ومع التحاقها بالجامعة تطوعت بشكل رسمي في "I Cancer Vive) تجمع ورفاقها التبرعات لعلاج الأطفال مرضي السرطان واستكمال التجهيزات بالمستشفيات من كاميرات مراقبة وتليفزيونات وسرائر ومراتب كما ينظمون مهرجانات التلوين والرسم مع الأطفال لإسعادهم السعادة لقلوبهم التطوع بالنسبة لبيان يعني المسئولية ومسئوليتها كبيرة في تحقيق أحلام الأطفال فدشنت حملة "أحلامهم" لتحقيق أحلام 200 طفل مريض وكم كانت أحلامهم بسيطة كرؤية فنان أو رياضي وتري أن مسئوليتها تمتد أن تسعد أوقاتهم بحفلات أعياد النجاح أو الاحتفال بالشفاء من المرض أو النجاح في الامتحان. لذا تقول لكل فتاة ان ابتسامة طفل أو دعاء أم سيجعل لحياتك مردود وستخرجي من إحباط لا يجب أن يزور الشباب لتؤثري في مجتمعك بالأمل والعمل.